تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال رحمه الله أيضا: أخبرنا رجل عن ابن المبارك قال: قال ابن مسعود: " إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه، يذب عنه، وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله ". قال ابن المبارك: وكفى بالله وكيلا.

ثم ذكر بإسناده عن بعض السلف قال: " لأن أرد رجلا عن رأي سيئ أحب إلىَّ من اعتكاف شهر ".

أخبرنا أسد عن أبي إسحاق الحذاء، عن الأوزاعي قال: كان بعض أهل العلم يقولون: لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة، ولا صدقة، ولا صياما، ولا جهادا , ولا حجا، ولا صرفا , ولا عدلا، وكانت أسلافكم تشتد عليهم ألسنتهم، وتشمئز منهم قلوبهم، ويحذرون الناس بدعتهم.

قال: ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا، ولا يظهر منهم عورة، الله أولى بالأخذ بها , أو بالتوبة عليها، فأما إذا جاهروا به، فنشر العلم حياة، والبلاغ عن رسول الله ? رحمة يعتصم بها على مصر ملحد.

ثم روى بإسناده عن حذيفة: " أنه أخذ حصاة بيضاء، فوضعها في كفه، ثم قال: إن هذا الدين قد استضاء استضاءة هذه الحصاة، ثم أخذ كفا من تراب، فجعل يذره على الحصاة حتى وارها، ثم قال: والذي نفسي بيده ليجيئن أقوام يدفنون الدين، كما دفنت هذه الحصاة ".

وعن أبي الدرداء قال: " لو خرج رسول الله ? اليوم إليكم ما عرف شيئا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة. قال الأوزاعي: فكيف لو كان اليوم. قال عيسى ـ الراوي عن الأوزاعي ـ: فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان؟.

وعن علي أنه قال: " تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه سيأتي بعدكم زمان ينكر الحق فيه تسعة أعشارهم ".

قال الحسن: " لو أن رجلا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئا قال: ووضع يده على خده، ثم قال: إلا هذه الصلاة، ثم قال: أما والله لمن عاش في هذه النكرا، ولم يدرك هذا السلف الصالح، فرأى مبتدعا يدعو إلى بدعته، ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه، فعصمه الله عن ذلك، وجعل قلبه يحن إلى ذكر هذا السلف الصالح، يسأل عن سبيلهم ويتقص آثارهم، ويتبع سبيلهم، ليعوض أجرا عظيما، فكذلك فكونوا إن شاء الله تعالى ".

قال مالك: " وبلغني أن أبا هريرة ? تلا: " إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا " فقال: والذي نفسي بيده إن الناس ليخرجون اليوم من دينهم أفواجا، كما دخلوا فيه أفواجا ".

قف وتأمل ـ رحمك الله ـ إذا كان هذا في زمن التابعين بحضرة أواخر الصحابة، فكيف يغتر المسلم بالكثرة، أو تشكل عليه، أو يستدل بها على الباطل.

ثم روى ابن وضاح بإسناده: عن أبي أمية قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت: يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أيَّة آية؟ قلت: قول الله تعالى: " لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله ? فقال: " بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله. قيل: يا رسول الله أجر خمسين منهم. قال: أجر خمسين منكم ".

فتأمل هذا تأملا جيدا لعلك أن تسلم من هذه الهوة الكبيرة التي هلك فيها أكثر الناس، وهي الإقتداء بالكثرة والسواد الأكبر، والنفرة من الأقل، فما أقل من سلم منها ما أقله ما أقله!.

وأخرج مسلم عن ابن مسعود ?: أن رسول الله ? قال: " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره ". وفي رواية: " يهتدون بهديه، ويستنون بسنته، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ". انتهى ما نقلته والحمد لله رب العالمين ().

خطر الابتداع في الدين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير