6 – أن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال، ومهما دعاك داعي السوء، ومهما تحركت في قلبك العواطف والعواصف، فإن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة، وليس لك أن تحتج مثلاً بفساد الواقع ولا تبرر خطأك بوجود ما يدعو إلى الفتنة، قال تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا " [الأحزاب الآية 36].
7 – الإكثار من نوافل العبادات، فإن الإكثار منها مع المحافظة على القيام بالفرائض، سببٌ في حفظ جوارح العبد، قال الله تعالى في الحديث القدسي " … وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه … " البخاري (6502).
8 – تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية، قال تعالى " يومئذ تحدث أخبارها … " [الزلزلة 4].
9 – تذكر الملائكة الذين يحصون عليك أعمالك، قال تعالى " وإن عليكم لحفظين (10) كراماً كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون " [الانفطار من آية 10 – 12].
10 – استحضار بعض النصوص الناهية عن إطلاق البصر، مثل قوله تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصرهم ".
11 – البعد عن فضول النظر، فلا تنظر إلا إلى ما تحتاج إليه.
12 – الزواج، وهو من أنفع العلاج، قال – صلى الله عليه وسلم – " من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " أخرجه البخاري (1905) ومسلم (1400).
13 – الصوم، للحديث السابق.
14 – أداء المأمورات كما أمر الله، ومنها الصلاة قال تعالى " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. ".
15 – تذكر الحور العين، ليكون حادياً لك على الصبر عن ما حرم الله طلباً لوصال الحور، قال تعالى " وكواعب أترابا " [النبأ آية 33] وقال – صلى الله عليه وسلم - " … ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها " رواه البخاري (2796).
16 – استحضار ما في المنظور إليه من النقص وما يحمله من الأذى …؟!
17 – العلو بالهمة إلى معالي الأمور.
18 – محاسبة النفس بين الحين والآخر، ومجاهدتها على غض البصر، واعلم أن لكل جوادٍ كبوة.
19 – تذكر الألم والحسرة التي تعقب هذه النظرة، وتقدمت آثار إطلاق البصر.
20 – معرفة ما لغض البصر من فوائد، وقد تقدمت.
21 – إثارة هذا الموضوع في المجالس والتجمعات، وتبيين أخطاره.
22 - إصلاح الأقارب، ونصحهم بعدم لبس ما يثير النظر ويظهر المحاسن مثل: طريقة اللبس و الألوان الزاهية و طريقة المشي والتميع في الكلام ونحوه.
23 – استشعار مقدار اللذة في غض البصر، كما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: " النَّظرة سهم مسموم من سهام إبليس؛ فمن غض بصره عن محاسن امرأة لله؛ أورث الله قلبه حلاوة إلى يوم يلقاه " وهو ضعيف جداً، ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (1065).وخيرٌ من هذا الحديث، قوله – صلى الله عليه وسلم -
24 – دفع الخواطر والوساوس قبل أن تصير عزماً، ثم تنتقل إلى مرحلة الفعل، فمن غض بصره عند أول نظرةٍ سَلِمَ من آفات لا تحصى، فإذا كرر النظر فلا يأمن أن يُزرعَ في قلبه زرعٌ يصعبُ قلعه.
25 – الخوف من سوء الخاتمة، والتأسف عند الموت.
26 – صحبة الأخيار، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين، والمرء على دين خليله، والصاحب ساحب.
27 – العلم بأن زنا العين النظر، وكفى بذلك قبحاً.
وآخرها … بل هو أولها وأهمها الإخلاص لله عز وجل، قال تعالى عن يوسف - عليه السلام -: " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشآء إنه من عبادنا المخلَصين " [يوسف 24].
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:35 ص]ـ
عاشرا: مكفرات لخطيئة النظر:
1 – حديث الوضوء، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " إذا توضأ العبد المسلم (أو المؤمن) فغسل وجهه، خرج من وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) …
2 – إن الحسنات يذهبن السيئات، عن عبد الله بن مسعودٍ – رضي الله عنه – قال: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله! إني عالجتُ امرأةً في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسَّها، فأنا هذا، فاقضِ فيَّ ما شئت، فقال له عمر: لقد سَتَرَكَ اللهُ، لو سترت نفسك، قالَ: فلم يردَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – شيئاً، فقام الرجل فانطلق، فأتْبَعَهُ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – رجلاً دعاه، وتلا عليه هذه الآية " أقمِ الصلاة طرفي النَّهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاَّكرين " [هود 114] فقال رجلٌ من القوم: يا نبي الله! هذا له خاصةً؟ قال: " بل للناس عامة ".
3 – صلاة التوبة، عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: حدثني أبو بكر قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من عبدٍ يذنب ذنباً فيحسن الطُّهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له " ثم قرأ هذه الآية " والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم … ".
4 – ما يمحو الله به الخطايا، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ " قالوا: بلى، يا رسول الله! قال: " إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط ".
¥