ـ[د. م. موراني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 03:57 م]ـ
اجابة على سؤال المقريء الفاضل:
(من قصدت بالأقدمين وإلى أي قرن بحثت حتى تكون رؤيتك في بحثك واضحة؟)
عندما أتيحت الفرصة لي أن أبحث في المخطوطات التي تحفظ عليها المكتبة العتيقة بالقيروان تركزت على تأريخ المذهب المدني الذي نسميه اليوم بالمذهب المالكي أي ابتداء من منتصف القرن الثاني (عصر ما أسفرت عنه الكتب الفقهية قبل تأليف الموطأ لمالك) الى أواخر القرن الخامس عندما قضى هجوم بني هلال على الحياة العلمية بالقيروان.
وفي ذلك العصر كتب جميع الكتب على الرق الا القليل النادر منها.
وهناك عدة كتب التي ألفت بين الموطأ لمالك (برواياته) والمدونة لسحنون وعلق العلماء من أواخر القرن الثاني الى أواخر الخامس على المدونة تعليقات يمكن دراساتها في عديد من الحواشي في مخطوطات المدونة المحفوظة في مكتبات المغرب , كما هناك عديد من الأجزاء الكاملة والمبتورة تحتوي على تفسير الموطأ وشروحه فقهيا ولغويا.
أما ما جاء بعد هذا العصر من الكتب فهي في الغالب تعليقات ومختصرات على المختصرات الخ.
لا شكّ أن القرون الأولى المذكورة كانت أكثر ازدهارا مما تليها من القرون فما جاء به الأقدمين لم يهتم به البحث اهتماما ما , للأسف.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 04, 08:07 ص]ـ
ما ذكره الدكتور موراني صحيح لا غبار عليه
لكن عندي سؤال لك يا دكتور موراني
لماذا درست الفقه الإسلامي وأجهدت عمرك بطلبه؟ عندك اطلاع واسع جداً على كتب المالكية (وغيرهم) المطبوعة والمخطوطة. فما هو هدفك؟ أنت لست نصرانياً متديناً، ولست مهتماً بالتبشير. وليس هذا الاختصاص مفتاحاً للثروة. ولست مسلماً تبتغ الأجر من الله تعالى. والأمر قد تجاوز كثيراً أن يكون مجرد هواية أو فضول!!
وإن شئت أن ترسل الجواب على الخاص، فلا مانع.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[06 - 12 - 04, 03:47 م]ـ
- د: موراني:
لقد أحسن الأحباب - في مشاركاتهم- الرد على ما تفضلت به، وفي كلامهم غنية ومقنع، ولكني عرفت من طريقتك أنك تحب الجواب المباشر، وهذا قد لا يتأتى دائما، ويكون في غيره مقنع لمن أنصف.
ومع هذا إليك جواب ما ذكرت، وعلى الشرط الذي تحب إن شاء الله، وما جوابي عن هذا وغيره إلا لما فهمته من طريقتك في إيراداتك أنك تحب النشاط والمراجعة في مصادر التراث، والبحث الدؤوب لأهل الحديث:
جاء في كتاب (جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام) المشهور بفتاوى البرزلي 1/ 391 - 392 (وللنساء عادة أنهن يصلين في الجامع، وفي سقائفه، ويكثر الناس يوم الجمعة، فربما اتصلت صفوف الرجال بالنساء، وربما خالط بعض النساء الرجال، واتفق رأي القاضي وبعض الشيوخ على أن تجعل مقصورة في بعض السقائف منه للنساء، وتثبت للسترة بالآجر، ويصلي النساء فيها في أوقات الصلاة، فقام محتسب من طلبة العلم، وقال: لا يحدث في الجامع ما لم يكن فيه قديما حتى يستشار أهل العلم ...
فأجاب – أبوالحسن اللخمي رحمه الله - ... وإذا كان الموضع الذي تصلي النساء فيه للرجال إليه حاجة، ولو لم يسبقه النساء لصلى فيه الرجال لم يبن هناك شيء، ومنع النساء الإتيان، والرجال أحق به، ولو لم يضق على الرجال، ولم يحتاجوا لذلك الموضع كان بناء سترة بينهم وحاجز حسنا).
أرجو أن يكون هذا النقل قد أدى الغرض وحسم الأمر. وهات غيرها، د: موراني، فطلبة العلم من أهل الملتقى يحبون من يحفزهم على البحث، وما أظنهم يقصرون.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[06 - 12 - 04, 05:02 م]ـ
لا يحدث في الجامع ما لم يكن فيه قديما حتى يستشار أهل العلم ...
الفهم الصحيح , حديثك وجيه وهو الصواب عندما تأتي بمصدر مثل هذا. ويتبين من خلال الفتوى أن الحاجز وغيره لم يكن العادة , بل الاستثناء. أما اللخمي (ت 478) فهو تقريبا آخر علماء القيروان قبل هجوم بني هلال , صاحب التبصرة.
وفقا لما أتيت بمصدر مشكورا سأراجع كتاب التبصرة فربما أجد شبيها له فيه. وجدير أن يذكر أن اللخمي لا يحيل الى الأقدمين في هذه المسألة.