تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "قال الله – عز وجل -: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار". فلا يدل على أن الدهر من أسماء الله تعالى وذلك أن الذين يسبون الدهر إنما يريدون الزمان الذي هو محل الحوادث، لا يريدون الله تعالى، فيكون معنى قوله: "وأنا الدهر" ما فسره بقوله: "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"، فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه، وقد بين أنه يقلب الليل والنهار، وهما الدهر، ولا يمكن أن يكون المقلب (بكسر اللام) هو المقلب (بفتحها) وبهذا تبين أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مراداً به الله تعالى.

فوائد من تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك:

تقدم الاشارة الى شيء من هذا, وأن أسماء الله متضمنة لصفات, وكون أسماء الله متضمنة لصفات أدلته كثيرة كما قال الشيخ,

[ذكر شيء من الأدلة على أن أسماء الله متضمنة لصفات]

1) تقدم منها قوله ((حسنى)) فان وصْفها بأنها حسنى يدل على أنها مشتمله على معاني عظيمة, صفات كمال, إذ لو كانت ألفاظاً مجردة لاتدل على معاني لما كانت حسنى ,

2) الأمر الثاني أن الله تعالى يذكر هذه الأسماء متمدحا بها, والإسم العلم الذي لايدل على معنى لامدح فيه, إنما المدح بما يتضمنه من المعاني,

3) ثم ذكْر الاسماء تعليلا لاحكامه الكونية والشرعية والجزائية دليل على تضمنها لمعاني, فلو كانت أعلاما لما كان لها مناسبة, وهذا كثير في القرآن, اقرأ:

أ/ ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم)) , مناسب لما قبله من الحكم بقطع يد السارق,

ب/ بعدها ((فمن تاب من بعد ظلمة واصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم))

ج/ ((الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلمو أن الله غفور رحيم))

ولو كانت أعلاما محضة لاتدل على معاني لما كان لهذه الأسماء مناسبة مع ما تذكر معه,

ولما كان هناك فرق بين أن تقول أن الله يتوب على من تاب لأنه شديد العقاب

أو بدل (والله عزيز حكيم) تقول (إن الله لطيف خبير) , فالتذييل بهذه الأسماء لِما ذكره الله من أحكامه الشرعية أو الكونية أو الجزائية دليل على تضمنها لمعاني,

وهو كما قال الشيخ الأمر أوضح وأجلى من أن يحتاج إلى تطويل في البحث عن الدليل,

[الكلام على القاعدة وهي أن أسماء الله أعلام وأوصاف]

القاعده التي ذكرها الشيخ راجعة الى قضية تضمن الأسماء للصفات,

فهي أعلام وأوصاف,

أعلام لدلالتها على ذات الرب,

وأوصاف لدلالتها على المعاني,

فليست أعلاما محضة كما تقوله المعتزلة,

وليست مجرد صفات, بل هي صفات وأعلام.

[دلالة الاسم المشتق في اللغة العربية]

فالاسم المشتق في اللغة العربية يدل على صفة وموصوف

[مثال ذلك]

فإذا قلت الكاتب يدل على صفة الكتابة وعلى من اتصف بها فتدل على المعنى وتدل على من قام به ذلك المعنى, فتدل على صفة وموصوف,

لكن قد يكون هذا الفظ علما عليه او مجرد الإخبار باتصافه بتلك الصفة (راجع فوائد من التعليقات على القاعدة الأولى) ,

لكن أسماء الله هي:

1) أعلام -يعني أسماء له دالة عليه-

2) وهي صفات.

يقول الشيخ إنها باعتبار دلالتها على الذات هي مترادفة,

[معنى المترادف و مثاله]

المترادف هو ما تعدد لفظه واتحد معناه, كما يذكرون في اللغة ان الأسد له عدد من الأسماء وكلها تدل على هذا الجنس,

[الترادف المحض الحقيقي لايكاد يوجد في اللغة]

ولكن في الحقيقة أن الترادف المحض الترادف الحقيقي لايكاد يوجد في اللغة بل الموجود في اللغة هو هذا النوع أسماء متحدة من وجه مختلفة من وجه , فأسماء السيف والأسد و أسماء الخمر عند أهل الجاهليه تدل على صفات ومعاني يقصدونها, فأسماء السيف مثلا متحدة من وجه فيقال للسيف الصارم ومهند وحسام وفيصل وبتار وما إلى ذلك, وكلها باعتبار أشياء تنسب إليها, فمهند نسبة للهند, وحسام باعتبار الحسم,

هكذا أسماء الله تعالى باعتبار دلالتها على الذات هو مسمى واحد فتقول العزيز هو الرحيم وهو الحكيم وهو السميع وهو البصير,

وتقول إن السميع غير البصير والحي غير القيوم واللطيف غير الخبير والعزيز غير الحكيم باعتبار المعاني,

فهي متحدة في الذات مختلفة في الصفات

[هل يقال أسماء الله مترادفة أو متباينة؟]

فلا يقال إن أسماء الله متباينة ولايقال إنها مترادفة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير