تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8 - الفرار الفرار قبل وقت الخسار، فإنّه لو عشّش حبّ بلاد الكفر في قلب الولد فلن يقدِر الوالد على نزعه مهما فعل.

السؤال السابع والعشرون:

-شيخنا ماهي درجة الخطورة في احتكاك المرأة المسلمة بالكافرة، وما درجة تأثير هذه الأخيرة بالمرأة المسلمة؟ وكيف يمكن للمرأة المسلمة أن تساهم في المحافظة على بيتها المسلم في ديار الكفر؟

الجواب:

لا شك أنّ احتكاك المسلمة بالكافرة مضرّ لها في دينها، والكافرة لا تتخلّق بما تتخلّق به المسلمة، ولا تَدين لله تعالى بدين الإسلام، وعليه فإنّها لا تتورّع عن فعل ما يضرّ هذه المسلمة في أخلاقها ودينها، بل قد تسعى لإفسادها، كما أنّ مصادقتها والأنُس بها قد يولّد في القلب نوعاً من الرّضا ببعض ما تؤدّيه من شعائر دينها وتُضعف البراءة والمعاداة في الله.

والواجب على المرأة المسلمة أن تتّقي الله في نفسها وفي زوجها وأولادها، فتقوم بحقوق زوجها وتربية أولادها وتعليمهم، وأن تتعلّم أمور دينها، وأن تجتنب الخروج من بيتها إلاّ للضّرورة بالشّروط المعلومة، وأن تبتعد عن التشبه بالكافرات في تسريحة شعرها ولباسها وزيّها، وأن لا تلتفت إلى الدِّعايات المغرضة الّتي تريد أن تسلب المرأة كرامتها وعفّتها، فتدعوها إلى الخروج عن الآداب الشرعية والتمرد على زوجها، ولتحذر المرأة كل الحذر من الاختلاط بالكافرات والفاسقات، ويجب عليها المحافظة على بيتها فلا تدخله من لا يرضى دينها، وأن تعمل على جعل منزلها روضة من رياض الجنّة، فتخرج منه كلَّ المنكرات والمحرمات من تلفاز وموسيقى وصور، وتعمِّرَه بذكر الله و الصّلاة والأعمال الصّالحات.

السؤال الثامن والعشرون:

- في رأيكم -شيخنا- ما هي أهمّ الكتب و العلوم الشّرعية الّتي يجب أن تدرّس في ديار الكفر، والّتي يجب أن توجد في البيت المسلم، والّتي يجب أن يوليها الأئمّة أكبر اهتمام؟

الجواب:

من جهة كونكم في دار كفر، وكون أهلها يدينون بالباطل، وهم على كفرهم لا يعتدون على المسلمين اعتداءً في أبدانهم، فهذا المجتمع يصنّف في المجتمع الحبشيّ الّذي يجب فيه على المسلمين أن يكونوا فيه دُعاة إلى الله عاملين، لا أن يكونوا في مجتمع الكافرين ذائبين وعن العمل خاملين. وذلك لن يكون أبدا إلاّ بدراسة:

1 - كتب الردّ على النّصارى والسّبيل إلى دعوتهم بالحجّة والبرهان، وردّ شبههم بالدّليل والبيان.

2 - كتب العقيدة والتّوحيد الصّحيح، لانتشار أهل البدع هناك بشكل رهيب وبخاصّة أهل الطّرق الصّوفيّة.

3 - كتب الأخلاق والتّزكية، فإنّ ذلك ممّا يعِين على نشر الدّعوة.

السؤال التاسع والعشرون:

- ما رأيكم شيخنا فيمن يقول إنّ مال الكافر الّذي بلده يعادِي الإسلام ويحاربه غنيمة، ولا بأس في أخذه بطريقة أو أخرى، ولا إثم في ذلك؟

الجواب:

من دخل بلاداً في أي دولة بأمان وبعهد وذمة فلا يجوز له نقض العهد، ولا يجوز النهب ولا السلب ولا القتل ولا الغصب، ولا الاعتداء على الأموال أو الأعراض أو الأنفس، ولو كان أهل تلك الدولة كفاراً أو حربيّين أو مخالفين في الدّين، لأنّه دخل بعهد وأمان، والأدلّة على ذلك:

1 - قوله تعالى: ((فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)) (التوبة: من الآية4)

2 - وقال سبحانه: ((وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)) (الاسراء: من الآية34)

3 - أن ذلك من الغدر والخيانة، روى البخاري عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ قالا: كَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم "أَمَّا الْإِسْلَامَ فَأَقْبَلُ وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ."

قال ابن حجر في (الفتح 5/ 402):" ويستفاد منه – أي من الحديث – أنه لا يحل أخذ أموال الكفار في حال الأمن غدراً؛ لأن الرفقة يصطحبون على الأمانة، والأمانة تؤدى إلى أهلها مسلماً كان أو كافراً، وأن أموال الكفار إنما تحل بالمحاربة والمغالبة ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير