تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو حنيفة إذا رضيت المرأة وبعض الأولياء لم يكن لباقى الأولياء فسخ لأن هذا الحق لا يتجزأ , وقد أسقط بعض الشركاء حقه فسقط جميعه كالقصاص

ولنا , (ابن قدامه) أن كل واحد من الأولياء يعتبر رضاه فلم يسقط برضا غيره كالمرأة مع الولي فأما القصاص فلا يثبت لكل واحد كاملا , فإذا سقط بعضه تعذر استيفاؤه وهاهنا بخلافه , ولأنه لو زوجها بدون مهر مثلها ملك الباقون عندهم الاعتراض مع أنه خالص حقها , فهاهنا مع أنه حق لهم أولى وسواء كانوا متساوين في الدرجة أو متفاوتين فزوج الأقرب , مثل أن يزوج الأب بغير كفء فإن للإخوة الفسخ وقال مالك والشافعي ليس لهم فسخ إذا زوج الأقرب لأنه لا حق للأبعد معه فرضاؤه لا يعتبر ولنا , (ابن قدامه) أنه ولي في حال يلحقه العار بفقد الكفاءة فملك الفسخ كالمتساويين.

مسألة:

قال: والكفء ذو الدين والمنصب يعني بالمنصب الحسب وهو النسب

واختلفت الرواية عن أحمد في شروط الكفاءة , فعنه هما شرطان الدين والمنصب لا غير

وعنه أنها خمسة هذان , والحرية والصناعة واليسار وذكر القاضي , في ((المجرد)) أن فقد هذه الثلاثة لا يبطل النكاح رواية واحدة وإنما الروايتان في الشرطين الأولين قال: ويتوجه أن المبطل عدم الكفاءة في النسب لا غير لأنه نقص لازم , وما عداه غير لازم ولا يتعدى نقصه إلى الولد وذكر في ((الجامع)) الروايتين في جميع الشروط وذكره أبو الخطاب أيضا.

وقال مالك: الكفاءة في الدين لا غير قال ابن عبد البر: هذا جملة مذهب مالك وأصحابه

وعن الشافعي كقول مالك وقول آخر أنها الخمسة التي ذكرناها , والسلامة من العيوب الأربعة فتكون ستة

وكذلك قول أبي حنيفة والثوري , والحسن بن حي إلا في الصنعة والسلامة من العيوب الأربعة ولم يعتبر محمد بن الحسن الدين إلا أن يكون ممن يسكر ويخرج ويسخر منه.

والدليل على اعتبار النسب في الكفاءة قول عمر رضي الله عنه: لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء قال: قلت: وما الأكفاء؟ قال في الحسب رواه أبو بكر عبد العزيز بإسناده ولأن العرب يعدون الكفاءة في النسب , ويأنفون من نكاح الموالى ويرون ذلك نقصا وعارا فإذا أطلقت الكفاءة , وجب حملها على المتعارف ولأن في فقد ذلك عارا ونقصا فوجب أن يعتبر في الكفاءة كالدين.

والكفاءة معتبرة في الرجل دون المرأة فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا مكافئ له وقد تزوج من أحياء العرب وتزوج صفية بنت حيي , وتسرى بالإماء وقال: ((من كانت عنده جارية فعلمها , وأحسن تعليمها وأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها , فله أجران)) متفق عليه ولأن الولد يشرف بشرف أبيه لا بأمه فلم يعتبر ذلك في الأم.

ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[03 - 12 - 04, 01:08 م]ـ

والبعد عن الألفاظ المستبشعة في حق الأئمة الأعلام،

والكلام بعلم وحلم وعدل – بارك الله فيكم -.

حياكم الله ذا الفهم الصحيح .. ولا أظن أن الحديث حام حول الكلام المستبشع .. -وهي ليست من بضاعتنا - العبارة الأخرى هي ما نريده من الإخوة جميعا .. وأنت منهم ..

أخي ابن عبد البر يا من شرفك الله بخدمة كتاب الإمام مالك (الموطأ) الذي تضمن من الأحاديث أصحها، ومن الآثار أحسنها، كيف – وأنت من أعرف الناس بمذهب إمام دار الهجرة - تصف النقول المبتورة، والموضوعة في غير سياقها، بأنها موفقة؟ وفي الصميم .. فأي صميم؟ - أحسن الله إليك – فهلا كان سؤالك قبل هذا الوصف؟ ..

موفق النقل أي في صميم الموضوع ولم أتطرق للتفنيد والأصل حسن الظن .. لأنني ناقشت فيها بعض الأفاضل وذهب أكثر الوقت في غير صلب الموضوع ففرحت أن أجد نقلا في صميم موضوعنا - حين كنت أحسبه كذلك - .. عفا الله عني وعنك ..

وأنت تتحفظ على قول أخيك أبي أسامة الحنبلي بأن هذه عصبية متأصلة، فكيف لو سمعت الذي نقل لك عن الإمام ما نقل يصف هذه بالعنصرية، فماذا تقول إذا؟ والعنصرية مذهب قد عرف خبث منبته، فكيف توصف به اجتهادات من أجمع الناس على علمه وفضله؟ أليس هذا من أعاجيب الزمان؟!!

أخي أنكرت على أخي التعجّل في الحكم .. قبل المدارسة وإيضاح الحجج ..

ثم أخي .. أي مقارنة هذه .. ألم ترَ أن السيف ينقص قدره * ......

وهل أنا وصفت الإمام مالك -عليه رحمة الله - .. بلى من أعاجيب الزمان .. أن تنسب لي شيئا أنا منه براء .. .. أرجوا أن ينصب الجهد على حشد الحجج والبراهين .. دلني وإياك للصواب .. ووفقنا لفهمه وقبوله ..

أما النقل الذي ذكر لك فهو في أمر آخر يتعلق بمسألة الولاية في النكاح

الأصل في الإخوة السلامة وليس الشك .. ولذا أشكره على مشاركته .. ولا أزكيها .. بل سأرجع لها وسأرجع حتى لنقلك بارك الله فيك ..

ثم انطلقوا أيها الأحباب - راشدين موفقين - في مناقشة مذاهب أهل العلم في هذه المسألة.

لعلك ذا الفهم الصحيح أن تشاركنا المدارسة فيها .. فنحن بحاجة لفهم كفهمك وتدقيق يبين مواضع النقص .. ويسعى في البناء ..

أشكر لك نقولك الوافية .. والتي هي في صميم بحثنا غفر الله لي ولك ..

ودخولي كان لأنقل شيئا يعارض النقل الذي نقدته من الشيخ محمد الأمين حفظه الله ..

وهو مانقله المباركفوري في التحفة (قول الإمام الطيبي: وفي الحديث دليل لمالك , فإنه يقول لا يراعى في الكفاءة إلا الدين وحده.) 4/ 173.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير