رابعاً: أن كلام الله ورسوله ليس مرجعاً للناس فيما يعتقدونه في ربهم وإلاههم الذي معرفتهم به من أهم ما جاءت به الشرائع بل هو زبدة الرسالات، وإنما المرجع تلك العقول المضطربة المتناقضة وما خالفها، فسبيله التكذيب إن وجدوا إلى ذلك سبيلاً، أو التحريف الذي يسمونه تأويلاً، إن لم يتمكنوا من تكذيبه.
خامساً: أنه يلزم منه جواز نفي ما أثبته الله ورسوله، فيقال في قوله – تعالى -: (وَجَاءَ رَبُّكَ).إنه لا يجيء، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" إنه لا ينزل لأن إسناد المجيء والنزول إلى الله مجاز عندهم، وأظهر علامات المجاز عند القائلين به صحة نفيه، ونفي ما أثبته الله ورسوله من أبطل الباطل، ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويله إلى أمره؛ لأنه ليس في السياق ما يدل عليه.
فوائد من شرح الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله:
لاشك ان المذاهب الباطلة تستلزم أمورا باطلة في العقل,
قال الشيخ قاعدة وهي (ان بطلان اللازم يستلزم بطلان الملزوم)
[ما يلزم على القول بنفي الصفات]
فنفي الصفات عن الله وتحريف النصوص يستلزم هذه اللوازم الباطلة:
1/ يستلزم تجهيل الرسول والصحابة والأئمة, أو كتمانهم للحق.
2/ ويستلزم الطعن في حكمة الله سبحانه وتعالى والطعن في كلامه.
فكل هذه معاني باطلة فإذا بطل اللازم بطل الملزوم,
3/ ويستلزم ان ترك الناس بلا رسالة أهدى لهم,
وما ذكره الشيخ من هذه اللوازم ذكرها شيخ الإسلام في العقيدة الحموية, فقد ذكر الأدلة العقلية على أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بين للناس وبلغ ما يجب عليهم اعتقاده في ربهم, مما مما يجب له أو يجوز عليه أو يمتنع عليه, وبين ما يستلزمه قول المعطلة النفاة من اللوازم الباطلة,
[مستند اهل التعطيل في تعطيلهم]
وما مستند مذاهب المعطلة؟! لا مستند لهم من شرع,
إنما يعولون على ما يزعمونه من قولهم: أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه ويستلزم التجسيم والتركيب,
فكأنهم يعترضون على الله ورسوله, فالله يخبر بهذه الصفات ثم يقولون لا,
[مذهب أهل التعطيل مستمد من أمم الكفر والإلحاد]
وهذا المذهب كما ذكر شيخ الإسلام في العقيدة الحموية أن أصله مستمد من اليهود والصابئة والمجوس,
فهذا المذهب مستمد من أمم الكفر والإلحاد, وليس لهم أي مستند من الشرع,
فما ذكره الشيخ هنا من هذا التفصيل وهذا البيان كثير منه معناه مبين في الفتوى الحموية للإمام ابن تيمية, والشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قد كان له عناية بالحموية حيث لخصها من قديم في فتح رب البرية في تلخيص الحموية.
(وللقاعدة بقية)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 03:34 ص]ـ
بوركت أخي الحبيب
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[08 - 05 - 07, 05:13 م]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
ثم إن من أهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات،
أو تعدى إلى الأسماء – أيضاً –
ومنهم من تناقض فأثبت بعض الصفات دون بعض، كالأشعرية والماتريدية: أثبتوا ما أثبتوه بحجة أن العقل يدل عليه، ونفوا ما نفوه بحجة أن العقل ينفيه أو لا يدل عليه.
فنقول لهم: نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لا يدل عليه يمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم به ما أثبتموه كما هو ثابت بالدليل السمعي.
مثال ذلك: أنهم أثبتوا صفة الإرادة، ونفوا صفة الرحمة.
أثبتوا صفة الإرادة لدلالة السمع والعقل عليها.
أما السمع:
فمنه قوله تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ).
وأما العقل:
فإن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختص به من ذات أو وصف دليل على الإرادة.
ونفوا الرحمة؛ لأنها تستلزم لين الراحم ورقته للمرحوم، وهذا محال في حق الله تعالى.
وأولوا الأدلة السمعية المثبتة للرحمة إلى الفعل أو إرادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم أو مريد الإنعام.
فنقول لهم: الرحمة ثابتة لله تعالى بالأدلة السمعية، وأدلة ثبوتها أكثر عدداً وتنوعاً من أدلة الإرادة.
فقد وردت بالاسم مثل: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
والصفة مثل: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ).
والفعل مثل: (وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ).
¥