قال السخاوي في " الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج ": و سنده ضعيف، لكن قال النووي:" إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه ".
قال الحافظ في: تخريج الأذكار ": أخرجه الطبراني بسند منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعا ً و زاد في آخره:" و قد جرب ذلك ". ثم قال الحافظ:" كذا في الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني،و لم أعرف تعيين قائله و لعله مصنف المعجم،و الله أعلم ".
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:" العبادات لا تؤخذ من التجارب سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة ، كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شرك خالص و الله المستعان، و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " (4/ 68/1)
:" أن عبد الله بن المبارك ضلّ في بعض أسفاره في طريق،و كان قد بلغه أن من اضطر (كذا في الأصل،و لعل الصواب: من ضلّ) في مفازة فنادى: يا عباد الله أعينوني أ ُعين. قال: فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده. قال الألباني:" فهكذا ليكن الإتباع و مثله في الحسن ما قاله العلامة الشوكاني في" تحفة الذاكرين بمثل هذه المناسبة:" السنة لا تثبت بمجرد التجربة و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا ً أنه سنة عن كونه مبتدعا ً و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت من رسول الله صلى عليه وسلم فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة وهو أرحم الراحمين و قد تكون الاستجابة استدراجا ً ". اهـ (السلسلة الضعيفة 2/ 108 - 110 رقم 655)
سادسا ً: لا تشترط النية للأذكار.
قال الحافظ:" قال ابن عبد السلام - أي العز -:"أن النية إنما تشترط في العبادة التي لا تتميز بنفسها،و أما ما يتميز بنفسه فإنه ينصرف بصورته إلى ما وضع له كالأذكار والأدعية و التلاوة لأنها لا تترد بين العبادة و العادة ". و لا يخفى أن ذلك إنما هو بالنظر إلى أصل الوضع أما ما حدث فيه عرف كالتسبيح للتعجب فلا،و مع ذلك فلو قصد بالذكر القربة إلى الله تعالى لكان أكثر ثوابا ً، و من ثم قال الغزالي: حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تحصل الثواب لأنه خير من حركة اللسان بالغيبة، بل هو خير من السكوت مطلقا ً أي المجرد عن التفكر. قال: و إنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل القلب ". (الفتح 1/ 21)
سابعا ً: بيان وقت أذكار الصباح و المساء.
قال العلامة ابن القيم في " الوابل الصيب من الكلم الطيب " (90 - 91):" فصل: في ذكر طرفي النهار و هما ما بين الصبح و طلوع الشمس،و ما بين العصر و الغروب، قال سبحانه و تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا ً كثيرا ً و سبحوه بكرة ً و أصيلا ً " (الأحزاب 41 - 42)
و الأصيل: قال الجوهري: هو الوقت بعد العصر إلى المغرب، .. و قال تعالى:" و سبح بحمد ربك بالعشي و الإبكار " (غافر 55) فالإبكار أول النهار و العشي آخره. و قال تعالى:" و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب " (ق 39) و هذا تفسير ما جاء في الأحاديث و من قال كذا و كذا حين يصبح و حين يمسي، أن المراد به قبل طلوع الشمس و قبل غروبها،و أن محل هذه الأذكار بعد الصبح و بعد العصر ".
وقد سئل الشيخ محمد صالح العثيمين: ما هو الوقت المحدد لأذكار الصباح و المساء الوارد في السنة المطهرة مثلا ً، هل وقت أذكار المساء ما بين المغرب و العشاء أو ما بين العصر و المغرب؟
فأجاب قائلا ً:" الذي يظهر أن الوقتين كلاهما من المساء ما بين العصر إلى المغرب و ما بين المغرب والعشاء و أفضل ما تكون الأذكار في الصباح ما بين صلاة الفجر و طلوع الشمس و في المساء ما بين صلاة العصر و غروب الشمس و لكن الوقت يمتد إلى أكثر من ذلك، فوقت الصباح قد يمتد إلى إشراق الشمس و كذلك وقت المساء قد يمتد إلى طائفة من أول الليل و الأمر في ذلك واسع لكن ما ورد تخصيصه بالليل فإنه لا يفعل في النهار كما في قوله صلى الله عليه و سلم في آية الكرسي:" من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ و لا يقربه شيطان حتى يصبح ".فمثل هذا النص واضح في تخصيص ذلك بالليل ". (نور على الدرب 2/ 74)
ثامنا ً: الذكر محدثا ً.
قال الحافظ غي الفتح (1/ 344)
:" إن جازت القراءة - أي للقرآن- بعد الحدث فجواز غيرها من الأذكار بطريق الأولى ".
تاسعاً: الفرق بين الذكر والدعاء:
هناك ثلاثة فروق بين الذكر والدعاء حسب ما تبين من الأدلة، وهي كما يلي:
1. الأذكار مقيدة بوقت بخلاف الدعاء فإنه لا يتقيد بوقت ولا مكان.
2. الأذكار لا ترفع فيها الأيدي ولكنها في الدعاء من أسباب الإجابة.
3. بعض الأذكار يأتي مقيدة بعدد بخلاف الدعاء فلا عدد فيه.
وصلى الله وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.