تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما بالنسبة لقول الرفاعي: (ان احتفالات المسلمين بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم والمناسبات المشابهة، لا تسمى بدعة قبل كل شيء) فمردود بقول السيوطي السابق وبقول المالكي في " حول الاحتفال " (19) و" الذخائر" (ص320 – 321): (فالاحتفال بالمولد و إن لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم فهو بدعة، ولكنها حسنة ... الخ)، وبغيرها من الأقوال التي سأنقلها مع إجابات العلماء عليها فيما بعد ان شاء الله.

أما قوله: (لان أحدا من الين على أمرها لا يعتقد أنها جزء من جوهر الدين و أنها داخلة في قوامه وصلبه، بحيث إذا أهملت ارتكب المهملون على ذلك وزرا) فمردود بأقوال السيوطي والمالكي والحميري وغيرهم السابقة والتي يقولون فيها بإثابة من يقيم الموالد وانهم يعدونها من الدين.

الفصل الثالث:

فصل في بيان أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يقع من السلف الصالح وأنه من البدع:

اتفق أهل العلم من لا يرى منهم عمل المولد ومن يراه على أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يفعله السلف الصالح ومن تصريحاتهم بذلك ما يلي:

1 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الاحتفال بالمولد النبوي في " اقتضاءالصراط المستقيم" (2/ 61): (لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله لى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان) اهـ.

2ـ قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني ـ رحمه الله ـ في " المورد في عمل المولد" (ص20 ـ 21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).

3 ـ قال العلامة ابن الحاج ـ رحمه الله ـ في " المدخل " (2/ 312) نقلاً من " القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل " للعلامة الأنصاري (ص57):

(فإن خلا ـ أي عمل المولد ـ منه ـ أي من السماع ـ وعمل طعاما فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الاخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره ـ أي من المفاسد ـ فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس اتباعاً

لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيما له ولسنته صلى الله عليه وسلم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم، وقد علم ان إتباعهم في المصادر والموارد ... الخ).

4 ـ قال العلامة عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في "حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره " ضمن " أربع رسائل في التحذير من البدع " (ص3):

(الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ـ أي المولد النبوي ـ، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابرضوان الله عليهم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ... الخ).

وقد قال فضيلة الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري رحمه الله في "القول الفصل" (ص58 ـ 59) بعد أن

نقل عدة أقوال لبعض أهل العلم تثبت عدم احتفال السلف الصالح رضي الله عنهم بالمولد النبوي:

(بهذه النقول يتضح أن السلف الصالح لم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بل تركوه، وما تركوه لا يمكن أن يكون تركهم إياه إلا لكونه لا خير فيه كما أوضحه ابن الحاج في " المدخل " (4/ 278)؛ حيث قال بصدد استنكاره لصلاة الرغائب ما نصه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير