فقد العالم الإسلامي بوفاة العلاّمة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط عالمًا سلفيا كبيرًا ومحدّثا جليلا -و لا نزكي على الله أحداً-، وذلك فجر يوم الجمعة الماضي 14شوال 1425هـ - 26نوفمبر 2004 م عن عمر يناهز 76 عامًا إثر نوبة قلبية.
وقد أديت الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة في جامع زين العابدين بحي الميدان في العاصمة السورية دمشق.
اسمه ونسبه
والاسم الحقيقي للشيخ رحمه الله هو قَدري بن صوقل بن عبدول بن سنان، واشتهر بالأرناؤوط وهو اللقب الذي أطلقه الأتراك على كل ألباني، حيث ولد في قرية فريلا في إقليم كوسوفا 1347هـ ـ 1928م.
و قد هاجر والد الشيخ عام 1353هـ ـ1932م إلى دمشق بصحبة عائلته وكان عمر الشيخ الأرناؤوط آنذاك 3 سنوات، وكان ذلك جراء اضطهاد الصرب لمسلمي ألبانيا.
منهج التحقيق
والشيخ عبد القادر -رحمه الله - أحد العلماء العاملين الغيورين على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذين نذروا أوقاتهم في تمييز صحيح السنن والآثار من ضعيفها، و في التفقه في معانيها و في نشرها و تعليمها والعمل بما فيها.
وقد أثرى الشيخ الأرناؤوط رحمه الله المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب التي تؤصل لطلب العلم الشرعي؛ فقد اعتمد التحقيق منهجاً له رحمه الله ..
كتبه
ومن أشهر الكتب التي حققها رحمه الله: زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي في 9 مجلدات، والمبدع في شرح المقنع، لابن مفلح في 8 مجلدات، وروضة الطالبين، للنووي في 12 مجلدا، وجامع الأصول من أحاديث الرسول، لابن الأثير الجزري ... ، وغيرها الكثير من الكتب المهمة.
ويشار إلى أن الشيخ الأرناؤوط رحمه الله كان قد برز في عدد من علوم الشريعة الإسلامية لا سيما علم الحديث النبوي الشريف، وقد عمل مدرساً لعلوم القرآن والحديث بين عامي 1952 - 1959م في مدرسة -الإسعاف الخيري- بدمشق.
شيوخه وتلاميذه
لم يدرس الشيخ دراسة أكاديمية، فقد تلقى علومه على يد علماء عصره. فطلب العلم على يد الشيخ عبد الرزاق الحلبي -رحمه الله-، و كذلك على يد الشيخ -محمد صالح الفرفور- -رحمه الله- من علوم العربية والفقه الحنفي، والتفسير، حيث لازمه فترة من الزمن تقارب العشر سنوات. و أخذ عن الشيخ -سليمان غَاوْجي الألباني- شيئاً من الفقه و علمي الصرف والنحو.
وقرأ القرآن وجوَّده على الشيخ المقرئ -صبحي العطار- -رحمه الله-، ثم أعاد قراءة القرآن مرة أخرى بتجويده من أوله إلى آخره على الشيخ -محمود فايز الديرعطاني- المقرئ، تلميذ شيخ القراء آنذاك -محمود الحلواني- الكبير، بقراءة حفص عن عاصم. و قد زامله في القراءة عليه: بكري الطرابيشي، و أبو الحسن الكردي، و محمد سكر، وكريّم راجح، و كلهم اليوم من مشايخ قراء الشام المشاهير.
سلفيته
إن من أهم الأسباب التي أدت إلى بعض الخلافات مع علماء عصره هو أن الشيخ -رحمه الله- لا يتبع مذهباً من المذاهب يقلده تقليداً أعمى، وإنما يتبع المذهب الأقوى اعتماداً على الدليل الذي استند إليه صاحب القول أيَّاً كان مذهبه.
كما كان الشيخ الأرناؤوط-رحمه الله- من المهتمين جداً بتراث شيخي الإسلام ابن تيمية و ابن القيم.
-ولا يسعنا إلا أن نسأل الله له الرحمة الواسعة وأن يسكنه الله فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مجلة الفرقان العدد رقم: 320 التاريخ: 11/ 29/2004
http://www.al-forqan.net/linkdesc.asp?id=897&ino=320&pg=5
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[21 - 02 - 06, 11:49 م]ـ
محمد زياد التكلة
شيخنا الأرناؤوط، وحكايات وأخبار
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24238
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 03:22 م]ـ
شيخي رحمه الله كما عرفته
في أول طلبي للعلم دعاني أحد طلاب العلم الجزائريين لحضور خطبة عند شيخ في الجامع المحمدي في المزة فاستجبت لدعوته وذهبت معه, بدأت الخطبة من الشيخ الذي رأيته يرتدي عمامة محنكه وبدأ يسرد الأحاديث (روى أحمد في مسنده والترمذي في جامعه000 روى مسلم في صحيحه ... روى الطبراني في الأوسط ..... ) ثم رأيت نمطا من الكلام لم أكن سمعته من قبل فدخل كلام الشيخ قلبي وأعجبت به وعند الانتهاء من الخطبة رأيته كيف يتكلم مع الناس وكيف يداعب بعضهم
¥