تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإلا فالسلف والصحابة يدركون هذه المعاني دون أن يتكلموا بهذه المصطلحات,

لكن لما جاءت البدع ووقع الناس في التخبط نبه العلماء الى المسائل, وقسَّموا وفصَّلوا مثل تقسيم التوحيد ومثل تقسيم أفعال العبادات الى اركان وواجبات وسنن.

[المراد بالصفات الذاتية]

فهنا قالوا إن الصفات منها صفات ذاتية نسبة إلى ذات الله وهي الصفات الملازمة لذاته التي لا تنفك عنها ذات الرب,

[الفرق بين الصفات الذاتية والفعلية]

فيمكن أن تضبط الفرق بين الذاتية والفعلية:

1/ إما أن تقول الصفات الذاتية هي التي لا تنفك عنها ذات الرب,

2/ أو تقول إنها الصفات التي لا تتعلق بها المشيئة والفعلية هي التي تتعلق بها المشيئة, أو تكون بمشيئته سبحانه وتعالى,

[أمثلة تطبيقية على الضابط السابق]

والفرق ظاهر فالحياة صفة ذاتية لا تتعلق بها المشيئة, ولا تنفك عنها ذات الرب,

فلا تقول انه حي إذا شاء, هذا لا يجوز, أو عليم أو يعلم إذا شاء, أو ذو عزة إذا شاء, فهذا لا يستقيم, بل هذه صفات لازمة لذاته لا تتعلق بها المشيئة.

أما الصفات الفعلية وتسمى الصفات الإختيارية أو الأفعال الإختيارية, فهذه تابعة لمشيئته, مثل:

النزول, فتقول ينزل إذا شاء, ومثل الإستواء على العرش والمجيء يوم القيامة وكذلك الغضب والرضى فهذه الصفات فعلية.

[ومن الصفات ماتكون ذاتية فعلية]

يقول الشيخ ومن الصفات ما يصدق عليها أنها ذاتية فعلية باعتبارين, مثل الكلام و الخلق و الرَّزق, فهذه باعتبار ان الله لم يزل موصوفا بها فتقول الله لم يزل فعالا لما يريد, ولم يزل خالقا, ولم يزل غفورا, ولم يزل رحيما, فهذه صفات ذاتية وباعتبار أفراد أو آحاد هذه الأفعال هي تابعة للمشيئة,

فهو يرحم من شاء إذا شاء, ويرزق من شاء إذا شاء, ويتكلم إذا شاء, فالكلام قديم النوع حادث الآحاد, فالكلام صفة ذاتية, والخلق صفة ذاتية فعلية, والمغفرة وكونه تعالى غفور صفة ذاتية فعلية وما أشبه ذلك.

[الصفات الخبرية منها ذاتية ومنها فعلية]

يقول الشيخ ومن الصفات الذاتية الصفات الخبرية,

والحقيقة أن الصفات الخبرية منها ذاتية ومنها فعلية أيضا, فالصفات الخبرية تقابل بالصفات العقلية,

[المراد بالصفات الخبرية والصفات العقلية]

فالصفات الخبرية هي التي طريق العلم بها الخبر والنقل,

والعقلية هي التي طريق العلم بها السمع والعقل,

فالعلم والسمع والبصر والحياة صفات خبرية سمعية عقلية,

والوجه واليدين والقدمين والعينين صفات خبرية,

والصفات الخبرية منها صفات ذاتية كالوجه واليدين,

ومنها صفات فعلية كالضحك والفرح والمجيء فهذه صفات خبرية فعلية,

فالصفات الذاتية يقابلها الفعلية والصفات الخبرية يقابلها العقلية,

وكلٌ من الخبرية أو العقلية كل منهما ينقسم إلى ذاتية وفعلية, والله أعلم.

[سؤال وجواب: هل يشكل كون الصفات منها صفات عقلية مع أن الصفات توقيفية؟]

الصفات العقلية توقيفية, لكن العقل يدركها, فيتظافر ويجتمع فيها دلالتان,

مثل الحياة صفة كمال وطريق العلم بها السمع والعقل والعلم كذلك, أفيقول قائل لو لم يأتي في النصوص ذكر العلم نقول ما ندري أيوصف بالعلم أو لا يوصف؟! , ولو لم تأتي النصوص بذكر الحياة نقول لا ندري العقل لا يدل على إثبات شيء من ذلك؟! ,

لا نقول هذا,

بل هذه الصفات تظافرت عليها الدلالات السمع والعقل لأن انتفاءها نقص, ومعلوم بضرورة العقل تنزيه الله عن النقص.

ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[17 - 12 - 06, 08:54 ص]ـ

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:

القاعدة السادسة:

يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين:

أحدهما: التمثيل.

والثاني: التكييف.

فأما التمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين، وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.

أما السمع:

1/ فمنه قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).

2/ وقوله: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ).

3/ وقوله: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً).

4/ وقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).

وأما العقل فمن وجوه:

الأول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير