تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: انظر كيف تحوّل هذا البوّال إلى موروث مقدّس في الذاكرة الشعبية بفعل الخرافة والارتزاق والبعد عن الدين.

فرحم الله الإمام محمد بن عبد الوهاب، نعم لم يكن نبيًّا، لكنه قام بدعوة نبيّ ..

4 - تُشجيني تصاريف القدر وموافقاته .. كأن يسأل رجل عن قَبر يُحفر: لمن هذا القبر؟ فيدفن فيه .. وكم مرة أحجمت عن قول أو فعل خوف تصاريف القدر هذه وموافقاته، غير أن القدر غالب، ولا رادّ لما كتبه الله.

في مقدمة "عصر نابليون" آخر أجزاء "قصة الحضارة" يتساءل وِل وإيريل ديورانت عن سبب إضافة كتابٍ عن حياة نابليون بعد أن ورد في "الموسوعة البريطانية": "أن ما كتب عن نابليون حتى منتصف القرن العشرين زاد على مئة ألف مجلد"؟

وإن كنتَ قرأت صفحاتٍ من آلاف الكتب هذه؛ فستعرف –لا محالة- أن نابليون قد أمضى آخر حياته أسيرًا في جزيرة "سانت هيلانة" .. حتى اقترنت هذه الجزيرة باسمه، فيقال عند الحديث عنها: وهي التي أُسر فيها نابليون وأجبر على العيش فيها من سنة 1815م حتى وفاته عام 1821م. وكانت لنابليون فيها أشجان وآهات وحال محزنة، دوّنها بعض مرافقيه في الجزيرة، ونشرت فيما بعد.

في كتاب "نابليون" لإميل لودفيج –هذا الكتاب من أروع ما كتب عن نابليون- وصف لهذا الفتى الكورسيكي الحالم، جاء في بعضه: "وهذا مع دأبه على تحصيل حرفته بدافع من فقره وعاطفته، وشعوره بأن الخيال يحكم العالم، لكنه بالمدفع يتحقق الخيال ..

وهو يدرس المدفع والذخيرة، وهو يدرس في غرفته بقرب المقهى الصاخب كل شيء قابل للحساب، ويدوّن خطبًا بأكملها مما يلقى في برلمان لندن، ويضع رسمًا كروكيّا لأقصى نواحي المعمورة، وفي ختام آخر كراسة نجد في آخر ملاحظة: "سانت هيلانة: جزيرة صغيرة في المحيط الأطلسي ومستعمرة إنجليزية .. ".

5 - رحم الله الأستاذ الكبير أحمد ابن العلامة محمد بن مانع .. كان من خيرة من لقيتُ في مجلس شيخنا العلامة حمد الجاسر رحمه الله.

لم أكن أعرف من يكون أول مرة شاهدته فيها في مجلس الشيخ، رأيته يتصدّر المجلس ويحتفى به فظننته أحد الأعيان، فما هو إلا أن تحدث حتى بهرني بأسلوبه وعلمه وخلقه، فعلمتُ بعدُ من هو.

والشيخ حمد يجلّه، قال لي مرة بعد ثناء عليه: كانت بيني وبين والده أمور وظيفية أفسدت ما بيننا، لكن علاقتي بابنه أحمد لم تتأثر، وهو يزورني لا يقطعني.

إذا تحدث الأستاذ أحمد أسرك بحسن حديثه، وسعة اطلاعه، وبما لديه من اللطائف والغرائب لكثرة أسفاره وتقلبه في الحياة، ولو لم يكن منه؛ إلا أنه كان يرافق والده العلاّمة، وأنه كان من كبار ملازمي مجلس العلامة محمود شاكر أيام عمله في الملحقية الثقافية السعودية في القاهرة (ترجم الأستاذ عبد الرحمن الشبيلي ترجمة يسيرة للأستاذ أحمد في كتاب "أعلام بلا إعلام" ص47).

وهو -رحمه الله- كان يتلطّف بي، ويذكر شيئًا مما أكتب، وقد ندمت على أن علاقتي به لم تمتد إلى أبعد من مجالس الشيخ.

ثم إنه اعتزل الناس في آخر حياته، ولم يكن ممن يحب الكتابة والتأليف، فذهب ذلك العلم والفضل .. وكان مما علق في ذاكرتي من فوائده هاتان اللطيفتان:

أ – قال الشيخ أحمد: سألت الشيخ محمود شاكر عن الحمار الوحشي الوارد ذكره في أشعار العرب، فقال لي: ليس هو هذا الحمارَ المخطّط، وإنما هو حمار أبيض أكبر قليلاً من الحمار الأهلي، وفي نحره سواد، وقد انقرض.

قلت: لعل هذا النص الكاشف يفيد بعض طلبة العلم، فإن الحمار الوحشي مما ورد ذكره في السنة، ولم يعرف بعض كبار أهل العلم من المتأخرين ما المقصود به.

ب – قال الشيخ أحمد: انكسر مركبٌ بأهله قرب قطر، فغرق كلّ من كان في المركب، لم ينج إلا رجل أعمى، وابن صغير له، لما انكسر المركب أمسك الأعمى بابنه، ووضعه فوق كتفه، فكان ابنه يوجهه نحو اليابسة وهو يسبح، حتى قطع خمسة عشر كيلاً، ثم نجا هذا الأعمى وابنه الصبي بعد أن غرق كل من في المركب!

6 - انخدعت زمنًا بروجيه جارودي وأمثاله، ثم تبين لي أنهم لم يؤمنوا بالله العظيم, وأنهم إنما آمنوا بالحضارة الإسلامية، وهذا "الإيمان الحضاري" لا ينفعهم إذا وقفوا بين يدي الله تعالى.

قال صلاح عبد الرزاق في كتابه "المفكرون الغربيون المسلمون" 1/ 115: "يبدو أن غارودي غير ملتزم بأداء الشعائر الإسلامية، لأنني عندما زرته في منزله وحان وقت الصلاة؛ سألته عن اتجاه القبلة فلم يستطع أن يجيبني عنه!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير