تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - الرقص

مذهب الحنفية أن مستحل الرقص كافر وهو التمايل والخفض والرفع بحركات موزونة كما يفعله بعض من ينتسب إلى التصوف.حاشية ابن عابدين (4/ 259)

ولا يحرم الرقص عند الشافعية إلا أن يكون فيه تكسر كفعل المخنث فيحرم.المنهاج للنووي (1/ 497)

يكره الرقص عند المالكية والحنابلة.حاشية الصاوي على الشرح الصغير (5/ 217)،الإنصاف (6/ 89) شرح منتهى الإرادات (2/ 277)

قال الصنعاني: وأما الرقص والتصفيق فشأن أهل الفسق، والخلاعة لا شأن من يحب الله، ويخشاه ... سبل السلام (5/ 1)

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (19/ 116) السؤال الرابع من الفتوى رقم (4230)

س4: هل يجوز للمسلم الرقص والدف؟

ج 4: الرقص للنساء وضرب الدف في مناسبات الزواج إذا لم يشترك فيه الرجال- لا نعلم فيه بأسا، وأما الرقص للرجال -سواء كان معه ضرب دف أم لا- لا نعلم له دليلا يدل على مشروعيته. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

وقال العثيمين رحمه الله:

وأما الرقص من النساء فهو قبيح لا نفتي بجوازه لما بلغنا من الأحداث التي تقع بين النساء بسببه، وأما إن كان من الرجال فهو أقبح، وهو

من تشبه الرجال بالنساء، ولا يخفى ما فيه، ... ." فتاوى إسلامية " (3/ 187).

وفي اللقاء الشهري [35] عام (1417هـ) المحرم ليلة الأحد السادس عشر من الشهر قال: الرقص للرجال محرم؛ لأن حقيقته تشبه الرجال بالنساء.

5 - الأخذ من اللحية دون القبضة،وحلقها.

وأما الأخذ منها وهي دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة ومخنثه الرجال فلم يبحه أحد اهـ حاشية ابن عابدين - (2/ 418)

وجاء في (التمهيد): يحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال. (1)

شهادة المخنّث:

صرّح الحنفيّة أنّ المخنّث الّذي لا تقبل شهادته هو الّذي في كلامه لين وتكسّر، إذا كان يتعمّد ذلك تشبّهاً بالنّساء. وأمّا إذا كان في كلامه لين، وفي أعضائه تكسّر خلقةً، ولم يشتهر بشيء من الأفعال الرّديئة، فهو عدل مقبول الشّهادة.

فتح القدير (17/ 130)،مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر (6/ 157)

واعتبر الشّافعيّة والحنابلة التّشبّه بالنّساء محرّماً تردّ به الشّهادة، ولا يخفى أنّ المراد بالتّشبّه التّعمّد، لا المشابهة الّتي تأتي طبعاً.

المهذب في فقه الإمام الشافعي للشيرازي - (2/ 325)، المجموع - (20/ 227)،المغني - (12/ 40)

واعتبر المالكيّة المجون ممّا تردّ به الشّهادة، ومن المجون التّخنّث.

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير - (4/ 166) حاشية الصاوي على الشرح الصغير - (9/ 393)

وعليه تكون المذاهب متّفقةً في التّفصيل الّذي أورده الحنفيّة.

من عظم شأن المخنثين:

قال شيخ الإسلام: فالذي يعظم المخنثين من الرجال ويجعل لهم من الرياسة والأمر على الأمر المحرم ما يجعل هو احق بلعنة الله وغضبه .... الاستقامة - (1/ 321)

عقوبة المخنّث:

الحالة الأولى:

المخنّث بالاختيار من غير ارتكاب الفعل القبيح معصية لا حدّ فيها ولا كفّارةً، فعقوبته عقوبة تعزيريّة تناسب حالة المجرم وشدّة الجرم. وقد ورد «أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عزّر المخنّثين بالنّفي، فأمر بإخراجهم من المدينة، وقال: أخرجوهم من بيوتكم» وكذلك فعل الصّحابة من بعده.

التعزير بالحبس:

مذهب الحنفية: أن المغني والمخنث والنائحة يعزرون ويحبسون حتى يحدثوا توبة.المبسوط (27/ 205)،حاشية ابن عابدين (4/ 67)

التعزير بالنفي:

ومذهب الشافعية والحنابلة:نفي المخنث مع أنه ليس بمعصية وإنما فعل للمصلحة.

أسنى المطالب في شرح روض الطالب (4/ 130)،مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (4/ 192)،الفتاوى الكبرى (5/ 529)،الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (10/ 250)،كشاف القناع عن متن الإقناع (6/ 128)

قال ابن القيم: من السياسة الشرعية نص عليه الإمام احمد قال في رواية المروزي وابن منصور

المخنث ينفي لأنه لا يقع منه إلا الفساد والتعرض له وللإمام نفيه إلى بلد يأمن فساد اهله وإن خاف عليه حبسه.بدائع الفوائد (3/ 694)

الحالة الثانية:

أمّا إن صدر منه مع تخنّثه تمكين الغير من فعل الفاحشة به، فقد اختلف في عقوبته، فذهب كثير من الفقهاء إلى أنّه تطبّق عليه عقوبة الزّنى.وذهب أبو حنيفة إلى أنّ عقوبته تعزيريّة قد تصل إلى القتل أو الإحراق أو الرّمي من شاهق جبل مع التّنكيس، لأنّ المنقول عن الصّحابة اختلافهم في هذه العقوبة.

المبسوط (11/ 78)،الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (2/ 209)،روضة الطالبين وعمدة المفتين (10/ 90)،المغني (10/ 155)

نصيحة إلى مخنث

وإننا لننصح المخنث:بالتوبة إلى الله تعالى،

وأن يتعلم العلم الشرعي الذي يرغبه في الطاعة، وينفره من المعصية،

وأن يلزم الصحبة الصالحة التي تحضه على الخير، وتعينه عليه،

وليعلم أن أعظم الناس خسارة الذي يخسر دنياه وأخراه،

وعليه بالإكثار من الدعاء فهو باب لتحقيق الأماني والوصول إلى ما عزم عليه من التوبة والإنابة،

والله أعلم.


(1) والحقيقة أنني بحثت عن هذا النقل في التمهيد عدة مرات لكنني لم أجده،والغريب أن عدد من المصادر الموثوقة نقلت هذا الكلام عن ابن عبد البر بالنص ومن نفس المصدر (التمهيد)، ولكنها لم تذكر الجزء والصفحة،ومن هذه المصادر فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ (2/ 37)،فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (5/ 135)،مجلة البحوث الإسلامية (62/ 52)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير