2 ـ الشبهة الثانية: قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (الأحزاب: 56).
ويقولون ان المولد يبعث على الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
الجواب: أولاً: يفهم الجواب مما سبق (ص؟).
ثانيا: قال الشيخ التويجري في " الرد القوي " (ص70–71): (يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت لما رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( .. صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا .. )
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الصلاة عليه أوقات معينه كيوم الجمعة وبعد الأذان وعند ذكره صلى الله عليه وسلم إلى غير تلك الأوقات ومع ذلك لم يأمر أو يحث على الصلاة عليه في ليلة مولده فيعمل بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرد ما لم يأمر به لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) انتهى بتصرف.
ــــــــــــ
3 ـ الشبهة الثالثة: يقولون ان الله كرم بعض الأماكن المرتبطة بالأنبياء مثل مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وهذا فيه حث على الاهتمام بكل ما يتعلق بالأنبياء ومنها الاهتمام بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب: أولاً: يفهم الجواب عن هذا الاستدلال مما سبق (ص).
ثانيا: قال الشيخ التويجري رحمه الله في "الرد القوي" (ص83): (ان العبادات مبناها على التوقيف والإتباع لا على الرأي والابتداع. فما عظمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من زمان أو مكان فانه يستحق التعظيم وما لا فلا. والله تبارك وتعالى قد أمر عباده أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى و لم يأمرهم أن يتخذوا يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً ويبتدعوا فيه بدعاً لم يؤمروا بها) انتهى بتصرف.
وأضيف إلى كلام الشيخ رحمه الله أنه قد صح عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أنه كان يستلم أركان الكعبة الأربعة فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: (إنه لا يستلم هذان الركنان).
فقال معاوية رضي الله عنه: (ليس شيءٌ من البيت مهجوراً) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد.
وزاد أحمد: (فقال ابن عباس رضي الله عنهما: (لَقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فقال معاوية رضي الله عنه: (صدقت)).
ـــــ
4 ـ الشبهة الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين فلما سئل عن ذلك قال: (ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه) رواه أحمد ومسلم وأبو داود. استدل به محمد المالكي في " حول الاحتفال بالمولد " (ص10).
فقد قال محمد المالكي: (أنه صلىالله عليه وسلم كان يعظّم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه، وتفضله عليه بالوجود لهذا الوجود، إذ سعد به كل موجود، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: " ذلك يوم ولدت
فيه وأنزل علي فيه) رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام. وهذا في معنى الاحتفال به إلا أن الصورة مختلفة ولكن المعنى موجود سواء كان ذلك بصيام أو إطعام طعام أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو سماع شمائله الشريفة) اهـ.
أولاً: يفهم الجواب عن هذا الاستدلال مما سبق.
ثانيا: قال الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله في (الإنصاف فيما قيل في المولد) (ص64–66):
(إذا كان المراد من إقامة المولد هو شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه فإن المعقول والمنقول يحتم أن يكون الشكر من نوع ما شكر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه وهو الصوم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يختار إلا ما هو أفضل، وعليه فلنصم كما صام، وإذا سئلنا قلنا: إنه يوم ولد فيه نبينا فنحن
نصومه شكرا لله تعالى.
ثالثا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم ولادته وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول إن صح أنه ذلك، وإنما صام يوم الاثنين الذي يتكرر مجيئه في كل شهر.
¥