تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن القيم: (أمر الله تعالى نبيَّه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يُعْلِمَهُم أنَّهُ مشاهدٌ لأعمالهم، يطلع عليها " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " [سورة غافر الآية 19] ولمَّا كان مبدأُ ذلك من قِبَلِ البصر؛ جعل الأمر بغضه مقدَّماً على حفظ الفرج، فإنَّ الحوادث مبدؤها من النظر؛ كما أنَّ معظم النار من مستصغر الشرر.

فتكون نظرة، ثم خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة

ولهذا قيل من حفظ هذه الأربعة؛ أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات،والخطوات.

فينبغي للعبد أن يكون بوَّاب نفسه على هذه الأبواب الأربعة، يلازم الرِّباط على ثغورها، فمنها يدخل العدو، فيجوس خلالَ الديار، ويُتَبِّرُ ما علا تتبيرا).

ومنها: حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة … وذكر، وغضوا أبصاركم … " وحسنه الألباني في صحيح الجامع [1018].

ومنها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كُتِبَ على ابن آدم نصيبه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرِجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه " وفي لفظ " والفم يزني وزناه القُبَل "

ومنها: الأحاديث التي جاءت في نظر الفجأة، وستأتي إن شاء الله.

ومنها: ما جاءت به الشريعة من سد الذرائع إلى النظر، ومنها:

ا – أنه صلى الله عليه وسلم نهى النساء إذا صلين مع الرجال أن يرفعن رءوسهن قبل الرجال؛ لئلا يكون ذريعةً منهن إلى رؤية عورات الرجال من وراء الأزر.

ب – أنه – صلى الله عليه وسلم – نهى المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن تتطيب أو أن تصيب بخوراً، وذلك لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وتشوقهم إليها، فإن رائحتها وزينتها وصورتهاوإبداء

محاسنها تدعو إليها، فأمرها أن تخرج تَفِلَة ولا تتطيب.

ج – أنه – صلى الله عليه وسلم – لم يجعل لها وسط الطريق عند المشي حتى لا يراها كل أحد، بل جعل لها حافَّات الطريق وجوانبه.

د – أنه – صلى الله عليه وسلم – نهى أن تنعت المرأةُ المرأةَ لزوجها حتى كأنه ينظر إليها، سداً للذريعة، وحمايةً عن مفسدة وقوعها في قلبه وميله إليها بحضور صورتها في نفسه.

هـ – أنه – صلى الله عليه وسلم – نهى عن الجلوس في الطرقات، وما ذاك إلا لأنه ذريعة إلى النظر المحرم، فلما أخبروه أنه لا بدَّ لهم من ذلك، فأمرهم بغض البصر، و … إلخ.

و – أن الله – سبحانه – نهى النساء عن الضرب بأرجلهن عند السير سداً لذريعة النظر، حتى لا ينظر الرجال إلى ما يخفين من الزينة والجمال، قال سبحانه " ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " [النور 31].

وغير ذلك من الأدلة التي لا تخفى على عاقلٍ، والله تعالى أعلم.

* فائدة:

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/ 177) نقلاً عن ابن عقيل في الفنون: وتسمع قوله " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " وأنت تُحَدِّقُ إلى المحظورات تحديقَ متوسل أو متأسف كيف لا سبيلَ لكَ إليها، وتسمع قوله تعالى " وجوه يومئذِ ناضرة " تهشُّ لها كأنها فيكَ نزلت، وتسمع بعدها " وجوه يومئذِ باسرة " فتطمئن أنها لغيرك. ومن أين ثبت هذا الأمر؟ ومن أين جاءَ الطمعُ؟ اللهَ اللهَ، هذه خدعةٌ تحول بينك وبين التقوى. ا هـ.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:20 ص]ـ

خامساً: نظر الفجاءة.

المعنى اللغوي:

قال في اللسان: (فَجِئَه الأمر، وفَجَأَه .. هجم عليه من غير أن يشعر به، وقيل إذا جاءه بغتة من غير تقدم سبب …). قال القاضي عياض: الفجاءة: مهموز ممدود، ما كان من غير قصد.وضَبَطَهُ في النهاية فقال: هي بالضم والمد، وبالفتح وسكون الجيم من غير مد.وقال النووي: الفجاءة: بضم الفاء وفتح الجيم وبالمد، ويقال: بفتح الفاء وإسكان الجيم والقصر، لغتان.قال في شرح الترمذي (وقيده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مدٍ على المرأة).

المعنى الشرعي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير