وكان ـ رحمه الله تعالى ـ إذا سئم من القراءة والمطالعة استدعى بمقامات الحريري، فيطالع فيها ويسميها طبق الحلوى (9).
مؤلفاته:
1. العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب.
2. تجريد الزوائد وتقريب الفرائد، في مجلدين، جمع فيه الفروع الزائدة على الروضة غالبًا.
3. تحفة الطلاب ومنظومة الإرشاد، في خمسة آلاف وثمانمئة وأربعين بيتًا، وزاد على الإرشاد كثيرًا من المسائل والقيود.
4. وفتاوى، جمعها ولده القاضي حسين بن أحمد المزجد، ثم جمعها ابن النقيب وزاد فيها من تفقهاته ما لا غنى عنه.
5. شرح على جامع المختصرات للنسائي، في ست مجلدات، ثم رآه لم يستوف ما حواه الجامع المذكور من الجمع والخلاف ألقاه في الماء فأعدمه ـ والله المستعان ـ كما حكاه عنه حفيده الإمام أبو الفتح ابن حسين المزجد.
بحث في الكتاب
ما قيل في العباب:
قال عنه العيدروس: أنه على الغاية من جزالة اللفظ وحسن التقسيم، وأنه اشتهر في الآفاق ووقع على حسنه ونفاسته الإجماع والاتفاق.
وقال مصنفه الإمام المزجد فيه شعرًا:
ألا إن العباب أجل سفر من الكتب القديمة والجديده
كتاب قد تعبت عليه دهرا وخضت لجمعه كتبًا عديده
وقربت القصي لطالبيه وقد كانت مسافته بعيده
وغصت على الخبايا في الزوايا فها هي فيه بارزة عتيده
وكم قد رضت فيه جياد فكري ومرت لي به مدد مديده
إلى أن بلغ الرحمن منه مرادي من مواهبه المديده
فدونك كنز علم لست تلقى مدى الأزمان في الدنيا مديده
وثق بجميع ما فيه فإني منحت العلم فيه مستفيده
إلهي اجعله لي ذخرًا وضاعف ثوابي من عطاياك الحميده
وجد بقبوله واجعل جزائي رضاك وجنة الخلد المشيده
بجاه محمد خير البرايا وتنقذهم عن الكرب الشديده
وصل مسلمًا أبدًا عليه وعم جميع عترته السعيده
وقال الشيخ عبد القادر الفاكهي المكي:
ألا إن المزجد بحر علم خضم والجواهر في عبابه
ومذهبنا المهذب فيه ضمنا فوائد اليتيمة في كتابه
وله أيضاً:
ألا إن العباب عزيز مثلولا يلقى لمبدعه نظير
ففاخر يا ولوع به وباهي ففيه الروض والدر النضير
ولم لا والذي أنشاه قاض تقي لا يميل ولا يجور
له في حكمه آيات عدل وشاهده لرقته الضمير
وقال العلامة وحيد الدين الزبيدي:
جزى ربنا عنا الذي هو أهله شهاب الدنا والدين أعني أبا الحسن
بتصنيفه هذا العباب الذي له تقلد ذو الحلم الجسيم من المنن
غنينا به عن كل أصل وفرع هو روض وإرشاد وشرحهما معن
فيا طالباً العلم حسبك درسه إذا شئت تدعى عالم الشام واليمن
قال القاضي جمال الدين محمد بن عمر بحرق: رأيت في النوم ليلة العشرين من شهر صفر سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة في وقت السحر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في المنام في ثغر عدن وبين يديه كتاب يطالع فيه فقلت لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: ألك اطلاع على تصنيف أمتك. قال: نعم. فقلت له: فما تقول في عقيدة إحياء علوم الدين. قال: لا بأس به. قلت: فهل لك اطلاع على تصانيفهم الفقهية. فقال: نعم ولم أر أجزل عبارة من إمام الحرمين وما رأيت مثل مجموع لابن أبي السرور ضمنه الروض وزاد عليه باقي مسائل المذهب. قال: فوقع حينئذ ببالي أن المجموع المذكور هو العباب تصنيف شيخنا القاضي صفي الدين المزجد. انتهى.
وقال عنه صاحب العقيق اليماني ـ كما نقل عنه الزركلي ـ: أجمع علماء مصر والشام واليمن انه لم يصنف مثله في حسن ترتيبه وتهذيبه وجمعه، أقام في تهذيبه عشر سنين.9
اعتناء الأئمة به:
1. شرحه العارف شيخ الإسلام أبا الحسن البكري، بشرحين صغير وكبير، حيث كتب الصغير أولاً وجعله أصلاً، وميز فيه المتن من الشرح بخطوط سود، ثم كتب على الحواشي زيادات كثيرة وميزها على الشرح الأول، وذكر أن ما دونها شرح صغير، وأنها مع الشرح الصغير شرح كبير.
وقد تصدى لتبييضه أحد الطلبة، فوصل إلى نحو الثلث، فكان في نحو من تسعين جزءً.
2. وشرحه شيخ الإسلام أحمد بن حجر الهيتمي، فقارب ثلث الكتاب ـ فيما ظنه العيدروس ـ، ولكنه لم يتم، وهو في مجلد ضخم.
3. وشرحه الإمام علي بن محمد بن علي بن عراق الكناني، لكنه لم يتم.
4. وشرح الشهاب ابن القاسم، ينقل عنه الرملي في كتابه نهاية المحتاج شرح المنهاج انظر مثلاً عند كلامه في مسألة استقبال القبلتين.
وفاته:
¥