ثم أفاد أن ابن رشد أعاد ترجمة المقولات لأرسطو فحسب، ولم يضف جديدًا إليها وهذا غلط لوجوه:
الأول: أن ابن رشد إنما لخص المقولات ليشرحها، ومعنى الشرح إيضاح المعنى العام للنص بلا إسهاب ممل ولا إيجاز مخل .... وهذا ما قاله غير واحد كما نقلت، وأضيف هنا بعض النقول:
قال الدكتور عبده الحلو:" وتقع الشروح التي وضعها في ثلاث حلقات:
فهناك "التلاخيص" أو الشروح الصغرى، وهي شبيهة بما وضعه الفارابي من قبل، حيث نجد الفيلسوف العربي يعرض محتوى الكتاب بأسلوبه الخاص ولا يتقيد بحرفية ما ورد فيه" (الوافي في تاريخ الفلسفة العربية: ص391).
وقال رينان:" الشرح الأكبر، والتفسير، من جملة ما ينفرد به ابن رشد. ذلك أن الفلاسفة السابقين عليه، مثل الفارابي وابن سينا لم يستعملوا في الشرح إلا طريقة التلخيص كما فعل ألبير الكبير بعد ذلك.
وفي التلخيص أو الجوامع يتكلم ابن رشد باسمه. فهو يعرض مذهب أرسطو، مضيفًا إليه أو حاذفًا منه، منقبًا في كتبه الأخرى عما يكمل فكرته، ذلك كله بترتيب ومنهج من عنده" ( e.renan, averroes et l,averroisme,paris,1866).
الثاني: ولعله يقطع قول كل خطيب والذي لم أعرفه إلا قريبًا رغم مطالعتي لكلام هؤلاء كثيرًا، ألا وهو أن ابن رشد لم يكن يحسن اللغة اليونانية وهي اللغة الأصلية لنصوص أرسطو وغيره،،،فكيف يترجم المقولات أصلًا أو قل كيف يعيد ترجمته؟!!
يدلك على هذا عدة أمور:
الأول: تصريح الباحثين بذلك (تاريخ فلاسفة الإسلام 152 - 153) فيه تصريح لويس فيفيس، وإقرار الدكتور محمد لطفي جمعة.
الثاني: أن ابن رشد خلط لجهله باليونانية بين بروتاجوراس وفيثاغورس، وبين فراطل وديموقريط، وحسب هيراقليط جماعة من أتباع هرقل!!.
الثالث: أن ابن رشد قال في شرح للأخلاق إنه لم يشرح كتاب السياسة لأرسطو لأنه:" لم ير ترجمة عربية لسياسة أرسطو في بلاد المغرب" ولذا شرح جمهورية أفلاطون المترجمة بدلًا من" سياسة" أرسطو.
الثالث: أن هذا مطلب الخليفة منه، إلا وهو تقريب معاني كتب أرسطو وليس ترجمته، قال له كما نقل غير واحد:" لو وقع لهذه الكتب من يلخصها، ويقرب أغراضها بعد أن يفهمها فهمًا جيدًا".
الرابع: ولعله غريبًا ولا كبير علاقة بينه وبين ما نحن فيه ولكن هيرد على زعم أبي فهر أن خطة ابن رشد لم تكن واضحة في تلخيصه المقولات .. ألأ وهو أن ابن رشد لخص المقولات في نكبته وقد بلغ من العمر سبعين سنة!!!، فتلاخيص المنطق هي آخر أعمال ابن رشد كما صرح غير واحد من الباحثين. (تاريخ فلاسفة الإسلام:148).
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 12:18 ص]ـ
الرابع: ولعله غريبًا ولا كبير علاقة بينه وبين ما نحن فيه ولكن هيرد على
الصواب: غريبٌ.
و لكنه يرد.
وعذرًا، تعجلت في كتابة المقال لانشغالي بغيره، وفقني الله وإياكم لمراضيه.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 01:09 ص]ـ
وكذلك قوله:
وأول من ترجم المقولات على أشهر الأقوال هو يوحنا بن البطريق،
أريد مصدره، فإن كثيرًا من مؤرخي (الترجمات) يصرحون بأن حنين بن إسحاق (809 - 873) هو أول من ترجم المقولات.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 01:08 ص]ـ
وقال رينان:" الشرح الأكبر، والتفسير، من جملة ما ينفرد به ابن رشد. ذلك أن الفلاسفة السابقين عليه، مثل الفارابي وابن سينا لم يستعملوا في الشرح إلا طريقة التلخيص كما فعل ألبير الكبير بعد ذلك.
وفي التلخيص أو الجوامع يتكلم ابن رشد باسمه. فهو يعرض مذهب أرسطو، مضيفًا إليه أو حاذفًا منه، منقبًا في كتبه الأخرى عما يكمل فكرته، ذلك كله بترتيب ومنهج من عنده" ( e.renan, averroes et l,averroisme,paris,1866).
كتاب رينان هو: ابن رشد والرشدية.
ابن رشد: averroes.
كما قالوا وبعض الباحثين يعد ذلك تحريفًا:
ابن سينا: Avicenna
ابن باجه: Avenpace و Avimpace
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيراًِ على صبرك على المدارسة ..
1 - سبق الرد من قبل على قضية أنه ليس لابن رشد شرح يذكر في تلخيص المقولات والمقارنة بين التلخيص وبين الصل اليوناني تظهر ذلك ..
2 - عدم وضوح الخطة في مشروع ابن رشد للتلخيص لا علاقة له بسنه ويكون العالم كبيراً فحلاً ويبتدئ مشروعاً ولا تكون خطته واضحة. وكما قدمتُ فهذا مجرد تعليل لظاهرة واضحة وهي خلو كتاب تلخيص المقولات من شرح يذكر.
3 - كون ابن رشد يجهل اليونانية ربما كان جديداً عليك أما أنا فاعرفه منذ كنت في السابعة عشرة من عمري،و عمل ابن رشد هو جمع الترجمات العربية القديمة وشروح الإسكندر وأمثاله وصنع ترجمة جديدة أقرب ما تكون للنص الأرسطي القديم وهو ما نستعمل له مصطلح الترجمة،كما يستعمل النص مصطلح الترجمة مع اعمال المنفلوطي، وتجد إشارة لهذا في مقدمة موريس بويج لتفسير ما بعد الطبيعة .. ومحل البحث: هل في ترجمة ابن رشد أو تقريبه للمقولات المسمى بتلخيص المقولات بيان زائد على النص الأرسطي؟
الجواب: لا.
4 - تعداد الكلام عن مستويات كتب ابن رشد لافائدة منه؛ فهو معروف مشهور،ومحل البحث إنما هو في تطبيق هذا التقسيم على كتاب معين هو تلخيص المقولات هل فيه شرح زائد على مقتضيات الترجمة؟
الجواب: لا ..
¥