[هل صح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ أنه رأى مجلس علم ومجلس ذكر فجلس في العلم؟؟]
ـ[أمين هشام]ــــــــ[25 - 12 - 04, 12:17 ص]ـ
أنه رأى مجلس علم ومجلس ذكر فجلس في العلم؟؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 12 - 04, 09:51 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأوفيان على أكمل خلق الله وبعد ..
فيه حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضى الله عنهما، وله طريقان:
[الطريق الأولى] قال الإمام الدارمى السمرقندى (352): أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِمَجْلِسَيْنِ فِي مَسْجِدِهِ، فَقَالَ: ((كِلاهُمَا عَلَى خَيْرٍ، وَأَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ، أَمَّا هَؤُلاءِ، فَيَدْعُونَ اللهَ وَيَرْغَبُونَ إِلَيْهِ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَأَمَّا هَؤُلاءِ، فَيَتَعَلَّمُونَ الْفِقْهَ أَوْ الْعِلْمَ، وَيُعَلِّمُونَ الْجَاهِلَ، فَهُمْ أَفْضَلُ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمَاً))، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ فِيهِمْ.
وأخرجه كذلك الطيالسى (2251)، والحسين المروزى ((زهد ابن المبارك)) (1388)، والبزار (2458)، والحارث بن أبى أسامة (40. زوائد الهيثمى)، والبيهقى ((المدخل إلى السنن)) (ص306)، والفادانى ((العجالة فى الأحاديث المسلسلة)) (ص80،69) من طرق عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو به.
رواه هكذا عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الأَفْرِيقِىِّ الأئمة: عَبْدُ اللهِ بْنُ المباركِ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ المقرئُ، وعُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، وجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ الكوفىُّ. وقد خولفوا على سنده كما فى الطريق الثانية.
[الطريق الثانية] قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِحَلْقَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللهَ، وَالأُخْرَى يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ، هَؤُلاءِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللهَ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلاءِ يَتَعَلَّمُونَ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّماً))، فَجَلَسَ مَعَهُمْ يعنى مجلس العلم.
وقال الحافظ البوصيرى فى ((مصباح الزجاجة)) (1/ 32): ((هذا إسناد فيه داود وبكر وعبد الرحمن، وهم ضعفاء)).
قلت: فكأنه ضعَّف الحديث بهذا الإسناد، وهذا متجَّهٌ، ولا اعتراض عليه، لحال دَاوُدِ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، وبَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، فهما بيَّنا الأمر فى الضعفاء.
وذهب الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ إلى تضعيف الحديث بمجموع إسناديه، ولم يزد على قوله عن أولهما فى ((سلسلته الضعيفة)) (1/ 22/11): ((هذا سند ضعيف، فإنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زِيَادِ وابْنَ رَافِعٍ ضعيفان، كما قال الحافظ ابن حجر فى ((تقريب التهذيب)) اهـ.
وفيما ذهب إليه من القول بتضعيف عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التنوخى، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الأَفْرِيقِىِّ بإطلاقٍ نظر وبحث طويل، إذ لم يقع الاتفاق على تضعيفهما كما نقله الشيخ عن الحافظ.
فمن التنبيه العابر على مناط هذا الاختلاف، ما يتقوَّى به حال عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التنوخى. فقد قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين: ثقة. وكذا قال النسائي. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال محمد بن سعد: كان ثقة إن شاء الله توفى في خلافه هشام بن عبد الملك. واستشهد به البخاري في ((الصحيح))، وخرَّج له فى ((الأدب المفرد)) حديثاً:
قال أبو عبد الله (307): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ أخبرنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكثر أن يدعو: ((اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ الصَّحَّةَ، وَالْعِفَّةَ، وَالأَمَانَةَ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ، وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ)).
وأما عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الأَفْرِيقِىُّ، فمما يطول البحث فى توثيقه.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
¥