تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونعود الآن إلى الأخ كاتب (فك الشفرة)، فبعد فراغه من نقل كلام أنطوان عاصي، انتقل إلى مرجع ماسوني آخر وهو المدعو شاهين مكاريوس، ولكن على عادته يبدأ بمقدمة تساعده على عرض ما يريد فقال:" بعد أحداث سنة 1860 في جبل لبنان صارت دمشق عاصمة ولاية سورية في الدولة العثمانية". انتهى

يا سبحان الله! وماذا كانت قبل ذلك؟ عاصمة فرنسا!!!

ثمّ زعم أنّ الوالي العثماني الذي استلمها كان ماسونيًا، لأنّ دولة الخلافة العثمانية بزعمه كانت لا تعيّن إلاّ الماسون!! ثم بدأ الوالي العثماني بنشر الماسونية في دمشق بسرعة وجرأة وبعدها طلب من الأمير أن يتولى هو نشر الماسونية ودعمها، ولكي يثبت هذا الادعاء استشهد بكتاب شاهين مكاريوس.

لقد زعم مكاريوس ـ الماسوني الكبير ـ كما نقل كاتب (فك الشفرة) "أن الأمير التحق بالماسونية فأحبها وأحب أهلها، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه، وطالما جاهر بأنه من أعضائها".انتهى

ورضي الأخ صاحب (فك الشفرة) بهذا الكلام أيضًا!

ولكن من هو شاهين مكاريوس؟ ((إنّه من مواليد (1269 - 1328 هـ = 1853 - 1910م): من مؤسسي جريدة (المقطّم) بمصر، وأحد أصحاب (المقتطف) ومنشئ جريدة (اللطائف) ولد في قرية "إبل السقي" من (مرج عيون - بلبنان) ونشأ في بيروت يتيمًا فقيرًا، قُتِلَ أبوه في حادثة سنة 1860م، وحملته أمه إلى بيروت حيث كانت تعوله من عملها في خدمة الدكتور فانديك، فتعلَّم فن الطباعة، وتولى إدارة مجلة المقتطف ببيروت سنة (1876م) ورحل إلى مصر مع زميليه يعقوب صرّوف وفارس نمر.

وخدم الماسونية بكتبه: (الجوهر المصون في مشاهير الماسون - ط) و (الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية - ط) و (الدر المكنون في غرائب الماسون - ط) و (الآداب الماسونية - ط).)).انتهى [انظر الأعلام للزركلي. (ط) تعني مطبوع]

إذن الرجل ماسوني، فَقَدَ والده بعدما قتله الدروز في لبنان في أحداث 1860م، واضطرّت أمّه إلى العمل خادمةً لتتمكن من إعالته، فنشأ يتيمًا فقيرًا ناقمًا، وانخرط في الماسونيّة، واستفرغ وسعه في الكتابة عنها والترويج لها.

قال عنه حسين حمادة: ((مؤسس محفل (اللطائف) وهو حائز على النيشان الماسوني العالي، وكاتب السر الأعظم للمحفل الأكبر الوطني المصري)).انتهى [شهادات ماسونية ص96] وكل كتبه الخاصة بالماسونية وضعها وطبعها بعد وفاة الأمير بسنوات!

ويروي شاهين مكاريوس في كتابه "الأسرار الخفية في الجمعية الماسونية" المطبوع في مصر سنة 1900م، أنّ نبيَّ الله ((سليمان بن داود ملك إسرائيل كان أوّل معلّم أعظم في الفرانماسونية واسم أمّه (بتشايع)، وأنه لم يكن له من أمه سوى أخ واحد اسمه أبشالوم، وأنّ (حيرام آبي) أستاذ الماسونيين الذين يقيمون له مأتمًا عند دخول الطالبين، وأنّه ابن أرملة من السوريين من سبط (نفتالي) كان أبو صوريًّا يعمل في النحاس، وأنه كان متعرّفًا بالأخوية الديونيسية، وأنه الناشر لأسرار تلك الأخوية)).انتهى [ص97 من كتاب حسين حمادة]

وفي كتابه "فضائل الماسونيّة" المطبوع بمصر سنة 1899م يخبرنا عن إحدى فضائل الماسونية فيقول في الصفحة 53 ((نجا أحد الماسون المدعو جورج كاروتر، إذ وقع في أيدي اللصوص فأرادو قتله لولا أنه أبدى الإشارة الماسونية، ففهم معناها زعيم اللصوص المدعو بيل أندرسن، فترجّل عن جواده، وصافحه مصافحة الإخوان، مما دعا جورج كاروتر ليشكر الماسونية بسبب خلاصه من الموت)) وعلّق الكاتب حسين حمادة على كلام مكاريوس فقال: على أنّ الروائي شاهين مكاريوس نسي أن يهنئ الماسونية على إدخال اللصوص في محافلها، وإلاّ فكيف لهم أن يفهموا إشارات الماسون إن لم يكونوا منهم؟)).انتهى [شهادات ماسونية لحمادة ص97]

هذا ما تيسر لي من كتابات هذا الشخص. فتأمّل!

ولمّا كان الفضل ـ في إنقاذ المسيحيين من مذبحة 1860م ـ لعلماء المسلمين وكبرائهم أمثال الأمير عبد القادر ومفتي الشام الشيخ الحمزاوي والعطار والمنيني .. وغيرهم، ثَقُلَ على أمثال ابن مكاريوس (الذي فقد أباه في تلك المذبحة) أن يشهدوا بالفضل لأصحابه لأنّهم من المسلمين!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير