تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما معنى نسخ الآيات؟]

ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 12 - 04, 01:17 م]ـ

ما معني نسخ آيات؟ و ما المقصود ب ((و ما ننسخ من آيه أو ننسها نأت بخير منها)) إلي آخر الآية

أرجو إفادتي في ذلك جزاكم الله خيرا ..............

ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[28 - 12 - 04, 09:07 م]ـ

جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن موضوعك قيم وقد يطرح الشخص السؤال وهو يعرف لإجابة ولكن من باب أن يستفد منه آخرين

وتفصيل الناسخ والمسوخ يحتاج طالب العلم إلى الرجوع إلى المراجع المعرفة تفاصيل ذلك ولا يكفيه سؤال عابر وإجابة مقتضبة.

ولكن من باب المشاركة، إليكم تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه لهذه لآية من كتاب تفسيره لسورة البقرة والذي أشتمل على فوائد جمة أسأل الله أن ينفعني وأياكم به

(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:106)

التفسير:

. {106} قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} ةت8ن0 فيها ثلاث قراءات؛ الأولى: بفتح النون الأولى في {نَنسخ}؛ وضمها في {نُنسها} بدون همز؛ والثانية: بفتح النون الأولى في {نَنسخ}؛ وفتحها في {نَنسأها} مع الهمز؛ والثالثة بضم النون الأولى في {نُنسخ}؛ وضمها في {نُنسها} بدون همز ..

قوله تعالى: {ما ننسخ من آية ... }؛ {ما}: شرطية؛ وهي اسم شرط جازم يجزم فعلين؛ الأول: فعل الشرط: {ننسخ}؛ والثاني: جوابه: {نأت}؛ وأما قوله تعالى: {أو ننسها} فهي معطوفة على (ننسخ)

وقوله تعالى: {ننسخ من آية أو ننسها} بضمير الجمع للتعظيم؛ وليس للتعدد؛ لأن الله واحد؛ و"النسخ" معناه في اللغة: الإزالة؛ أو ما يشبه النقل؛ فالأول كقولهم: "نسخت الشمس الظل" يعني أزالته؛ والثاني كقولهم: "نسخت الكتاب"؛ إذ ناسخ الكتاب لم يزله، ولم ينقله؛ وإنما نقش حروفه، وكلماته؛ لأنه لو كان "نسخ الكتاب" يعني نقله كان إذا نسخته انمحت حروفه من الأول؛ وليس الأمر كذلك؛ أما في الشرع: فإنه رفع حكم دليل شرعي، أو لفظه، بدليل شرعي؛ و {مِن} لبيان الجنس؛ لأن {ما} اسم شرط جازم مبهم؛ والمراد بـ "الآية" الآية الشرعية؛ لأنها محل النسخ الذي به الأمر والنهي دون الآية الكونية ..

وقوله: {ننسها} من النسيان؛ وهو ذهول القلب عن معلوم؛ وأما {ننسأها} فهو من "النسأ"؛ وهو التأخير؛ ومعناه: تأخير الحكم، أو تأخير الإنزال؛ أي أن الله يؤخر إنزالها، فتكون الآية لم تنزل بعد؛ ولكن الله سبحانه وتعالى أبدلها بغيرها؛ وأما على قراءة {ننسها} فهو من النسيان؛ بمعنى نجعل الرسول صلى الله عليه وسلم ينساها، كما في قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله} [الأعلى: 6. 7]؛ والمراد به هنا رفع الآية؛ وليس مجرد النسيان؛ لأن مجرد النسيان لا يقتضي النسخ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد ينسى بعض الآية؛ وهي باقية كما في الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة فترك شيئاً لم يقرأه فقال له رجل: تركت آية كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلَّا أذكرتنيها (1) " ..

قوله تعالى: {نأت بخير منها} هو جواب الشرط؛ والخيرية هنا بالنسبة للمكلف؛ ووجه الخيرية. كما يقول العلماء. أن النسخ إن كان إلى أشد فالخيرية بكثرة الثواب؛ وإن كان إلى أخف فالخيرية بالتسهيل على العباد مع تمام الأجر؛ وإن كان بالمماثل فالخيرية باستسلام العبد لأحكام الله عز وجل، وتمام انقياده لها، كما قال تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [البقرة: 143] ..

قوله تعالى: {أو مثلها} أي نأتي بمثلها ..

الفوائد:

.1 من فوائد الآية: ثبوت النسخ، وأنه جائز عقلاً، وواقع شرعاً؛ وهذا ما اتفقت عليه الأمة إلا أبا مسلم الأصفهاني؛ فإنه زعم أن النسخ مستحيل؛ وأجاب عما ثبت نسخه بأن هذا من باب التخصيص؛ وليس من باب النسخ؛ وذلك لأن الأحكام النازلة ليس لها أمد تنتهي إليه؛ بل أمدها إلى يوم القيامة؛ فإذا نُسِخت فمعناه أننا خصصنا الزمن الذي بعد النسخ. أي أخرجناه من الحكم.؛ فمثلاً: وجوب مصابرة الإنسان لعشرة حين نزل كان واجباً إلى يوم القيامة شاملاً لجميع الأزمان؛ فلما نُسخ أخرج بعض الزمن الذي شمله الحكم، فصار هذا تخصيصاً؛ وعلى هذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير