تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أسباب ورود الحديث]

ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[31 - 08 - 06, 11:43 ص]ـ

[أسباب ورود الحديث]

كتبه: افتخار أحمد

إسلام آباد 2002م

إن من أنواع علوم الحديث معرفة أسبابه, كأسباب نزول القرآن , وهو من أجل أنواع علوم الحديث , وهذا النوع لم يتعرض له الكثيرون من الأقدمين من علماء علوم الحديث وأصوله ولم يذكروه فى كتبهم التي ألفوها فى هذا الفن , وألف فيه بعضهم ولكن لم نقف عليه, وإنما ذكروه في ترجمته.

تعريف سبب ورود الحديث:

السبب لغة: عرف أهل اللغة السبب – بفتح السين والموحدة – بأنه الحبل, وذلك في لغة هذيل, وهو كل شئ يتوصل به إلى غيره.

ثم أطلقه أهل العرف العام على: كل شيئ يتوصل به إلى مطلوب, وعرفه علماء الشريعة بأنه عبارة عما يكون طريقا للوصول الى الحكم غير مؤثر فيه.

أما الورود والموارد: بمعنى المناهل, أو الماء الذى يورد.

سبب الورود إصطلاحا: لم يؤثر عن المحدثين له تعريف محدد, ولعلهم أغفلوه اعتمادا منهم على وضوحه, أوعلى مقاربته على ما هو مذكور عند علماء الشريعة, ولكن عرفه بعض المعاصرين:

فعرفه الدكتور أبو شهبة فقال: هو علم يبحث فيه عن الأسباب الداعية إلى ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الحديث أولا, وهذا السبب قد يكون سؤالا, وقد تكون حادثة, وقد تكون قصة, فيقول النبي- صلى الله عليه وسلم- الحديث بسببه أو بسببها.

وعرفه الدكتور يحى إسماعيل فقال: هو ما يكون طريقا لتحديد المراد من الحديث, من عموم أو خصوص, أو إطلاق أوتقييد, أو نسخ أوغير ذلك. أو هو ما ورد الحديث أيام وقوعه.

وأول من نوه به هو الحافظ البلقيني في كتابه " محاسن الاصطلاح وتضمين كلام ابن الصلاح ".ثم الإمام ابن حجر في "النخبة وشرحها" فقد نوه به أيضا, وصنف فيه أبو جعفر العكبري , وأبوحامد بن كوتاه الجوباري , والامام السيوطي في التدريب موجزا. قال ابن الملقن فى شرح العمدة" أن بعض المتأخرين من أهل الحديث شرع فى تصنيف أسباب الحديث كذا عزاه الشيخ عزالدين لبعض المتأخرين, وسمعت ممن يذكر أن عبد الغني بن سعيد الحافظ صنف فيه تصنيفا قدر العمدة".ولكن يثبت لنا بالنظر فى الآثار الواردة من لدن عصر الصحابة حتى يومنا هذا, أن هذا العلم قديم.

ويغلب على الظن أنه وضعت بذوره فى عصر الصحابة والتابعين. ويوضح ذلك القصة التالية التى وردت فى البرهان فى علوم القرآن, في قوله تعالى" ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ... "

قال: حكى عن عثمان بن مظعون وعمرو بن معديكرب: أنهما كانا يقولان الخمر مباحة, ويحتجان بهذه الآية, وخفى عليهما سبب نزولها, فانه يمنع من ذلك وهو ما قاله الحسن وغيره: " لما نزل تحريم الخمر قالوا: كيف بإخواننا الذين ماتوا وهي في بطونهم, وقد أخبر الله تعالى أنها رجس, فأنزل الله تعالى"ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات …" من هذا يتبين أن هذا الموضوع من علوم الحديث قد لقى عناية مبكرة من العلماء.

فائدته:

تحديد المراد من النص على النحو التالي:

تخصيص العام , تقييد المطلق , تفصيل المجمل , تحديد أمر النسخ وبيان الناسخ من المنسوخ, بيان علة الحكم, و توضيح المشكل.

سبب الورود وسبب ذكر:

قال الشيخ ابن حمزة الحسيني: وأفاد الحافظ ناصرالدين الدمشقى في "التعليقة اللطيفة لحديث البضعة الشريفة" أنه يأتى سبب الحديث تارة فى عصر النبوة, وتارة بعدها, وتارة يأتي بالأمرين, كحديث البضعة.

أما سببه فى عصر النبوة فخطبة علي –كرم الله وجهه- ابنة أبي جهل على فاطمة – رضي الله عنها – فقال عليه السلام " انما فاطمة بضعة مني… " أما سبببه بعد عصر النبوة فما رواه المسور تسلية وتعظية لأهل البيت- رضي الله عنهم – بهذا الحديث وفيه التسلية عن هذا المصاب ... .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير