تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الاختلاس ولحون الأداء!!]

ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 11:35 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة على رسول الله وبعد، فإن اختلاس الحركة يخل برونق القراءة وجمالها، ويحدث كثيراً في الحركات المتتالية كقوله تعالى (رَزَقَكُم، خَلَقَكُم، نُلْزِمُكُمُوها). ويتجنب ذلك الختلاس بالمشافهة والتلقي من أفواه المشايخ.

و مما يحرص عليه أهل الأداء مثل ما سبق في الاختلاس المذكور آنفاً؛ اجتناب نبر الصوت حال قراءة القرآن ودفع ما لا ينبغي دفعه من أحرف أو عدم دفع ما ينبغي دفعه. والتنبيه على ذلك. ومن خلال مناقشتي مع من هو حولي، أجد صعوبة لدى الكثيرين منهم في معرفة الفارق والتمييز بين المختلفين. مع إحساسهم بالفارق بينهما. والملاحظ أن المعنى قد يتغير نتيجة ذلك الدفع والتعسف في الأداء.

لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ليس في ذلك أدنى شك، ولكن المؤسف أن كثيراً من القراء أيضاً من لا يلتفت إلى ذلك، فيصدر منه ما يذهب رونق القراءة، إما لعدم اكتراث أو عدم معرفة، وذلك قد يؤدي إلى تغير معنى الكلمة أو الجملة أو اختلاس بعض الحركات، فأحببت التنبيه هنا على بعض تلك الفروق.

أولاً: يجتنب دفع ما لا ينبغي دفعه ويحدث ذلك كثيرا في أواخر الحروف التي تكون في أواخر الكلمات مع أن ذلك لا يغير المعنى. مثال ذلك في الفاتحة - كمثال - يحدث ما يلي نتيجة هذا الدفع والتعسف (الحم دُلله) (ر بِّالعالمين). (الرحما نِالرحيم) (مالِ كِيو مِالدين) وهكذا، مما يذهب رونق القراءة، ويشوهها. ويكثر وجودها بين الأعاجم. وربما قد مر عليك من يفعل ذلك في الصلوات الجهرية.

ثانياً: يفرق بين الهاء، الضمير المتصل كما في قوله تعالى (يومهم الذي يوعدون).وبين الضمير المنفصل (هم كما في قوله تعالى: (يوم هم على النار يفتنون).فتُدفع الهاء في الآية الثانية ولا تُدفع في الآية الأولى فـ (يومهم الذي) لا تقرأ كما تقرأ (يومهم على النار)؛ حتى يستقيم المعنى.

في قوله تعالى: (وإن جندنا لهم المنصورون). وقوله تعالى: (يضاعف لهم العذاب).فـ (لهم) في الآية الأولى لا تقرأ كـ (لهم) في الآية الثانية، وذلك بأن تدفع الهاء في الآية الأولى، هكذا: (وإن جندنا لـ هم المنصورون) ولا تدفع في الآية الثانية حتى يستقيم المعنى.

وعليه فلا تدفع الهاء في مثل قوله تعالى: (و أعتدنا لهم عذاب السعير)، (سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، (الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر عظيم).

ثالثاًً: الشدة المتطرفة. ينبغي دفع الحرف ما قبل الأخير، وقد يتغير المعنى في حال دفع ما لا ينبغي دفعه. أو عدم دفع ما ينبغي دفعه. ويظهر جلياً عند الوقف.

مثال ذلك: (أين المفرُّ، إلى ربك يومئذٍ المستقَرُّ، أدهى وأمَرُّ.) ونحوها من الكلمات. يدفع هنا حرف الفاء في الآية الأولى وحرف القاف في الثانية وحرف الميم في الثالثة. فـ (مفر)، لا تُفرأ كـ (كفر) و (مستقرّ) لا تُقرأ كـ مشتهر) و (أمَرّ) لا تُقرأ كـ (قمر أو أمرَ). ونلاحظ في المثال الأخير: (أدهى و أمرّ) بأن الميم إن لم تدفع - عدم دفع ما ينبغي دفعه - يتغير المعنى ويصير المعنى من الأمْرِ: أمرَ يأمرُ، وهو خلاف المقصود الذي هو (أمَرّ) أي أشد مرارة. (أفمن يمشي مكباً). يدفع حرف الفاء كما سبق بيانه.

في قوله تعالى: (أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه)، ينبغي دفع الميم الثانية المتحركة (أمْ مَن يرزقكم) حتى لا تلتبس الكلمة بكلمة أمّن بمعنى التأمين كقولك: أمّنَ على دعائي أي قال آمين أو أمّن بمعنى الأمان كأمن مستقبله ونحوه.

ومثال ذلك أيضاً - أي في تغير المعنى - دفع ما لا ينبغي دفعه وهو عكس ما سبق. خذ مثلاً قوله تعالى: (قل هو الله أحدٌ) فإن دفعت حرف الحاء ونبرته - وهو مما لا ينبغي دفعه - تغير المعنى من الأحدية (أحَدٌ) إلى معنى غير مقصود، وهو: أحَدُّ. أي أشد حِدّة. وفي المثالين تغيير للمعنى ولا شك. ومثله (في جيدها حبل من مسَدْ) فلا تدفع السين فلينتبه إلى ذلك.

وعليه فلا ينبغي دفع حرف الزاي في قوله تعالى: (كلا لا وزر) ولا الخاء في قوله: (بما قدم وأخر) ولا الميم في قوله (كلا والقمر) ولا الباء في قوله (والليل إذ أدبر) ولا الفاء قي قوله (والصبح إذا أسفر) ولا الشين في قوله (لواحة للبشر، عليها تسعة عشر).

وبما أن حصر ذلك النوع من اللحن عسير والقاعدة غير مضطردة وتأخذ بالتلقي لا بالاجتهاد، أتمنى من الكرام المشاركة بما يثري الموضوع والتنبيه على أي خطأ قد يحدث والله تعالى أعلم وأحكم.

ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 03:43 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ثانياً: يفرق بين الهاء، الضمير المتصل كما في قوله تعالى (يومهم الذي يوعدون).وبين الضمير المنفصل (هم كما في قوله تعالى: (يوم هم على النار يفتنون).فتُدفع الهاء في الآية الثانية ولا تُدفع في الآية الأولى فـ (يومهم الذي) لا تقرأ كما تقرأ (يومهم على النار)؛ حتى يستقيم المعنى.

في قوله تعالى: (وإن جندنا لهم المنصورون). وقوله تعالى: (يضاعف لهم العذاب).فـ (لهم) في الآية الأولى لا تقرأ كـ (لهم) في الآية الثانية، وذلك بأن تدفع الهاء في الآية الأولى، هكذا: (وإن جندنا لـ هم المنصورون) ولا تدفع في الآية الثانية حتى يستقيم المعنى.

وعليه فلا تدفع الهاء في مثل قوله تعالى: (و أعتدنا لهم عذاب السعير)، (سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، (الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر عظيم).

.

تصحيح الفقرة السابقة:

ثانياً: يفرق بين الهاء، الضمير المتصل كما في قوله تعالى (يومهم الذي يوعدون).وبين الضمير المنفصل - هم - كما في قوله تعالى: (يوم هم على النار يفتنون).فتُدفع الهاء في الآية الثانية ولا تُدفع في الآية الأولى فـ (يومهم الذي) لا تقرأ كما تقرأ (يوم هم على النار)؛ حتى يستقيم المعنى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير