تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة. وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء. ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه… إلى آخر كلامه).

وقد نقل محمد بن علوي المالكي كلام الإمام ابن حجر مختصرا في "البيان والتعريف" (ص10–11) وقال في رسالته " حول الاحتفال بالمولد " (ص11–12): (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكّرها وتعظيم

يومها، لأجلها ولأنه ظرف لها. وقد أصّل صلى الله عليه وسلم هذه القاعة بنفسه كما صرح في الحديث (ثم ذكر حديث صيام يوم عاشوراء) اهـ.

والجواب: أولاً: يفهم مما سبق.

ثانياً: قال العلامة الأنصاري في (القول الفصل) (ص78 – 79):

(أن المحاسن التي ورد في فتوى الحافظ أن من تحراها في عمل المولد وتجنب ضدها كان عمل المولد بدعة حسنة لا تعد هي بنفسها من البدع وإنما البدعة فيها جعل ذلك الاجتماع المخصوص بالهيئة المخصوصة في الوقت المخصوص واعتبار ذلك العمل من قبيل شعائر الإسلام التي لا تثبت إلا بنص من كتاب أو سنة بحيث يظن العوام الجاهلون بالسنن أن عمل المولد من أعمال القرب المطلوبة شرعا. وعمل المولد بهذه القيود بدعة سيئة وجناية على دين الله وزيادة فيه تعد من شرع ما لم يأذن به الله ومن الافتراء على الله والقول في دينه بغير علم. ثم أن حديث صوم يوم عاشوراء لنجاة موسى عليه السلام فيه وإغراق فرعون فيه ليس فيه سوى أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه وأمر بصومه دون زيادة على ذلك) انتهى بتصرف.

ثالثاً: أن الشرط الذي شرطه الحافظ ابن حجر للاحتفال بالمولد النبوي وهو تحري ذلك اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام لا يلتزمه كثير ممن تبعوه في الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد فقد قال محمد بن علوي المالكي في (حول الاحتفال بالمولد) (ص6):

(أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين، لأن ذكره صلى الله عليه وسلم والتعلق به يجب يكون في كل حين، ويجب أن تمتلئ به النفوس … الخ).

وعلى كلامه فإن الإمام ابن حجر العسقلاني يكون قد وقع في الابتداع في الدين فإنه خصص الاحتفال بيوم واحد في العام كما هو واضح في كلامه السابق!.

رابعاً: قال الشيخ الجزائري في (الإنصاف فيما قيل في المولد) (ص63):

(ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد صام يوم عاشوراء وحث على صيامه فكان صيامه سنة وسكت عن يوم ولادته الذي هو الثاني عشر من ربيع الأول كما يقول به اكثر المحتفلين فلم يشرع فيه شيئاً فوجب أن نسكت كذلك، ولا نحاول أن نشرع فيه صياماً وا قياماً فضلاً عن احتفالا) انتهى كلامه بتصرف.

ثم أقول للمالكي حيث أجاز الاحتفال بالمولد في أي يوم:

هل يجوز أن نصوم أو نعمل أي عمل صالح في أي يوم غير يوم عاشورا شكرا لله لأنه نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون؟!.

وأما بالنسبة لقول المالكي: (أ ن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكرها وتعظيم يومها لاجلها ولأنه ظرف لها) فقد أجاب عنه الشيخ التويجري رحمه الله في (الرد القوي) (ص68 – 69):

(ان من أعظم الأمور التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، مجيء الملك إليه بالنبوة وهو في غار حراء وتعليمه أول سورة (اقرأ باسم ربك الذي خلق). ومن أعظم الأمور أيضاً الإسراء به إلى بيت المقدس والعروج به إلى السموات السبع وما فوقها وتكليم الرب تبارك وتعالى له وفرضه الصلوات الخمس، ومن أعظم الأمور أيضاً هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومن أعظم الأمور أيضاً وقعة بدر وفتح مكة، و لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعمل الاجتماع لتذكر شيء من هذه الأمور العظيمة وتعظيم أيامها، ولو كانت قاعدة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير