يقولون: إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع ثبوت علوه فوق عرشه. ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية ص229 جـ5 من مجموع الفتاوى.
فائدة من تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:
لكن هذا قول غير معروف ما نسبوه لطائفة معينة.
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
وقد زعم هؤلاء أنهم أخذوا بظاهر النصوص في المعية والعلو. وكذبوا في ذلك فضلوا، فإن نصوص المعية لا تقتضي ما أدعوه من الحلول؛ لأنه باطل ولا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله ورسوله باطلاً.
(تنبيه)
اعلم أن تفسير السلف لمعية الله تعالى لخلقه بأنه معهم بعلمه لا يقتضي الاقتصار على العلم بل المعية تقتضي أيضاً إحاطته بهم سمعاً وبصراً وقدرة وتدبيراً ونحو ذلك من معاني الربوبيته.
(تنبيه آخر)
أشرت فيما سبق إلى أن علو الله تعالى ثابت بالكتاب، والسنة، والعقل، والفطرة، والإجماع.
أما الكتاب
فقد تنوعت دلالته على ذلك:
فتارة بلفظ العلو، والفوقية، والاستواء على العرش، وكونه في السماء كقوله تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)، (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْض).
وتارة بلفظ صعود الأشياء وعروجها ورفعها إليه، كقوله: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّب)، (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ)، (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ).
وتارة بلفظ نزول الأشياء منه ونحو ذلك، كقوله تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّك)، (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْض).
وأما السنة
فقد دلت عليه بأنواعها القولية، والفعلية، والإقرارية، في أحاديث كثيرة، تبلغ حد التواتر، وعلى جوه متنوعة، كقوله صلى الله عليه وسلم في سجوده: "سبحان ربي الأعلى". وقوله: "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي". وقوله: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء". وثبت عنه أنه رفع يديه وهو على المنبر يوم الجمعة يقول: "اللهم أغثنا". وأنه رفع يده على السماء وهو يخطب الناس يوم عرفة حين قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال: "اللهم اشهد". وأنه قال للجارية: "أين الله؟ " قالت: في السماء. فأقرها وقال لسيدها: "أعتقها فإنها مؤمنة".
وأما العقل:
فقد دل على وجوب صفة الكمال لله تعالى وتنزيهه عن النقص. والعلو صفة كمال والسفل نقص، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده.
وأما الفطرة:
فقد دلت على علو الله تعالى دلالة ضرورية فطرية فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجد في قلبه ضرورة الاتجاه نحو العلو لا يلتفت عن ذلك يمنة ولا يسرة.
واسأل المصلين، يقول الواحد منهم في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" أين تتجه قلوبهم حينذاك؟
وأما الإجماع:
فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله تعالى فوق سمواته مستوٍ على عرشه؛ وكلامهم مشهور في ذلك نصاً وظاهراً، قال الأوزاعي: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله – تعالى ذكره – فوق عرشه، ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات". وقد نقل الإجماع على ذلك غير واحد من أهل العلم، ومحال أن يقع في مثل ذلك خلاف وقد تطابقت عليه هذه الأدلة العظيمة التي لا يخالفها إلا مكابر طمس على قلبه واجتالته الشياطين عن فطرته. نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
فوائد من تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:
نسأل الله العافية نسأل الله العافية يا اخوان,
هذا فكر دخل على الناس وسرى في الأمة ودخل على كثير من أهل العلم والخير والصلاح,
سبحان الله,
لأن المدرسة والنشأة والمجتمع له تأثير عظيم على نفسية الإنسان وعلى توجهه,
فمن نعمة الله على العبد أن ينشأ في أرض سنة وفي أرض علم,
فهذا الكلام الذي يقوله الشيخ وينكره وهو جدير بالإنكار, هذا كل الأشاعرة في الجملة كما تقدم ينفون حقيقة العلو عن الله والاستواء على العرش, المتأخرون منهم خاصة, مذهبهم في الاستواء والعلو هو مذهب الجهمية, يقولون بالحلول, سبحان الله العظيم, أو يقول مثل ما يقول الرازي أنه لا داخل العلم ولا خارجه,
سبحان الله,
¥