تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف التوفيق بين هذين الحديثين؟]

ـ[السعيدي]ــــــــ[21 - 12 - 04, 10:42 م]ـ

[كيف التوفيق بين هذين الحديثين؟]

الحديث الأول: يتكلم أن إبراهيم عليه السلام هو الذي حرم مكة، ففي

صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري

3187 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحد، فقال: (هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم ما بين لابتيها).

صحيح مسلم. الإصدار 2.06 - للإمام مسلم

475 - (1374) حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية. حدثنا أبي عن وهب، عن يحيى بن أبي إسحاق؛ أنه حدث عن أبي سعيد مولى المهري؛ أنه أصابهم بالمدينة جهد وشدة. وأنه أتى أبا سعيد الخدري. فقال له:

إني كثير العيال. وقد أصابتنا شدة. فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف. فقال أبو سعيد: لا تفعل. الزم المدينة. فإنا خرجنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم (أظن أنه قال) حتى قدمنا عسفان. فأقام بها ليالي. فقال الناس: والله! ما نحن ههنا في شيء. وإن عيالنا لخلوف. ما نأمن عليهم. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذا الذي بلغني من حديثكم؟ (ما أدري كيف قال) والذي أحلف به، أو والذي نفسي بيده! لقد هممت أو إن شئتم (لا أدري أيتهما قال) لآمرن بناقتي ترحل. ثم لا أحل لها عقدة حتى أقدم المدينة". وقال: "اللهم! إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما. وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها

وبين الاحاديث التي تدل على أن الله هو الذي حرم مكة:

صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري

........... وأبصرته عيناي حين تكلم به: حمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما، ولا يعضد فيها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب)

صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري

........ وقال يوم فتح مكة: (إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه).

وجزاكم الله خيرا

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 12 - 04, 10:50 م]ـ

تكلم عليها الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله في أول كتابه (الأجوبة عن المسائل المستغربة) ص93 - 111 بتحقيق عبدالخالق بن محمد ماضي-وقف السلام الخيري.

وتجد مخطوط الكتاب على هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=81951#post81951

ـ[السعيدي]ــــــــ[21 - 12 - 04, 11:09 م]ـ

جزاك الله خيرا يا اخ عبدالرحمن على سرعة الرد

ولكن هل لي بمعرفة الراجح من هذين القولين دون قراءة كل الكتاب المذكور آنفاً، وجزاك الله خيرا

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 12 - 04, 11:26 م]ـ

وجزاكم الله خيرا

يقول تعالى {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (91) سورة النمل

قال ابن عبدالبر رحمه الله في التوفيق بين ظاهر الآية الذي يدل على أن الله سبحانه وتعالى هو الذي حرم مكة وبين الحديث (اللهم إن إبراهيم حرم مكة)

ومعناه عندي والله أعلم أن إبراهيم عليه السلام أعلم بتحريم مكة، وعُلم أنها حرام بإخباره فكأنه حرمها، إذ لم يعرف تحريمها أولا في زمانه إلا على لسانه كما أضاف عزوجل التوفي مرة إليه بقوله (الله يتوفى الأنفس) ومرة إلى الملك بقوله (الذين تتوافهم الملائكة) وجائز أن يضاف الشيء إلى من له فيه سبب في كلام العرب.

ويحتمل أن يكون معناه أن إبراهيم منع الصيد بمكة والقتال فيها ونحو ذلك وإني أمنع من مثل ذلك في المدينة والتحريم في كلام العرب المنع، تقول العرب حرمت عليك داري أي منعتك من دخولها وقال تعالى (وحرمنا عليه المراضع من قبل) وموسى صغير لاتلحقه عبادة وإنما أراد منعناه قبول المراضع وكما يدل أيضا أن الله حرم وليس إبراهيم الذي حرمها كما روى عمرو عن أنس قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبدالله بن عياش بن أبي ربيعة: أنت القائل لمكة خير من المدينة؟ فقال هي حرم الله وأمنه وفيها بيته، فقال عمر لاأقول حرم الله شيئا ولم يقل له لاتقل حرم الله وحرم إبراهيم.

وفي حديث مالك وغيره عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((اللهم إن إبراهيم دعا لمكة)) وهذا أولى من رواية من روى (أن إبراهيم حرم مكة)، وقد ثبت بالآثار الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الله حرمها ولم يحرمها الناس وأنها بلد حرام حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض) وهذا مشهور صحيح عند أهل الأثر وجماعة أهل السير، فلا وجه لما خالفه من الرواية على أنها ليست بالقوية، ولو صحت لكان معناها ما ذكرنا، والله أعلم) انتهى كلام الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير