[لا تقبل رواية الكافر الأنه لا ينفك غالبا عن بغض المسلمين والكيد لهم]
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[11 - 12 - 04, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يدخل منتديات المسلمين من ليس منهم ثم يأتون بروايات ومعلومات عن كتب ومخطوطات ونحوها ولا يخفى على الجميع أن من شروط قبول الروية أن تكون من مسلم
وهذا ما قاله الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن الجبرين في كتابه خبر الآحاد في الحديث النبوي حيث قال
والذي اتفق عليه من الشروط في الراوي أربعة:
منها الإسلام: فلا تقبل رواية الكافر، كتابياًّ كان أو وثنيّاً أو دهريّاً؛ ولو جرب بالصدق وتوفرت فيه بقية شروط القبول؛ وما ذاك إلا لعدم انفكاكه غالباً عن البغض للمسلمين والكيد لهم، مما يحمله على أن يلبس عليهم دينهم، وقد قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع مِلتهم) (البقرة:120)، فعداوتهم لأهل الإسلام إنما أثارها الخلاف في الدين، لمعرفتهم بأن المسلمين إنما تغَّلبوا عليهم وقهروهم بسبب هذا الدين، فلا جرم كان الكافر مظنة تعمد الكذب في الرواية.
أما الكافر المتأول كمن جحد شيئاً من شعائر الدين المعلومة من الدين بالضرورة، وكغلاة الجهمية نفاة الصفات، والمشبهة الغالين في الإثبات؛ ففي قبول خبر أحدهم خلاف، وأكثر المتكلمين على عدم القبول، وهو اختيار الآمدي؛ لقوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا) (الحجرات:6). وهو فاسق وزيادة، فأما من فيه بدعة غير مكفرة فلعل الأرجح قبول خبره، إذا عرف تحرجه عن الكذب، ولم يكن من الدعاة إلى بدعته، ولم يرو ما يقوي مذهبه، حيث إنه على مذهب يعتقد صحته، ويتأول ما خالفه، وينتمي إلى الإسلام، ويصدق بالرسالة، وقد روى البخاري وغيره لبعض من رمي بشيء من البدع كالتشيع وإنكار القدر ولكنهم تحققوا من أولئك الصدق، والتثبت في الرواية.
فإن روى المبتدع ما يقوي بدعته لم يقبل منه، فإن العادة تقتضي تساهله في روايته، لموافقته ما تميل إليه نفسه.
وهكذا لا يقبل خبره إن كان من الدعاة إلى بدعته، إهانة له، حيث نَصَّب نفسه في الدعاء إلى هذا المنكر، ففي ترك الرواية عنه إماتة لذكره، وتنفير للناس عن الإصغاء إلى كلامه.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 12 - 04, 06:24 م]ـ
جزيت خيرا لكن أظن أن كلام الشيخ ابن جبرين لاينطبق على استدلالك فهو يتكلم عن الرواية ولايتكلم عن غيرها والكتابة غير ولايخفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج) وقال (لاتصدقوا بني إسرائيل ولاتكذبوهم) فما أظن أن الكلام الذي نقله عن ابن جبرين ينطبق على استدلالك
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[11 - 12 - 04, 07:58 م]ـ
أخي عبد الله ابن خميس وفقك الله شكرا على مداخلتك
أخي أنا لم أقل إنهم لا يصدقون ففيهم من يصدق وفيهم من يكذب ولكن قلت لا تقبل رويتهم وهذا عمل أهل الإسلام ولا نصدقها حتى يثبت لنا صدقهم بطريق صحيح وقولهم وجدنا كذا وكذا في كتاب كذا أو في مخطوط كذا من باب لإخبار فلا أصدقه ولا أكذبه ولكن لا أقبله حتى يتبين لي صدقه وإن كانت أقوالهم مقبولة على بعضهم وفي بعض الأحكام كالوصية في حال عدم وجود مسلمين ونحوها ليس مجال تفصيلها هنا.
وتأمل قول الله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 75).
وقال تعالى (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 78).
وقال تعالى (وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) (المائدة: 103).
وقال تعالى (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل: 105).