[أسألكم بالله ... ما معناها؟]
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:18 م]ـ
كثيراً ما أقرأ بعض الأخوة يكتب أسألكم بالله.
وأسمع كثير من الناس تقول أستحلفك بالله.
فهل هذا القسم صحيح. وعلى من يقع على المتكلم أم السامع.
و إذا قال لي أحد أسألك بالله أو أستحلفك بالله أن تفعل هذا الأمر. ولم أفعل .... فما حكم القسم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمود المدني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:21 م]ـ
قال المولى جل وعز (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحَامَ)
قال الإمام الطبري رحمنا الله وإياه: حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم {اتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام} قال يقول: أسألك بالله وبالرحم ... 3/ 565
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى (قال إبراهيم ومجاهد والحسن: {الذي تسائلون به} أي كما يقال: أسألك بالله والرحم) 1/ 596
هذه الآية من سورة النساء أصل في مشروعية هذا القسم وهو السؤال بالله وفي وقوع اليمين به حالان:
1 - أن ينوي اليمين فالصحيح وقوع اليمين وإذا لم يفعل ما حلف عليه حنث وعليه الكفارة.
2 - عدم نية اليمين وعليه فإذا لم يفعل ما حلف عليه فلا شيء عليه.
مع استحباب إجابة من سألك بالله إلى ما سألك إياه لما في ذلك من إبراره وإكرامه.
ولابن أبي شيبة في مصنفه باب:
في الرجل يسأل الرجل فيقول: أسألك بالله.
قال: حدثنا أبو بكر قال: نا وكيع قال نا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن يعقوب بن عاصم عن عبد الله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: من سئل بالله فأعطى فله سبعون أجراً.10793
وقال أيضا: حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
من سأل بالله فأعطوه.10796
قال الشافعي في الأم (واستحلافه لصاحبه لا يمينه هو مثل قولك لرجل: أسألك بالله أو أقسم عليك بالله أو أعزم عليك بالله ,إن أراد المستحلف بهذا يمينا فهي يمين , وإن لم يرد شيئا فلا شيء عليه.) 7/ 105
وقال في شرح منتهى الإرادات (وقوله أسألك بالله بنية فإن نوى به اليمين انعقد) 3/ 439
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه اليمين يطلق عليه البعض يمين الإكرام وصورتها أن يحلف على غيره بأن يفعل شيئا كأن يحلف على صديق له أن يتناول الطعام عنده، وجماهير الفقهاء من الحنفية والمالكية والشفعية والحنابلة يرون وجوب الكفارة في هذه اليمين إذا لم يمتثل المحلوف عليه.وذلك لعموم ادلة اليمين كقوله تعالى: (لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين فراى غيرها خيراً فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير) وفي رواية (فليات الذي هو خير وليكفر عن يمينه) وهو في الصحيحين.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى عدم وجوب الكفارة في هذا اليمين واختاره الشيخ محمد بن إبراهيم في فتاواه وقواه الشيخ محمد العثيمين إلا أنه رجح القول الأول واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
1 / جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة أبي بكر لما فسر الرؤيا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً) فقال أبو بكر رضي الله عنه: فوالله يارسول الله لتحدثني بالذي اخطات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقسم)
وجه الاستدلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أبا بكر رضي الله عنه بالكفارة حين لم يبر بقسمه ولم يذكر عنه انه كفر.
2 / قصة أبي بكر رضي الله عنه مع أضيافه عندما ابو الأكل قبله فقال: والله لا أطعمه الليلة فقالوا: والله لا نطعمه حتى تطعمه فسمى فأكل فأكلوا فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله بروا وحنثت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أنت أبرهم وأخيرهم) رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالرحمن بن أبي بكر.
3 / أن هذا القول فيه فرج للناس لأن الناس غالبا يحلفون هذه الأيمان.
4 / القياس على الأمر فكما أنه لا يعد عدم امتثال المر إذا أريد به الإكرام عصياناً فكذلك لا يعد عدم امتثال اليمين إذا أريد به الإكرام حنثا ً ويؤيد هذا قصة أبي بكر رضي الله عنه في إمامته الناس في مرض النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم فأشار إليه النبي صلى اللله عليه وسلم أن امكث في مكانك فلم يفعل واستاخر حتى استوى في الصف ... الحديث في الصحيحين من رواية سهل بن سعد رضي الله عنه.
ينظر في هذه المسألة: فتح القدير لابن الهمام (5/ 192) حاشية ابن عابدين (5/ 675) الذخيرة (4/ 15) المدونه (2/ 104) الفروع لابن مفلح (6/ 390) الإنصاف للمرادوي (9/ 116) الاختيارات (ص 387) مجموع الفتاوى (33/ 209) إعلام الموقعين (4/ 84 - 85) فتاوى ابن إبراهيم رحمه الله (12/ 230 - 231) الأم (7/ 62) روضة الطالبين (11/ 4) معطية الأمان من حنث الأيمان لابن العماد الحنبلي (ص 62 - 64)