تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: اللفظ المذكور ليس للترمذي، وإنما الذي رواه الترمذي حديث أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من شَيْءٍ يُوضَعُ في الْمِيزَانِ أَثْقَلُ من حُسْنِ الْخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ ". والحديث الذي ذكره المؤلف رواه أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:"إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ "

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 88: وفي الحديث: "لايقضي القاضي وهو غضبان". رواه أبوداود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

أقول: كان الأولى أن يذكر ما في الصحيحين، وهو حديث أبي بكرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بين اثْنَيْنِ وهو غَضْبَانُ ". والأصل أن الحديث لايكتفى بعزوه إلى مصدر، وهو في مصدر أعلى منه، فلايقتصر على عزو الحديث إلى أبي داود، دون البخاري وهو فيه كماهو معروف عند أهل العلم.

ومن أمثلة عدم الدقة في ذكر الحديث قول المؤلف في ص 37: دخل عليه عمر وهو صلى الله عليه وسلم غضبان على نسائه لما أكثرن عليه مطالبته بالنفقة، فقال عمر: يارسول الله، لو رأيتنا وكنا معشر قريش نغلب النساء فكنا إذا سألت أحدنا امرأته نفقة قام إليها فوجأ عنقها، فلما قدمنا المدينة إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم.

أقول: خلط الدكتور العريفي بين حديثين: الأول حديث جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما، وفيه قول عمر رضي الله عنه: يا رَسُولَ اللَّهِ لو رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِي النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا فَضَحِكَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال: هُنَّ حَوْلِي كما تَرَى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ .... الحديث رواه مسلم.

والحديث الآخر حديث عمر رضي الله عنه، وفيه قوله: يا رَسُولَ اللَّهِ لو رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فلما قَدِمْنَا على قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ ..... الحديث متفق عليه.

قال ابن حجر: قوله " وكنا معشر قريش نغلب النساء " أي نحكم عليهن ولا يحكمن علينا بخلاف الأنصار فكانوا بالعكس من ذلك، وفي رواية يزيد بن رومان "كنا ونحن بمكة لا يكلم أحد امرأته إلا إذا كانت له حاجة قضى منها حاجته" وفي رواية عبيد بن حنين "ما نعد للنساء أمرا " وفي رواية الطيالسي "كنا لا نعتد بالنساء ولا ندخلهن في أمورنا" (فتح الباري 9/ 281)

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 330: ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل فقال:"نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم الليل"، وفي رواية قال:"ياعبدالله لا تكن مثل فلان،كان يقوم الليل فترك قيام الليل".

أقول: ظاهر ماذكره أن الحديث الثاني موجه لابن عمر أيضا، وهذا خطأ، وإنما هو لعبدالله بن عمرو بن العاص فقد أخرجه الشيخان في صحيحيهما من طريق أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن قال: حدثني عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ رضي الله عنهما قال: قال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" يا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كان يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ "

ومن أمثلة عدم الدقة أن المؤلف قد يكرر الحديث في مبحث واحد، كما فعل في ص 96 تحت عنوان اهتم بالآخرين فقال: قام صلى الله عليه وسلم على منبره يوما يخطب الناس فدخل رجل من باب المسجد نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يارسول الله، رجل يسأل عن دينه مايدري مادينه ... نزل عن منبره الشريف ودعا بكرسي فجلس أمام الرجل ... ثم ذكر العريفي قصة كعب بن مالك رضي الله عنه ثم عاد فذكر الحديث السابق في آخر ماذكره تحت عنوان اهتم بالآخرين ص 105، وقال: انظر إليه وقد قام يخطب على منبره يوم جمعة، وفجأة فإذا بأعرابي يدخل إلى المسجد ويتخطى الصفوف وينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصيح قائلا: يارسول الله، رجل لايدري مادينه فعلمه دينه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره وتوجه إلى الرجل وطلب كرسيا فجلس عليه ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير