تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أراد قربةً قد تعيَّنت في جِيدها. ويقال سِقاء عَيَّنٌ، إذا كانت فيه كالعُيون، وهو الذي قد ذكرناه، وأنشد:

ما بالُ عينِي كالشَّعيب العَيَّنِ

وقالوا في قول الطرِمَّاح:

فأَخْضَلَ منها كلَّ بالٍ وعَيّنٍ

وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المتباطنِ

إنّ العيّن: الجَديد بلغة طيّ، وهذا عندنا مما لا معنَىَ له، إنّما العيّن الذي به عُيون، وهي التي ذكرناها من عيون السّقاء؛ وإنّما غَلِط القومُ لأنّهم رأوا بَالِيًا وعيّنًا، فذهبوا إلى أنَّ الشاعر أراد كلَّ جديدٍ وبال، وهذا خطأ، لأنّ البالي الذي بَلَيَ، والعيّن: الذي يكون به عُيون، وقد تكون القربةُ الجديدُ ذاتَ عُيونٍ لعيبٍ في الجلد، والدَّليل على ما قلناه قولُ القطاميّ:

ولكنّ الأديم إذا تفرَّى

بِلًى وتعيُّنًا غلَبَ الصَّنَاعا

ومن باقي كلامهم في العَين: العِينُ: البَقَر، وتوصف البقرة بسَعَة العين فيقال: بقرة عيناءُ، والرّجُل أعين؛ قال الخليل: ولا يقال ثورٌ أعْين، وقال غيره: يقال ثورٌ أعين، قال ذو الرّمَّة:

رفيقُ أعْيَنَ ذَيَّال تشبّه

فَحلَ الهِجانِ تنحَّى غيرَ مخلوجِ

قال الخليل: الأعيَن اسمُ الثور، (ويقال) مُعَيَّن أيضًا، قال:

ومعيَّنًا يحوِي الصّوَار كأنّه

متخمّط قَطِمٌ إذا ما بَرْبَرا

ويقال قوافٌ عِينٌ، وسئل الأصمعيُّ عن تفسيرها فقال: لا أعرِفُه، وهذا من الورَع الذي كان يستعمله في تركه تفسيرَ القرآن، فكأنّه لم يفسّر العِينَ كما لم يفسّر الحُور لأنَّهما لفظتان في القرآن. قال الله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كأَمْثَال اللُّؤْلُؤِ المَكْنُون} (الواقعة22، 23)؛ إنَّما المعنى في القوافي العِينِ أنّها نافذةٌ كالشَّىء النافذ البصر، قال الهُزَليّ:

بكلامِ خَصْمٍ أو جدالِ مُجادلٍ

غَلقٍ يُعالِجُ أو قوافٍ عينِ

ومن الباب قولهم: أعيان القَوم، أي أشرافهم، وهمْ قياسُ ما ذكرناه، كأنَّهم عيونُهم التي بها ينظرون؛ وكذلك الإِخوة، قال الخليل: تقول لكلّ إخوةٍ يكونون لأبٍ وأُمّ ولهم إخوةٌ من أمّهات شتّى: هؤلاء أعيانُ إخوتهم، وهذا أيضًا مقيسٌ على ما ذكرناه. وعِيَنةُ كلّ شىءٍ: خيارُه، يستوي فيه الذكر والأنثى، كما يقال هذا عَيْنُ الشىء وعِينَتُه، أي أجودُه، لأن أصفَى ما في وجه الإنسان عينُه.

ومن الباب: ابنا عِيَانٍ: خطَّانِ يخُطُّهما الزاجر ويقول: ابنَيْ عِيان، أسرِعا البيان كأنّه بهما ينظر إلى ما يريد أنْ يعلمَه، وقال الرّاعي يصف قِدْحًا:

جَرَى ابنا عِيانٍ بالشّوَاء المُضَهَّبِ

ويقال: نظَرَت البلادُ بعينٍ أو بعينَين، إذا طَلَعَ النّبتُ. وكلُّ هدا محمولٌ واستعارةٌ وتشبيه، قال الشاعر:

إذا نظرتْ بِلادُ بني نُميرٍ

بعَينٍ أو بلادُ بني صُبَاحِ

رميناهُمْ بكلّ أقَبَّ نَهْدٍ

وفتيانِ العشِية والصّباحِ

ومن الباب: العَين، وهو المال العَتِيد الحاضر، يقال هو عَينٌ غير دَين، أي هو مال حاضرٌ تراه العيونُ، وعينُ الشَّىء: نفسُه، تقول: خذ دِرْهَمك بعينه؛ فأمّا قولهم للمَيْل في الميزان عين فهو من هذا أيضًا، لأنَّ العَيْن كالزّيادة في الميزان. وقال الخليل: العِينَة: السَّلَف، يقال تعيَّن فلانٌ من فلانٍ عِينةً، وعيَّنَهُ تعيينًا؛ قال الخليل: واشتقّت من عين الميزان، وهي زيادتُه، وهذا الذي ذكره الخليلُ (صحيحٌ)، لأن العِينة لا بدّ أن تجرّ زيادة.

ويقال من العِينة: اعتَانَ، وأنشد:

فكيف لنا بالشُّرب إنْ لم تكن لنا

دراهمُ عند الحانَوِيّ ولا نَقْدُ

أنَدَّانُ أم نعتانُ أمْ ينبري لنا

فتًى مثلُ نَصْل السَّيف أبرزَه الغِمْدُ

ومن الباب عَين الرَّكِيَّة، وهما عينانِ كأنهما نُقرتانِ في مقدَّمها.

ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 02:52 ص]ـ

جزيت خيرا.

ولكل عين في كل بيت معنى مختلف.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 01 - 04, 05:12 ص]ـ

ولكل عين في كل بيت معنى مختلف ..

وهذا هو مكمن جمالها ..

جزاك الله خيرا

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 11:11 م]ـ

- ويماثل ما ذكره الأخ الفاضل أبو الوفا، ما ذكره الزبيدي في تاج العروس من قصدية طويلة جميلة - من الوافر - منتهية ومضمنة لكلمة (عجوز)، وبجانب كل بيت معنى العجوز المقصود في ذلك البيت في لغة العرب والتي بلغت سبعة وسبعين معنى، أو نيفاً وثمانين كما ذكر ذلك الفيروزآبادي.

- ولولا عدم وجود الكتاب لديَّ لنقلت إليكم القصيدة بتمامها.

ولعل أحد الإخوة ممن لديه الكتاب أن ينقل إلينا تلك القصيدة.

وأسهِّل لكم مكانها في الكتاب، فهي في (4/ 50 - 51).

-----

- فاصلة: هل لي أن أجد كتاب تاج العروس للزبيدي على الشبكة في هيئة وورد.

وجزاكم الله خيراً.

ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[14 - 01 - 04, 12:56 ص]ـ

الاخ الفاضل أبو عمر سلمه الله

جزاكم الله خيرا.

وان لم يتفضل أحد الاخوة بذكر معاني العيون فانني سأذكرها نقلا عن المصدر.

ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 01 - 04, 04:12 ص]ـ

الأبيات موجودة في المنتدى الآن ..

قد نقلها شيخنا الفاضل الفقيه أبو عمر حفظه الله ..

في خزانة الكتب والطبعات ..

إجابة لسؤال الشيخ أبو عمر السمرقندي عن وجود كتاب تاج العروس على الشبكة ..

فياليت أحد الإخوة ممن يجد فسحة من الوقت أن ينسقها لتصبح سهلة القراءة ولا ينقلها مباشرة بدون تنسيق ..

وجزى الله من تسبب فيها ومن أتى بها .. ومن قرأها ..

وجزاكم الله خيراً .. -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير