تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد حذف المزور الصلاة على النبي بدايةً ـ التي وصفه فيها الأمير بخاتم النبيين لأنّ الرسالة تتضمن إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم النبيين ـ، ثمّ حذف كلمة العلماء العاملين، ووضع مكانها كلمة العالِمين!!، ثم غير كلمة باريس فجعلها باريز، وأضاف جملةً كاملة فيها دعاء وثناء على علماء باريس أتى بها مسجوعة، وبعد ذلك حذف المزوّر الجملة التي حمِد اللهَ فيها الأمير، ووضع مكانها جملاً ليس فيها معنى الحمد، ثم أضاف كلامًا وشعرًا، وكل ذلك ليس له وجود في كلام الأمير!!

حتى بيت الشعر جاء بصيغة غير الصيغة المعروفة والتي لا تخفى على الأمير الشاعر! وهي:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلَهمْ ***** إن التشبه بالكرام فلاحُ

وسيدرك القارئ الفطن أنّ المحرّفين للنص الأصلي هم من المستشرقين الفرنسيين أو من عملائهم من نصارى الشرق (لبنان) بخاصة! (وأعني بذلك أنّه كان بحوزتهم النص العربي الأصلي يستعملون ألفاظه ومبانيه، في صياغة النص المحرّف).

وللعلم فإنّ النص المترجم إلى العربية طُبِع أوّل مرة في لبنان دون ذكر اسم الناشر أو دار النشر!!

وقبل أن أنقل لكم كامل الصفحة التي اقتُصّت منها تلك العبارة. سأنقل لكم بعض الجمل والعبارات التي وردت في رسالة الأمير حتى تكونوا على شيء من الاطلاع على فحوى هذه الرسالة.

(والرسالة مطبوعة وأنا أدعو الجميع لقراءتها بأنفسهم).

قال الأمير عبد القادر في مقدمة الرسالة في معرض حثّ علماء فرنسة (والغرب) على إعمال عقولهم لكي يصلوا إلى الدين الحق: ((اعلموا أنه يلزم العاقلَ أن ينظر في القول ولا ينظرَ إلى قائله، فإن كان القول حقًا قبِلَه سواء كان قائله معروفًا بالحق أو الباطل، فإنَّ الذَّهب يُستخرج من التراب والنرجسَ من البصل والتِرياقَ من الحيّات ويُجْتنى الورد من الشوك؛ فالعاقل يعرفُ الرجال بالحق ولا يعرف الحقَّ بالرجال)).انتهى [ص5]، ثمّ قال: ((والمتبوعون من الناس على قسمين، قسمٌ عالمٌ مُسْعِدٌ لنفسه ومسعدٌ لغيره وهو الذي عرف الحق بالدليل لا بالتقليد ودعا الناس إلى معرفة الحق بالدليل لا بأن يقلّدوه، وقسمٌ مُهلِكٌ لنفسه ومهلك لغيره وهو الذي قلَّد آباءَه وأجداده فيما يعتقدون ويستحسنون وتَرَكَ النَّظرَ بعقله ودعا الناسَ لتقليده، والأعمى لا يصلح أن يقود العميان؛ وإذا كان تقليد الرجال مذمومًا غيرَ مرضيّ في الاعتقادات فتقليد الكُتب أولى وأحرى بالذم، وإنّ بهيمةً تُقاد أفضل من مقلِّدٍ يَنْقَاد. وإن أقوال العلماء والمتدينين متضادّةٌ في الأكثر واختيارُ واحد منها واتِّبَاعُه بلا دليل باطلٌ لأنّه ترجيحٌ بلا مرجِّح فيكون مُعارَضًا بمثله)).انتهى [ص6ـ7]؛ وفي معرض كلامه على فضل العلم والعلماء قال: ((ويُدرَكُ شرفُ العلم مطلقًا من حيث هو علمٌ بشيئين، أحدهما شرف الثمرة والثاني قوة الدليل. وذلك كعلم الأحكام الدينية الشرعية وعلم الطب، فإن ثمرة علم الدين السلامة في الدارة الآخرة وهي الحياة الأبدية. وثمرة الطب السلامة في الدنيا وهي سلامة بدنية منقطعة. فيكون علم الدين أشرف لأنه سببٌ لسلامة أبدية لا تنقطع)).انتهى [ص22]؛ وقال: ((وأشرفُ العلوم النافعة معرفةُ الله تعالى ومعرفة حكمته في أفعاله وفي خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما)).انتهى [ص33]؛ وفي معرض كلامه عن الفرق بين الإنسان وغيره من المخلوقات قال: ((ولما كان المقصود الأعظم من خلق الإنسان هو معرفة خالقه وعبادته أكرمَ اللهُ الإنسان وميّزه بصفة أخرى أشرفَ من الكل وهي العقل، فبه يعرف الإنسان خالقَه ويدرك المنافع والمضار في الحال والمآل)).انتهى [ص35ـ36]؛ وفي معرض نقده لعلماء فرنسة قال: ((وقد اعتنى علماء افرنسا ومن حذا حذوهم باستعمال العقل العملي وتصريفه فاستخرجوا الصنائع العجيبة والفوائد الغريبة فاقوا بها المتقدمين وأعجزوا المتأخرين، رقوا بها أعلى المراقي، وحصل لهم بها الذكر الباقي، فلو استعملوا مع هذا العقلَ النظري في معرفة الله وصفاته وفي معرفة حكمته في خلق السموات والأرض وما يلزم للإله من الكمال وما يتقدس عنه من النقص وما يمكن في حقّه أن يفعله وأن لا يفعله لكانوا حازوا المرتبة التي لا تدرك والمزية التي لا تُشرَك، ولكنهم أهملوا استعمال هذه القوة النظرية حتى إنهم لا يُسمَع منهم لها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير