موضوع. رواه أبو نعيم (1/ 86، 4/ 174) من طريق محمد بن زكريا الغلابي: ثنا بشر بن مهران: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة موقوفا. وقال: " تفرد به بشر عن شريك ".
قلت: هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه.
وبشر بن مهران قال ابن أبي حاتم: " ترك أبي حديثه ". قال الذهبي: " قد روى عنه محمد بن زكريا الغلابي، لكن الغلابي متهم ".
قلت: ثم ساق هذا الحديث. والغلابي قال فيه الدارقطني: " يضع الحديث ". فهو آفته.
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 387) من طرق أخرى، وأقره السيوطي في " اللآلي " (1/ 368 - 369)، وزاد عليه طريقين آخرين أعلهما، هذا أحدهما وقال: " الغلابي متهم ". وقد روي بلفظ أتم منه وهو:
من سره أن يحيا حياتي، و يموت مماتي، و يسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، و ليوال وليه، و ليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم الله شفاعتي.
موضوع. أخرجه أبو نعيم (1/ 86) من طريق محمد بن جعفر بن عبد الرحيم: ثنا أحمد ابن محمد بن يزيد بن سليم: ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى – أخو محمد بن عمران -: ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال: " وهو غريب ".
قلت: وهذا إسناد مظلم، كل من دون ابن أبي رواد مجهولون، لم أجد من ذكرهم، غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر، قال ابن أبي خاتم (1/ 1/73): " كتبنا عنه وهو صدوق ". وله ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (2/ق 113 - 114).
وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات، التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في إثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها، وهي فضيلة علي رضي الله عنه.
ثم الحديث عزاه في " الجامع الكبير " (2/ 253/1) للرافعي أيضا عن ابن عباس. ثم رأيت ابن عساكر أخرجه في " تاريخ دمشق " (12/ 120/2) من طريق أبي نعيم ثم قال عقبه: " هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين ".
قلت: وكيف لا يكون منكرا وفيه مثل ذاك الدعاء! " لا أنا لهم الله شفاعتي " الذي لا يعهد مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يناسب مع خلقه صلى الله عليه وسلم ورأفته ورحمته بأمته.
وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب " المراجعات " عبد الحسين الموسوي نقلا عن كنز العمال (6/ 155 و 217 - 218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد، معرضا عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي!. انتهى كلامه في رده على صاحب المراجعات.
ورواية الرافعي معلقة من طريق أبي طاهر الحسن بن حمزة العلوي، عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن عمر بن حفص السدوسي، عن إسحاق بن بشر الكاهلي، عن يعقوب بن المغيرة الهاشمي، عن ابن داود (وهو ابن أبي رواد)، عن إسماعيل بن أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا نحو الذي قبله.
قلت: وهذا سند موضوع أيضا: أبو طاهر الحسن بن حمزة العلوي الرازي لم أجد له ترجمة، ولعله من ركّب هذا الإسناد، وإسحاق بن بشر الكاهلي متهم بالكذب، ويعقوب بن المغيرة الهاشمي، لعله يعقوب بن موسى الذي تقدم.
ولحديث ابن عباس المتقدم شاهد واه عن زيد بن أرقم:
أخرجه الطبراني في الكبير (5/رقم5067)، والآجري في الشريعة (4/رقم1590)، والحاكم في المستدرك (3/ 128)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 349 - 350)، والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (2/ 417 - 418)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج42/ 242) من طرق عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرف، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتوَلَّ علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلالة".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"!!!
وقال ابن منده [كما في الإصابة (2/ 587)]: "لا يصح".
وقال أبو نعيم: " غريب من حديث أبي إسحاق تفرد به يحيى عن عمار".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 108): "وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف".
قلت: لا يعتد بتصحيح الحاكم خاصة وأنه يتشيّع، ومعروف بتساهله في التصيحح؛ ففي إسناده يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني الكوفي متفق على ضعفه؛ قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال البخاري: "مضطرب الحديث"، وقال أبو حاتم الرازي: "ضعيف الحديث، ليس بالقوي"، وقال البزار: "يغلط في الأسانيد"، وقال ابن عدي: "كوفي من الشيعة".
فبالإضافة إلى ضعفه، هذا الحديث مما يؤيد بدعته، مما يزيد الحديث وهَناً على وهَن.
وفيه علل أخرى لا بأس بذكرها، وهي:
1 - تغير أبي إسحاق السبيعي وتدليسه، وقد عنعن في روايته هنا، ولا يدرى هل روى عنه عمار بن رزيق الكوفي قبل التغير أم بعده.
2 - زياد بن مطرف لا صحبة له، ولا يعرف إلا في هذا الحديث، تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي (من رواية يحي الأسلمي)، واختلف عليه في هذا الحديث، فقد رواه الطبري في الذيل المذيَّل، والطبراني في الكبير (5/رقم5067) وابن شاهين ومطين الحضرمي والباوردي ثلاثتهم في معرفة الصحابة [كما في الإصابة (2/ 587)] من طرق عن يحيى بن يعلى الأسلمي بإسناده سواء عن زياد بن مطرف مرسلاً به نحوه.
وهذا من اضطراب يحيى بن يعلى الأسلمي في هذا الحديث.