تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا نظرنا إلى السياق وجدنا أول الحديث خالفوا المجوس، والمجوس كانوا يحلقون إذن أعفوا معناها اتركوها عافية ولا تحلقوها، وإذا نظرنا إلى ألفاظ الحديث الأخرى التي روي بها وجدنا (أرخوا وفروا أوفوا أوفروا .. ) فهل هذه كلها أيضا مشتركات لفظية تحتمل أن تفسر بالتخفيف؟

2 - أن القرينة في ذلك أن اليهود والنصارى (الحاخامات) يطيلون اللحية طولاً فاحشاً فجاء الإسلام وحث على النظافة والتخفيف.

جوابه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإعفاء اللحية قرنه بالأمر بمخالفة المجوس الذين يحلقون ولم يقرنه بمخالفة اليهود (إلا في رواية ضعيفة) وهذه قرينة تدل على عكس ما ذهب إليه الكاتب

3 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت لحيته كثة وليست طويلة (وكلمة كثة في اللغة هي الكثيرة الشعر القصيرة بخلاف كثيفة أو طويلة واللفظ يدل على ذلك)

جوابه: في أي كتب اللغة وجد أن الكثة هي القصيرة لا الكثيفة؟

إن الذي في كتب اللغة أن الكثة هي الكثيفة

4 - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يشكو من أناس يحلقون لحاهم ليأمرهم بإطالتها إنما يشكو من وجود من يطيل اللحية طولاً فاحشاً، من الأعراب وغيرهم الذين يأتون في حالة رثة وشعور طويلة.

جوابه: أن المجوس كانوا يحلقون، فحذرنا من التشبه بهم، وقد قدم عليه صلى الله عليه وسلم رجلان مجوسيان أرسلهما كسرى وكانا حليقين

5 - أن ابن عمر وهو من رواة هذا الحديث كان يأخذ ما زاد عن القبضة (وهذا فهم السلف الصالح للإعفاء أنه التقصير وليس الإطالة ومن العلماء من يعد فعل الصحابي تفسيراً لحديثه)

جوابه: دليلك هذا أخص من دعواك، فأخذ ابن عمر كان مما زاد عن القبضة فقط، وأنت تريد أن تبيح ألا تترك من اللحية قدر القبضة وتدعو إلى التقصير بإطلاق، فأثر ابن عمر حجة عليك لا لك

6 - أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم إنما يفسر حسب الأوامر الأخرى من الأمر بالنظافة، ويمكن الجمع بين وجود لحية (معقولة) والنظافة، لكن المطيل طولاً فاحشاً يصعب عليه النظافة (وما جعل عليكم في الدين من حرج).

جوابه: نظافة اللحية بتخليلها في الوضوء وغسلها في الغسل مثل شعر الرأس تماما، فهل نظافة شعر الرأس عند الكاتب يلزم أن تكون بحلقه أو تقصيره تقصيرا فاحشا؟ ألم يكن شعر النبي صلى الله عليه وسلم إلى منكبيه وتارة إلى أذنيه؟

7 - الألباني يرى أن إطالة اللحية طولاً فاحشاً من البدع، والألباني أعرف المعاصرين بالأحاديث وطرقها.

جوابه: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كلام الألباني في أخذ ما زاد عن القبضة، فما دام الألباني أعرف المعاصرين بالحديث فليتبعه الكاتب وليقتصر على القبضة.

8 - لم ينقل لنا التاريخ أن أحد الصحابة أو التابعين (كانت لحيته طويلة) وإنما يرد (كانت لحيته حسنة) أو (كان حسن اللحية) وهذا دليل على التقصير لا على الإطالة فتأمله مشكورا!

جوابه: ليس بصحيح بل ورد عن الصحابة وغيرهم كثافة اللحى وعظمها، مثاله ما جاء في ترجمة علي رضي الله عنه أنه كان عظيم البطن عظيم اللحية جدا قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء كأنها قطن

9 - أن بعض العلماء كابن الجوزي يرى أن طول اللحية الفاحش يدل على الغباء، ونقل عن كثير من العلماء ذم اللحية الطويلة وصاحبها، وهذا يدل على أنهم يرون التقصير.

جوابه: كلام ابن الجوزي كان عن اجتماع طول اللحية الشديد مع قصر القامة، وليس عن مطلق طول اللحية ولا عن مطلق قصر القامة، وغيره من العلماء لا يرى بطولها بأسا بل منهم من يحرم أخذ أي شيء منها، وليس قول بعض العلماء حجة على قول بعض

10 - وجود قرينة في الحديث (أعفوا ... وحفوا الشوارب) فالأمرين بالتقصير فعطف المتفق أولى من عطف المختلف على بعض.

جوابه: هذه حجة عليه لا له، فلو كان معناهما واحدا لقال: أحفوا اللحى والشوارب، وقد تقدم أن للحديث ألفاظا أخرى يجب أن يفسر بها لفظ أعفوا

11 - أن المشابهة هي في الإطالة الفاحشة وليست في التقصير.

جوابه: بل مشلبهة المجوس الذين نهينا عن مشابهتهم في نفس الحديث تكون بالتقصير، لأن المجوس لم يكونوا يطيلون لحاهم.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 01 - 03, 08:01 م]ـ

شيخنا الفاضل أبو خالد

نبينا صلى الله عليه وسلم جاء وصفه بأنه: كث اللحية. وهذا يقتضي أن لحيته كانت قصيرة ليس فيها طول. ولم يأت مقدار طولها في حديث، فلعله راجع للعرف كما أشار الشيخ هيثم أعلاه. والظاهر من تصرف الصحابة أنها كانت بمقدار قبضة، والله أعلم.

قال العلامة ابن المنظور (ت 711 هـ) في "لسان العرب":

وفي صفته -صلى الله عليه وسلم-، أَنه كان كَثَّ اللحية: أَراد كَثرةَ أُصولها وشعرها , وأَنها ليست بدقيقة , ولا طويلة , وفيها كَثافة.

وقال الإمام الفيروز آبادي (ت 817 هـ) في "القاموس المحيط":

(وكَثَّ) بسَلْحِهِ رَمَى واللِّحْيَةُ كَثاثَةً وكُثوثَةً وكَثَثاً كَثُرَتْ أُصُولُها وكَثُفَتْ وقَصُرَتْ وجَعِدَتْ.

وجاء في المعجم "الوسيط":

(كَثَّ) الشعرُ -ِ كُثُوثَةً، وكَثَاثَةً: اجتمع وكثُر في غير طول ولا رِقَّة. فهو كَثٌّ، وهي كِثَّةٌ. ويقال: رجُلٌ كَثُ اللَّحية وكثِيثُها. (ج) كِثاثٌ.

(كَثَّ) الشَّعْرُ -َ كَثَثًا: اجتمع وكثر في غير طول ولا دِقَّة. فهو أَكثٌّ، وهي كثَّاءُ. (ج) كُثٌّ. ويقال: رجل أَكَثُّ، ولحية كَثَّاءُ.

وفي المعجم "المحيط":

كَثَّ يَكَثُّ اِكْثَثْ كَثَثاً:- الشَّعْرُ: اجتمع وكثر في غير طول ولا دِقَّة؛ كَثَّتْ لحيتُه.

وفي "محيط المحيط":

كثَّ الشَعر يكِثُّ كَثَاثَةً وكُثُوْثَةً كَثُفَ. واللحية اجتمع شعرها وكثر نبتهُ من غير طول وكثف وجعد.

فكما ترى شيخنا الحبيب أن الأصل هو اتباع السنة وهي أن لا تكون اللحية طويلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير