تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا اجتمع الوصف والعلميه كما في اسم الرسول محمد, فمحمد اسم نبينا عليه الصلاة والسلام هو علم وصفه, ليس هو مثل من يسمى من سائر الناس محمد, فمحمد كما يسمى به بعض الناس هذا علم عليه فقط, لكن بالنسبه لنبينا هو علم وصفة , فهو علم دال على شخصه الكريم ويدل على مايتصف به من كثرة المحامد , فمحمد اسم مفعول من حُمِّد , فهو كثيرٌ ما يحمد لكثرة محامده عليه الصلاة والسلام , وضد محمد مذمم كما يفتري المشركون ويسبون الرسول ويقولون عنه مذمم وهو محمد عليه الصلاة والسلام,

[أسماء الله متحدة من وجه ومختلفة من وجه]

وفي الدرس القادم توضيح أكثر حول هذه النقطة

فأسماء الله إذن هي أعلام وصفات ,

ومثل هذه يقول أهل العلم إنها متحدة من وجه ومختلفة من وجه فيصح أن تقول العزيز هو الحكيم, والحكيم هو الرحيم, ويصح أن تقول أن العزيز غير الحكيم, والحكيم غير الرحيم, فهي متحدة في دلالتها على الذات, المسمى واحد والصفات مختلفات.

[الكلام على الأمثلة التي ذكرها المؤلف]

والشيخ أوضح معنى كونها حسنى بما ذكره من الأسماء كالحي والعليم والعزيز والحكيم والرحيم والرحمن, فكل اسم متضمن لصفة وهذه الصفة كاملة في حق الله لكن في حق المخلوق؟ , حياة المخلوق نقص مسبوقة بعدم وملحوقة بالموت, وأما حياة الرب فهي حياة كاملة, ولهذا نقول انها واجبة له تعالى, (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (لا تأخذه سنة ولا نوم).

وهو سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم فهو أرحم الراحمين وهو أرحم من الوالدة بولدها.

وهكذا اسمه العليم فهو يدل على العلم المحيط بكل شيء من صغير وكبير مما كان وما يكون ومالا يكون لو كان كيف يكون

قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:

القاعدة الثانية:

أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف:

أعلام باعتبار دلالتها على الذات،

وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني،

وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله – عز وجل –

وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص فـ "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم". كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.

وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف:

1) لدلالة القرآن عليه. كما في تقوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). وقوله: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَة). فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة.

2) ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر، وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل.

وبهذا علم ضلال من سلبوا أسماء الله تعالى معانيها من أهل التعطيل وقالوا: إن الله تعالى سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وعزيز بلا عزة وهكذا .. وعللوا ذلك بأن ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء. وهذه العلة عليلة بل ميتة لدلالة السمع والعقل على بطلانها.

أما السمع: فلأن الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة، مع أنه الواحد الأحد. فقال تعالى: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ* إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ* وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ). وقال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى* وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى). ففي هذه الآيات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد، ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء.

وأما العقل: فلأن الصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف، حتى يلزم من ثبوتها التعدد، وإنما هي من صفات من اتصف بها، فهي قائمة به، وكل موجود فلابد له من تعدد صفاته، ففيه صفة الوجود، وكونه واجب الوجود، أو ممكن الوجود، وكونه عيناً قائماً بنفسه أو وصفاً في غيره.

وبهذا أيضاً علم أن: "الدهر" ليس من أسماء الله تعالى؛

1) لأنه اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى،

2) ولأنه اسم للوقت والزمن، قال الله تعالى عن منكري البعث: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) يريدون مرور الليالي والأيام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير