تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعليه؛ نقول: (الحذر الحذر من مخالفة الأولين! فلو كان ثَمَّ فضل ما؛ لكان الأولون أحق به، والله المستعان) انتهى كلام الشيخ علي الحلبي حفظه الله بتصرف يسير.

فكن أخي القارئ على ذكر لهذا الكلام لان مناقشة الشبهات ستكون في البداية بالإحالة عليه غالباً.

وبعد بيان ما سبق أذكر الشبه التي اعتمد عليها من قال بجواز الاحتفال بالمولد مع مناقشتها بالتفصيل، علماً أني في بعض الشبه أكتفي بنقل الشبهة دون الإحالة على مرجع لانتشار هذه الشبهة أما إذا كان هناك خطأ آخر متعلق بالشبهة فسوف أنقل من ذكر الشبهة وأنقل كلام أهل العلم في الرد على كلامه

1 ـ الشبهة الأولى: قوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) (يونس: 58).

حيث يفسر بعضهم الرحمة هنا بالرسول صلى الله عليه وسلم!

والجواب:

أولاً: يفهم الجواب مما سبق (ص؟).

ثانيا: (قد فسر هذه الآية الكريمة بار المفسرين، كابن جرير وابن كثير والبغوي و القرطبي وابن العربي وغيرهم، ولم يكن في تفسير واحد منهم أن المقصود بالرحمة في هذه الآية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما المقصود بالفضل والرحمة المفروح بهما ما عنته الآية السابقة لهذه الآية، وهو قوله تعالى: (يأيها الناس قد جآءتكم موعظة من ربكم وشفآء لما في الصدورِ وهدى ورحمة للمؤمنين) (يونس: 57 ـ 58) ذلك هو القرآن الكريم.

فقد قال ابن كثير في تفسيره (2/ 421): ((هدى ورحمة للمؤمنين) أي يحصل به الهداية والرحمة من الله تعالى، وما ذلك للمؤمنين به، والمصدقين الموقنين بما فيه، كقوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفآء ورحمة للمؤمنين ولا يزِيد الظالمين إلا خساراً) (الاسراء: 82). وقوله (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) (فصلت:44)

وقوله: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق، فليفرحوا فإنه أولى ما يفرحون به) اهـ.

وقال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المكذبين بك، وبما أنزل إليك من عند ربك: بفضل الله؛ أيها الناس الذي تفضل به عليكم وهو الإسلام، فبينه لكم ودعاكم إليه، وبرحمته التي رحمكم بها فأنزلها إليكم، فعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتابه، فبصركم بها معالم دينكم؛ وذلك

القرآن.

(فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يقول: فإن الإسلام الذي دعاهم إليه والقرآن الذي أنزله عليهم، خير مما يجمعون من حطام الدنيا وأموالها وكنوزها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل) اهـ.

وقال القرطبي: قال أبو سعيد الخدري و ابن عباس رضي الله عنهما: (فضل الله القرآن، ورحمته الإسلام)، وعنهما أيضا: (فضل الله القرآن، ورحمته أن جعلكم من أهله). وعن الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة (فضل الله الإيمان ورحمته القرآن) على العكس من القول الأول) اهـ) انتهى نقلا من (حوار مع المالكي) (52 – 54) بتصرف.

وقد قال ابن القيم رحمه الله في (اجتماع الجيوش الإسلاميةلى غزو المعطلة والجهمية) (ص38) في تفسير قوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا): (وقد دارت أقوال السلف على أن فضل الله ورحمته – أي في هذه الآية – الإسلام والسنة) اهـ.

ثالثا: (إن الرحمة للناس لم تكن بولادة النبي صلى الله عليه ولم، وإنما كانت ببعثه وإرساله إليهم، وعلى هذا تدل النصوص من الكتاب والسنة. أما الكتاب فقول الله تعالى: (ومآ أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فنص على أن الرحمة للعالمين إنما كانت في إرساله صلى الله عليه وسلم، ولم يتعرض لذكر ولادته، وأما السنة ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله ادع علَى المشركين. قال: (إني لم أبعث لعاناً. وإنما بعثت رحمة) وروى الإمام احمد وأبو داود بإسناد حسن عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: (أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب

كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة)) انتهى .. نقلا من (الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي) للشيخ حمود التويجري رحمه الله (ص66).

ـــــــــ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير