تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكرني ربي؟ قال: نعم. فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من رجاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا بعد كربنا، والحمد لله الذي هو ثقتنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا" اهـ،, أقول, هذا المذكور هنا هو النبي المسمى دانيال الأكبر وهو صاحب عزير وأرميا وحزقيال وأنبياء بني إسرائيل عليهم السلام.

أما رواية ابن أبي الدنيا التي رواها في أحكام القبور بسند مرسل عن أبي بلال محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال حدثنا أبو محمد القاسم بن عبد الله عن أبي الأشعث الأحمري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن دانيال دعا ربه عز وجل أن تدفنه أمة محمد فلما افتتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دل على دانيال، فبشروه بالجنة فكان الذي دل عليه رجل يقال له: حرقوص، فكتب ابو موسى إلى عمر بخبره، فكتب إليه عمر، أن ادفنه، وابعث إلى حرقوص؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة" اهـ قال ابن كثير: في كونه محفوظا نظر, والله أعلم"اهـ فهذه الرواية إن صحت إنما هي في دانيال الأصغر الذي جاء بين المسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم.

أما احتمال كونهما واحد فوارد أيضا لقرائن كثيرة, لكن يجب البحث والتحقيق في المسألة, والله أعلم.

2 - أما هل كان المطر نعمة أم فتنة, فالظاهر أنه كان فتنة, ولهذا أمر عمر رضي الله عنه طمس القبر, قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان عند ذكره هذه القصة:"ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره لئلا يفتتن به الناس, ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به, ولو ظفر به المستأخرون لجالدوا عليه بالسيوف, ولعبدوه من دون الله, فهو قد اتخذوا من القبور أوثانا من لا يداني هذا ولا يقاربه وأقاموا لها سدنة, وجعلوها معابد أعظم من المساجد" اهـ

3 - أما هل يجوز أن يثبت جواز الاستسقاء بالاموات ودعائهم؟ فقد قال ابن القيم رحمه الله مكملا:"ولو كان الدعاء عند القبور والصلاة عندها والتبرك بها فضيلة أو سنة أو مباحا, لنصب المهاجرون والأنصار علما لذلك, ودعوا عنده, وسنوا ذلك لمن بعدهم, ولكن كانوا أعلم بالله ورسوله ودينه من الخلوف التي خلفت بعدهم"اهـ

4 - أما الفتنة فمعروفه, وهي الوصول إلى الشرك وعبادة غير الله تعالى.

والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 12 - 04, 08:55 ص]ـ

بارك الله فيكم

وقال ابن عبدالهادي رحمه الله في كتابه الفذ الصارم المنكي في الرد على السبكي

ومعلوم أنه لو اتخذ قبره عيداً ومسجداً ووثناً صار الناس يدعونه ويتضرعون إليه ويسألونه ويتوكلون عليه ويستغيثون ويستجيرون به وربما سجدوا له وطافوا به وصاروا يحجون إليه، وهذه كلها من حقوق الله وحده الذي لا يشركه فيما مخلوق.

وكان من حكمة الله دفنه في حجرته ومنع الناس من مشاهدة قبره والعكوف عليه والزيارة له، ونحو ذلك، لتحقيق توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له وإخلاص الدين لله، وأما قبور أهل البقيع ونحوهم من المؤمنين فلا يحصل ذلك عندها، وإذا قدر أن ذلك فعل عندها منع من يفعل ذلك وهدم ما يتخذ عليها من المساجد، وإن لم تزل الفتنة إلا بتعفية قبره وتعميته، فعل ذلك كما فعله الصحابة بأمر عمر بن الخطاب في قبر دانيال (1).

وأما كون ذلك أعظم لقدرة وأعلا لدرجته، فلأن المقصود المشروع بزيارة قبور المؤمنين كأهل البقيع وشهداء أحد هو الدعاء لهم كما كان هو يفعل ذلك إذا زارهم وكما سنه لأمته، فلو سن للأمة أن يزوروا قبره للصلاة عليه والسلام عليه والدعاء له، كما كان بعض أهل المدينة يفعل ذلك أحياناً وبين مالك أنه بدعة، لم تبلغه عن صدر هذه الأمة ولا عن أهل العلم بالمدينة، وأنها مكروهة فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما اصلح أولها.

حاشية المحقق عقيل المقطري:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير