تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة 260

فوائد من الاّية

1 - لا بد على المفسر أن يستحضر قبل تفسيرها أن إبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن وهو إمام الحنفاء وهو خير البشر بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، فإذا تقرر هذا انقطع إثبات الشك لإبراهيم عليه السلام، وهذا ما أدركه سلف الأمة.

2 - استدل بعض العلماء على رفعة نبينا صلى الله عليه وسلم بهذه الاّية، وذلك لأن إبرهيم عليه السلام قد طلب أن يرى اّيات ربه، بينما نبينا صلى الله عليه وسلم أراه الله إياها دون طلب منه، فقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء 1

ولكن يشكل على هذا القول قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) الأنعام 75

والجمع أن يقال إن إبراهيم عليه السلام طلب رؤية اّيات فأراه الله إياها، وأراه الله اّيات دون طلب منه، أما نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يطلب شيئا.

3 - في هذه الاّية دليل على مقصد قراّني وهو (إدراك المحسوسات أعظم تأثيرا في النفس من إدراك المدلولات)

الاّية الثانية:

لْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) المائدة 5

فوائد من الاّية

1 - إباحة الطيبات على المسلمين، فليس من الإسلام تحريم الطيبات، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطيبات فكان يحب الدباء وكان يأكل اللحم ويفضل كتف الشاة ..... إلخ

2 - العفة شرط في الكتابية التي يتزوجها المسلم.

3 - إذا أسلم الزوجان الكافران في وقت واحد أبقي على زواجهما، أما إن أسلم الزوج قبل زوجته الكتابية فالزواج على ما هو عليه؛ لإباحة زواجه من كتابية، أما إن أسلمت الزوجة قبل زوجها فإنها تفارقه ورج الشيخ أنها تعود إليه إن أسلم قبل انقضاء العدة، وهكذا الحال إن أسلم الزوج قبل زوجته الكافرة غير الكتابية.

4 - ليس معنى إباحة الزواج من أهل الكتاب أن دينهم حق، كما قالت بعض نساء أهل الكتاب لو كنا على باطل لما تزوج المسلمون منا، فختم الله تعالى الاّية بقوله (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

الاّية الثالثة

(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء 114

فوائد من الاّية

1 - ذكر بعض العلماء أن المقصود بالصدقة هي الصدقة المعروفة، وذكر بعضهم أنها تشمل جميع أعمال الخير من التسبيح والتحميد .... إلخ

واختار الشيخ القول الأول.

2 - في هذه الاّية دلالة على أن غالب مجالس الناس في غير ما ينفع.

3 - على الأثرياء أن يتصدقوا بأنفسهم، ونعلم أن هناك دورا عظيما للجمعيات الخيرية، لكن أيضا على الغني أن يعود نفسه أن يوصل الصدقة إلى الفقير بنفسه، وأن يعود أولاده على ذلك، ونذكر المسلمين بالصدقة خصوصا مع حلول فصل الشتاء.

4 - في هذه الاّية بيان المنزلة العظيمة للإصلاح بين الناس، فلهذه المنزلة العظيمة ترك النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ومسجده وذهب لبني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، وتأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر؛ حتى أقام بلال رضي الله عنه، وأم المسلمين أبو بكر، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يصلي فنبه الناس أبا بكر لهذا، فتأخر أبو بكر، وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم، فدل ذلك على عظيم منزلة الإصلاح بين الناس، إذ تولاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، ولم ينتدب لها أحدا.

5 - على العكس من ذلك فإن الإفساد بين الناس من أسوأ الأعمال وأبغضها إلى الله عز وجل.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.

و لا تنسوني والشيخ وجميع المسلمين من صالح دعائكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير