الحلول؟ ,
وهذا الإشكال والاشتباه ما جاء للمسلمين إلا لما أحدث المبتدعون مذهب التعطيل, نفي صفات الرب ونفي علو الرب تعالى وقالوا بالحلول, فهنالك جاء الاضطراب والتحريف لكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام, وإلا فكل من العلو والمعية كما قال أهل العلم حق على حقيقته, فالله فوق عرشه عال على خلقه, حق, وهو مع عباده, حق, كل منهما حق على حقيقته, لا تناقض, وكما سمعنا في هذه الوجوه إنه لا تناقض بين العلو والمعية في حق المخلوقين, فالمخلوق يكون عاليا على غيره, ويقال إنه مع غيره, كما ضُرِبَ المثل بالقمر, فالقمر في مداره وفي مساره ويقول القائل سرنا والقمر معنا, مقارن نمشي والقمر معنا, بل مثَّل العلماء بقول الرجل مثلا وهو يقول لولده ويطلع عليه من علو ويقول لا تخف أنا معك, وهو بعيد عنه, ويقول الأمير للجيش سيروا وأنا معكم, أسير معكم, بإحاطته بمتابعة أمورهم وتدبير أمورهم, فالحق ولله الحمد مشرق وسهل وواضح ما فيه هذا التعقيد, والمعية في اللغة العربية لا تستلزم مماسة فضلا أن تستلزم اختلاطا, فهي في كل مقام بحسبه, إذا قيل الرجل معه امرأته, أحيانا سافر بها معه في صحبته, وأحيانا معه يعني أنه لم يطلقها, معية الاقتران الحكمي, أنها زوجته, يقال فلان زوجته معه أو طلقها؟ فيقال زوجته معه, وإن كان هو في المشرق وهي في المغرب, هي معه, وتقول سافرت مع فلان يمكن تكون في سيارة وهو في سيارة لكن يجمعكما السفر والاتفاق على أنكم مسافرون مع بعضكم, ولا يلزم من ذلك أن تكونوا في سيارة واحدة وما إلى ذلك, فتقول سافرنا مع فلان وإن كان كل واحد في سيارة, لكن معية الاقتران في هذا الوجه وفي هذا السفر, فيه اتفاق على الصحبة في السفر, هذه معيه خاصة بين المتصاحبين, لكن اللي رايح كل واحد في طريقه, ما فيه علاقة, ما تقول أنا سافرت مع فلان من أجل أنه ماشي في الخط, ويسمونه عندنا خوي الجادة, هو مثل اللي يمشون في الخطوط, هؤلاء ليسوا خويا لك هؤلاء خويا للجادة,
والحمد لله رب العالمين وما ذكره الشيخ ونقله فيه الوفاء والغناء وفيه ما يبرهن على الحق وبطلان ما يزعمه الجهمية ومن سلك سبيلهم, فإن القول بالحلول هذا قول الجهمية خصوصا قدماء الجهمية -لأنه هو المشهور في أيام الإمام أحمد- والمعتزلة, وبه يقول الأشاعرة, لأن الأشاعرة -سبحان الله- هم ممن يقول بنفي العلو, والذين ينفون العلو فريق منهم يقول إنه تعالى حال في كل مكان, سبحانك هذا بهتان عظيم, ومنهم من يقول إنه لا داخل العالم ولا خارجه, وهذا أبعد في الفطر والعقول, ما الشيء الذي لا داخل العالم ولا خارجه إلا المعدوم, فإذا زعموا أن الله موجود وأنه لا داخل العالم ولا خارجه فقد جمعوا بين النقيضين, فكأنهم قالوا إنه تعالى موجود معدوم, والحمد لله على ما أنعم وتفضل, الحمد لله الذي عافانا من هذه العقول وهذه الفهوم الفاسدة والعقول المظلمه
ـ[ابوهادي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[15 - 07 - 07, 05:54 م]ـ
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
(تتمة)
انقسم الناس في معية الله تعالى لخلقه ثلاثة أقسام:
فوائد من تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:
كأن هذا سيستنتجه مما تقدم لعل هذا التقسيم الذي يريد:
1/ مذهب أهل السنة والجماعة أنه تعالى معهم وهو على خلقه مستو على عرشه كما تقدم, وأن معيته لا تنافي علوه فهو معهم بعلمه وسمعه وبصره.
2/ قول الجهمية وهو أنه معهم بذاته حال في المخلوقات.
3/ نفي هذا وذاك, نفي العلو ونفي المعية,
هذا التقسيم الذي تبادر لي الآن, ونرى الآن ماذا يقصد الشيخ.
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
القسم الأول:
يقولون: إن معية الله تعالى لخلقه مقتضاها العلم والإحاطة في المعية العامة، ومع النصر والتأييد في المعية الخاصة، مع ثبوت علوه بذاته واستوائه على عرشه, وهؤلاء هم السلف ومذهبهم هو الحق كما سبق تقريره.
القسم الثاني:
يقولون إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع نفي علوه واستوائه على عرشه, وهؤلاء هم الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم، ومذهبهم باطل منكر، أجمع السلف على بطلانه وإنكاره كما سبق.
فائدة من تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:
وكذلك الأشاعرة سبيلهم واحد.
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
القسم الثالث:
¥