تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: (الأب)، وتسمية الفلاسفة إياه (العلة الفاعلة)، وذلك لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سموه بها نفسها باطلة ينزه الله تعالى عنها.

الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز، واشتقاق اللات من الإله، على أحد القولين، فسموا بها أصنامهم؛ وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به، لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). وقوله: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى). وقوله: (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض). فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق، وبأنه يسبح له ما في السموات والأرض فهو مختص بالأسماء الحسنى، فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله – عز وجل – ميل بها عما يجب فيها.

والإلحاد بجميع أنواعه محرم؛ لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله: (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ومنه ما يكون شركاً أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية.

فوائد من تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله:

هذه القاعدة هي تحريم الإلحاد في أسماء الله

[الإلحاد في أسماء الله يتفاوت]

فالإلحاد في أسماء الله محرم وهو يتفاوت كما أشار الشيخ في آخر كلامه

[معنى الإلحاد في اللغة]

وأصل معنى الإلحاد هو الميل فمادة لحد تدل على الميل, قالوا ومنه سمي اللحد وهو الشق الذي في جانب القبر لأنه مائل عن سمت الحفرة,

ومنه الملتحد وهو ما يلجأ إليه الهالك والخائف (ولن أجد من دونه ملتحدا)

[المراد بالإلحاد في أسماء الله]

وجماع معنى الإلحاد في أسماء الله الميل بها عن الحق الذي يجب إعتقاده

[الإلحاد في أسماء الله أنواع]

وهو أنواع وهذا التقسيم موجود في كلام بن القيم في البدائع وغيرها

[النوع الأول]

فمن الإلحاد في أسمائه جحدها وإنكارها كإلحاد الجهمية

ثم إنه يتجزأ:

1/ فالجهمية نفوا جميع أسماء الله ولاسيما الغلاة فبلغوا الغاية في الإلحاد فجحدوا معانيها وجعلوها أسماء لبعض مخلوقاته, وقالوا إن إطلاقها على الله مجاز وهي أسماء لبعض مخلوقاته,

2/ وقد يقع هذا النوع من الإلحاد في البعض كما قال الله تعالى عن المشركين (وهم يكفرون بالرحمن).

[النوع الثاني]

والنوع الثاني نفي معانيها,

كإلحاد المعتزلة فهم يثبتون الأسماء أعلاما دالة على ذات الرب لكنهم يجحدون معانيها فيجعلونها ألفاظ مترادفة, فعندهم أن أسماء الله أعلام محضة مترادفة لا تدل على معاني,

[النوع الثالث]

ومن الإلحاد إلحاد المشبهه حيث أثبتوا أسماء الله وزعموا أنها تدل على صفات كصفات المخلوقين,

وهذا باطل فأسماء الله تدل على معان مختصة بالرب لا تماثل صفات المخلوقين

[النوع الرابع]

ومن أنواع الإلحاد كما ذكر الشيخ تسميته تعالى بما لم يسمي به نفسه,

ومن ذلك تسمية النصارى له أبا أبوة ولادة, فسموا المسيح ابنا وسموا الرب تعالى أبا, وجعلوا الكل آلهه الأب والإبن وروح القدس,

وكذلك الفلاسفة يسمون الله العلة الأولى, يعني التي صدر عنها العالم صدورا ذاتيا لا صدور المفعول عن فاعله, بل صدور المعلول عن علته التامة, ومن أجل ذلك قالوا بقدم العالم, لأن معلول العلة التامة يكون قديما بقدمها,

[النوع الخامس]

ومن الإلحاد في أسمائة أن يسمى بها بعض المخلوقات, أو يشتق لبعض المخلوقات منها على الوجه المختص [بالله] ,

واللفته الأخيرة في كلام الشيخ جيدة [فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله – عز وجل – ميل بها عما يجب فيها] وإلا فقد جاء لفظ الإشتقاق في قول حسان:

وشق له من إسمه ليجله ... فذلك محمود وهذا محمد

ففيه إلتقاء في مطلق المعنى, وهكذا ما جاء في الحديث في شأن الرحم أن الله اشتق لها فهو الرحمن وهي الرحم,

ومن هذا النوع ما قيل إن المشركين اشتقوا لآلهتهم أسماء من أسماء الله كالعزى من العزيز, العزة المقتضية للإلهية والعبادة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير