الأمر الثاني: قالوا: إن المسيح وصف الباركليتس – وفق النصوص السابقة - بأنه لا يرى، وأنه يمكث إلى الأبد، وأنه يحل في التلاميذ، ولا شك أن محمداً بشر مرئي، وليس بمخلد، ولم يحل في التلاميذ.
الأمر الثالث: قالوا: إن المسيح قال: " ولكن إن ذهبت أرسله إليكم " فهل يعتقد المسلمون أن نبيهم رسول المسيح، وليس رسول الله.!!؟
الأمر الرابع: قالوا أن وعد المسيح لتلاميذه بإرسال المعزي، قد تحقق بحلول روح القدس عليهم، ففي أعمال الرسل: إصحاح 2/ 1 - 4: " ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدؤوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا ".
الأمر الخامس: قالوا: إن المسيح وصف الآتي بعده بأنه روح، فقال: " روح الحق" ومن المعلوم أن نبي الإسلام كان بشراً ولم يكن روحاً.
وقبل الرد على دعاوى النصارى هذه يجب أن نذكّر بنقطة غاية في الأهمية، وهي أن اللغة التي كان يتحدث بها المسيح - عليه السلام - وتلاميذه هي الآرامية، واللغة التي كتب به الإنجيل الرابع "يوحنا" هي اليونانية، وبالتالي فنحن نتحدث عن ترجمة كلمة هي في الأساس مترجمة، وبالتالي فاحتمال الخطأ في ترجمتها من اللغة الأساسية " الآرامية" إلى اللغة " اليونانية" وارد، وقد ظل الأوربيون واللاتينيون ولقرون طويلة يكتبون اسم " Muhammad" على أنه " Mahomet" وأسم " Mushi" على أنه " Moses"، فهل من عجب أن يكون أحد الرهبان النصارى أو النساخين قد حرف اسم (أحمد periqlytos ) " بيروكليت" إلى ( paraklytos ) الذي تفسره النصارى بالمعزي والمؤيد والمحامي.
وقد أوضح الدكتور عبد الأحد داود القس السابق الذي أسلم، أن الكلمة التي ورد بها الإنجيل هي "بيروكليت" وتعني الأكثر شهرة وحمداً، وهو ما ينطبق على اسم النبي محمد، وأوضح خطأ تفسير الكنيسة لكلمة ( paraklytos ) ب"المعزي والمؤيد" وأيد ذلك بأن ترجمة المعزي في اللغة اليونانية هي: (باراكالون parakalon ) أو باريجوريتس ( parygorytys ) المشتقة من (أنا أعزي)، وأن كلمة (بارا كالون parakalon ) تحمل أيضاً معنى (الوسيط أو المحامى).
هذا ما يتعلق بالرد على الوجه الأول من الوجوه التي ذكروها في بيان أن المراد بال"بيروكليت" - المعزي وفق ترجمتهم - هو الروح القدس لا نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم -.
ـ[متفائلة]ــــــــ[27 - 12 - 07, 11:32 م]ـ
أما الرد على بقية الوجوه، فنرى ضرورة الوقوف على الأوصاف التي وردت في النصوص السابقة من إنجيل يوحنا ودراستها لنستجلي من خلالها المقصود والمراد بها، هل هو الروح القدس حقاً؟ أم أن المراد منها نبي الإسلام – عليه الصلاة والسلام-؟ هذا مع غض النظر عن الاسم الوارد في البشارة هل هو "محمد أو أحمد" أو "المعزي والمؤيد والمحامي" فكل الألفاظ تصح في حقه، وتنطبق عليه – صلى الله عليه وسلم -، فهو محمد وأحمد، وهو المؤيد الذي أيد الله به دينه، ونشر به رسالته، وألغى به كل المعتقدات الفاسدة التي كانت في الأمم قبله، وهو المحامي الذي حمى الله به الدين الحق ودافع عنه، وهو المعزي الذي عزى البشرية في مصابها في دينها وأخلاقها، وأبدلها مكان الشرك توحيداً، ومكان الفساد أخلاقا ورفعة.
وما نراه الفيصل في معرفة المراد بال"بيروكليت" هو البحث في صفاته المذكورة في الكلام الوارد عن المسيح – عليه السلام -، ودراسة مدى انطباقها على نبي الإسلام كما يعتقد المسلمون، أو على الروح القدس كما يعتقد النصارى، والخروج بنتيجة موضوعية علمية تكون الحكم في هذا الاختلاف، وقد حاولنا حصر الأوصاف التي وصف بها المسيح ال"بيروكليت" فوجدناها ستة عشر وصفاً:
¥