تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل صحيح أن مسلماً يختم أحاديث الباب بالحديث الذي يختار حكمه، لا لفظه؟

ـ[وهج البراهين]ــــــــ[18 - 01 - 03, 02:11 م]ـ

قال الشيخ محمد عوامة في ((أثر الحديث الشريف)) (134 ـ 135): (( ... كما فعل مسلم رحمه الله، فإنه أخرج أولاً في ((صحيحه)) أحاديث القيام للجنازة ثم أعقبها بالأحاديث الناسخة له عنده. وقد نص القرطبي المفسر رحمه الله في ((تفسيره)) على أن مسلماً يختم الباب بالحديث الذي يختار حكمه)).

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 05 - 04, 03:18 ص]ـ

بارك الله فيكم

أصل هذا الكلام نقله عوامة عن مشهور حسن في مقدمته لكتاب الطبقات لمسلم (1/ 117)

قال الشيخ مشهور في حاشية الطبقات (1/ 117) (وهنا لطيفة لم أر من نبه عليها إلا الإمام القرطبي، حيث ذكر في ((التفسير)) (3/ 212) أن اختيار مسلم اللفظ الذي أتى به في آخر الباب، فليحرر) انتهى.

وهذا التصرف من الإمام مسلم رحمه الله ليس على إطلاقه،ولعلي أذكر بإذن الله تعالى عددا من الأمثلة خلاف هذا، وأيضا كلام الإمام القرطبي رحمه الله لايحمل على أن هذا منهج مسلم في صحيحه، بل يقصد به حديث القيام في الجنازة

ولعلي أسوق كلام الإمام القرطبي رحمه الله حتى يتضح مقصوده

- تفسير القرطبي ج 3 ص 212:

التاسع - أنها الصلوات الخمس بجملتها، قال معاذ بن جبل، لان قوله تعالى: " حافظوا على الصلوات " يعم الفرض والنفل، ثم خص الفرض بالذكر. العاشر - أنها غير معينة، قاله نافع عن ابن عمر، وقاله الربيع بن خثيم، فخبأها الله تعالى في الصلوات كما خبأ ليلة القدر في رمضان، وكما خبأ ساعة يوم الجمعة وساعات الليل المستجاب فيها الدعاء ليقوموا بالليل في الظلمات لمناجاة عالم الخفيات.

ومما يدل على صحة أنها مبهمة غير معينة ما رواه مسلم في صحيحه في آخر الباب عن البراء بن عازب قال: نزلت هذه الآية: " حافظوا على الصلوات وصلاة العصر " فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخها الله فنزلت: " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " فقال رجل: هي إذا صلاة العصر؟ قال البراء: قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله تعالى، والله أعلم.

فلزم من هذا أنها بعد أن عينت نسخ تعيينها وأبهمت فأرتفع التعيين، والله أعلم.

وهذا اختيار مسلم، لانه أتى به في آخر الباب، وقال به غير واحد من العلماء المتأخرين، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى، لتعارض الادلة وعدم الترجيح، فلم يبق إلا المحافظة على جميعها وأدائها في أوقاتها، والله أعلم.) انتهى.

فلا يفهم من كلام الإمام القرطبي رحمه الله أن هذا هو منهج مسلم في صحيحه، وإن كان هذا مقصوده فلا يوافق عليه، والله أعلم.

وللفائدة ينظر كتاب عبقرية الإمام مسلم في صحيحه للشيخ حمزة مليباري

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17131

تنبيه:

في كتاب (أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم) لمحمد عوّامة عدة أمور لايوافق عليها فمن ذلك ما نقله عن البنوري ص 135 وقال عن كلام البنوري (هذه الجملة من الكلمات الذهبية المأثورة التي قالها إمام العصر محمد أنور الكشميري رحمه الله.انظرها في التعليق على نصب الراية 2/ 17.

وفيها اتهام للإمام البخاري ومسلم بالانحياز إلى مذهب معين، وأن تأليفهم لكتبهم واختيارهم للأحاديث نابع من مذهبهم الفقهي وليس اتباعا للدليل!

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 04, 07:44 م]ـ

ومن باب التوضيح لكلام الإمام القرطبي رحمه الله في قوله (وهذا اختيار مسلم، لانه أتى به في آخر الباب)

فقد فهم منه مشهور سلمان كما في تعليقه على طبقات مسلم أن الإمام مسلم يختم الباب باللفظ الذي يختاره، قال في حاشية الطبقات (1/ 117) (وهنا لطيفة لم أر من نبه عليها إلا الإمام القرطبي، حيث ذكر في التفسير (3/ 212) أن اختيار مسلم اللفظ الذي أتى به في آخر الباب، فليحرر) انتهى.

وكذلك فهم عوامة منه أن كلام الإمام القرطبي مطرد ونقل كلامه بلفظ لايوافق عليه حيث قال (وقد نص الإمام القرطبي المفسر رحمه الله على أن مسلما يختم الباب بالحديث الذي يختار حكمه) انتهى.

قال في الحاشية (لاكما فهمه (المفهرس) له فيما ضخم به (الطبقات) للإمام مسلم 1/ 117 أن مسلما يختم الباب باللفظ الذي يختاره) انتهى.

فالمقصود ان كلام مشهور وعوامه فيه توسع في فهم كلام الإمام القرطبي رحمه الله، فكونه ذكر مسألة تعيين ساعة الاستجابة يوم الجمعة ثم رأى أن مسلما ذكر أولا الأحاديث التي فيها تحديد ثم ذكر بعد ذلك الأحاديث التي تدل على عدم التعيين وجعل هذا اختيار الإمام مسلم لأنه أتى به في آخر الباب لايدل هذا على أن الإمام القرطبي رحمه الله يرى أن ذلك مطردا في جميع الصحيح، فالقرطبي رحمه الله يقول (وهذا اختيار مسلم، لانه أتى به في آخر الباب) فلو قيل بأن مقصود القرطبي في الأحاديث المنسوخة لكان أقرب من هذا التوسع والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير