[أقرو الطير على مكناتها]
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[03 - 09 - 06, 11:23 م]ـ
حديث أم كرز بضم الميم وتسكين الراء أقرو الطير على مكناتها بفتح الميم وكسر الكاف وشد النون
أو تخفف جمع مكنة
أي أقروها في أوكارها هكذا في الحديث وأهل العربية يقولون وكناتها
قال امرؤ القيس وقد اغتدى والطير فيوكناتها
والوكنة أسم لكل وكر وعش والوكن موضع الطائر الذي يبيض فيه ويفرخ وهو الخرق
في الحيطان والشجر ويقال وكن الطائر يكن وكونا إذا حضن بيضه
وفي هذا الحديث
نهي على التطير وهو من الاحاديث التي لا يفهم معناها الا اهل الحديث هذا ونحوه كثير
بما رزقوا من فهم وبما خصهم الله به من السداد والتوفيق
لا شتغالهم بالفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدبرها
قال الشافعي: في قول النبي صلى الله عليه وسلم
اقروا الطير على مكاناتها ان علم العرب كان في زجر
الطير والبوارح والخط والاعتياف كان احدهم اذا غدا
من منزله يريد امرا نظر اول طائر يراه فإن سبح عن يساره واحتال عن يمينه قال
هذه طير الايامن فمضى في حاجته ورأى انه سيستنجحها وان سبح عن يمينه
فمر عن يساره قال هذه طير الاشائم فرجع وقال هذه حاجة مشؤومة
وقد سمع سفيان بن عيينة هذا التفسير من الشافعي فاستحسنه وصار يقول به
وقال يونس بن عبد الاعلى إن الله يحب الحق إن الشافعي كان صاحب ذا سمعته يقول في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم
أقروا الطير على مكناتها فقال كان الرجل في الجاهلية إذا أتى الحاجة
أتى الطير في وكره فنفره فإن أخذ ذات اليمين مضى لحاجته وإن أخذ ذات الشمال رجع فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال وكان الشافعي رحمه الله نسيج وحده في هذه المعاني
وقال ابن حبان: في صحيحه بعد الحديث قوله صلى الله عليه وسلم
اقروا الطير على مكناتها لفظة أمر مقرونة بترك ضده وهو أن
لا ينفروا الطيور عن مكناتها والقصد من هذا الزجر عن شيء ثالث وهو
أن العرب كانت إذا أرادت أمرا جاءت إلى وكر الطير فنفرته فإن تيامن مضت
للأمر الذي عزمت عليه وإن تياسر أغضت عنه وتشاءمت به فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم
عن استعمال هذا الفعل بقوله اقروا الطير على مكناتها
قال يحيى بن معين: اي في هذا الحديث هذا يعنى في العين قال يحيى ليس بصيد الطير بأس بالليل والنهار وصيد السمك بالليل والنهار وصيد العصافير التي تصاد بالذبق لا بأس به انتهى
قلت:ولام كرز ثلاثة احادديث مشهورة ذهبت النبوة وبقيت المبشرات
واقرو الطير على مكناتها
أضف الى ذلك حديث في ان بول الغلام ينضح وبول الجارية يغسل
وحديث العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة وهو أشهرها
فقال مالك يعق عن الذكر والأنثى بشاة شاة وقال الشافعي واحمد واخرون
يعق عن الجارية شاة وعن الغلام شاتان
واختلف في حديثها هذا على عطاء "وهولم يسمع من ام كرز" فقيل عن
قتادة عنه عن بن عباس عنها وقيل عن بن جريج
ومحمد بن إسحاق وعمرو بن دينار ثلاثتهم عن عطاء
عن حبيبة بنت ميسرة بن أبي حبيب عنها وقيل
عن حجاج بن أرطاة عن عطاء عن عبيد بن عمير
عنها وقيل عن حجاج عن عطاء عن ميسرة بن أبي حبيب عنها وقيل عن
أبي الزبير ومنصور بن زاذان وقيس بن سعد ومطر
الوراق أربعتهم عن عطاء بلا واسطة وزاد حماد بن سلمة
عن قيس عن عطاء طاوسا ومجاهدا ثلاثتهم عن أم كرز ولم يذكر
الواسطة وقيل عن قيس بن سعد عن عطاء عن أم عثمان بن خثيم
عن أم كرز وقيل عن يزيد بن أبي زياد عن عطاء عن سبيعة بنت
الحارث وقيل عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن عطاء عن جابر وقيل عن محمد بن أبي حميد عن عطاء عن جابر وأقواها رواية بن جريج ومن تابعه وصححها بن حبان ورواية
حماد بن سلمة عند النسائي ورواية عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن
ثابت عنها نحوه وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة قلت ووقع عند إسحاق
بن راهويه عن عبد الرزاق عن بن جريج بسنده فقال عن أم بني كرز الكعبيين
وكذا أخرجه بن حبان من طريقه"وهو كذلك في المسند" ويمكن الجمع بأنها كانت تكنى أم كرز وكان زوجها يسمى كرزا والمراد ببني كرز بنو ولدها كرز وكانوا ينسبون
إلى جدتهما هذه فالله أعلم "أنظر الاصابة 8/ 286
أما قوله واقواها رواية ابن جريج ومن تابعه وصححها ابن حبان
فممن تابعه على هذا من الرواة عن عطاء عمرو بن دينار ومحمد بن اسحاق وقيس بن سعد
¥