[كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرق بين الوحي بالقرآن والسنة النبويةوالحديث القدسي؟]
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[26 - 08 - 06, 10:23 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد فقد طُرحت هذه المسألة في أثناء حوار عن مجموع الفروق التي بين القرآن و الحديث القدسي و الحديث النبوي باختلاف الاعتبارات في هذا التقسيم و السؤال له تفصيل يزيد الأمر وضوحا وهو
أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم كتابه بواسطة جبريل عليه السلام و أنزل عليه الذكر (ليبين للناس ما نُزِّل إليهم من قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} (النحل: 44) و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)) وفيه أيضا قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}
فدل ذلك على أن السنة وحي كما أن القرآن وحي
و الحديث القدسى رواية النبي فيما يحكيه عن ربه
و السؤال كيف كان النبي صلى الله عليه و سلم يفرق بين الوحي بالقرآن و الحديث القدسي و الحديث النبوي؟
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:03 ص]ـ
الجواب سهل جدا: هذا السؤال لا يجيب عنه إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأله أحد وهو من أمور الوحي.إنتهى.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:30 ص]ـ
أخي الكريم ... كلام الله تعالى في كتابه لا يشبه كلام آخر ... وهو بين واضح لمن له أقل عناية في القرآن ... فما بالك بسيد البشر عليه الصلاة والسلام.
فيقول الله تعالى: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)).
ويقول الله تعالى: ((وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)).
ومن تدبر الآية الأخيرة علم اعجاز القرآن الكريم في لفظه ... وانه يستحيل الاتيان بمثله.
فالله تحدى أن يأتوا بسورة من مثله ... ولم يتحدى أن يأتوا بآية واحدة لأن الآية الواحدة لا تحتمل الاعجاز في ذانها.
فكلام العرب مكون من كلمات ... وهذا ينافي الاعجاز.
مع اثبات أن الكلمة في موضعها معجزة ... فيتعذر على أي أحد أن يأتي بكلمة توازي في معناها أي كلمة من كلمات القرآن, في مكانها الذي وضعت فيه.
ولولا تميز القرآن في اسلوبه وبلاغته وظهور اسلوبه, ما جاء التحدي من الله سبحانه وتعالى للثقلين بأن يأتوا بمثله, مع التنبيه أن الله تعالى لم يتحدى أحد بأن ياتي ((بحديث كالحديث القدسي)) أو ((الحديث النبوي)).
*****
ونجد أن الأحاديث النبوية والقدسية غير معجزة في لفظها ... واحتمال الوضع فيها ممكن ... بعكس القرآن الكريم ... لأن لغة الأحاديث قريبة الى لغة البشر ... فوجود الكذب فيها وارد ومحتمل ... وقد حدث ذلك.
*****
أما بالنسبة الى التفريق بين الأحاديث القدسية والنبوية ... فتجد أن الأحاديث القدسية فيها كلام منسوب قوله الى الله ((كله أو جزء منه)).
ومثال ذلك: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي (1) فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ)).
ومثال آخر: عَنْ أَبُي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا)) , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً -وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ– فَقَالَ: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ)).
ومثال آخر: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (قَالَ دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا)) قَالَ: فَأَلْقَى اللَّهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (((قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ)) (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا (((قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ)) (وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا (((قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ)) [البقرة: 286].
وهكذا ....
... الأحاديث منقولة من كتاب الشيخ مصطفى العدوي, والكتاب باسم ((صحيح الأحاديث القدسية)).
*******
أما بالنسبة لأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام, فهي ما تبقى مما لم يكن في القرآن ... ولم يكن من الأحاديث القدسية.
******
هذا ما عندي ... بارك الله في الجميع ونفع بهم
¥