تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنه لا يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ). ولا أحد يفهم من قول القائل: فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه. ولا من قول القائل: فلان تخرج على عيني، أن تخرجه كان وهو راكب على عينه، ولو أدعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء.

الثاني:

أن هذا ممتنع غاية الامتناع، ولا يمكن لمن عرف الله وقدره حق قدره أن يفهمه في حق الله تعالى؛ لأن الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه لا يحل فيه شيء من مخلوقاته، ولا هو حال في شيء من مخلوقاته - سبحانه وتعالى - عن ذلك علواً كبيراً.

فإذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين أن يكون ظاهر الكلام هو القول الثاني أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها، وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها. وهذا معنى قول بعض السلف بمرأى مني، فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه، ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام.

فوائد من تعليقات الشيخ البراك حفظه الله:

على كل حال هذا أشد وضوحا من الأول,

ولولا تلبيس المبطلين وتشويش أصحاب الأهواء ما كان هناك موجب للإحتراز وأن هذه الآية لا تحتمل, أبدا,

[المعنى الذي قاله أهل الباطل لا يخطر ببال عاقل]

هذا معنى منتفي ولا يخطر ببال عاقل كما قال الشيخ,

(تجري بأعيننا) لا يفهم عاقل أبدا أن المعنى أنها تجري في عينه سبحانه وتعالى عما يظن ويقول الجاهلون علوا كبيرا,

[معنى الآية]

(تجري بأعيننا) يعني تجري بمرأى منا وبكلأتنا وحفظنا يراها سبحانه وتعالى,

[الآية فيها إثبات الرؤية والعينين]

ففيها إثبات الرؤية ولكن أيضا فيها إثبات العينين لله, فإذا قال المفسرون من أهل السنة تجري بأعيننا يعني بمرأى منا, تجرى والله يراها, مثل (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) يعني وأنت بمرأى منا, كقوله (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين) ,

فالآية لا تحتمل,

يعني لا نقول إنها تحتمل,

لا,

لا تحتمل إلا هذا,

أما المعنى الآخر فليس محتملا أبدا,

فلا يصح أن يقال إن ظاهرها كذا, وإن تفسيرها بهذا المعنى إنه تأويل وإخراج للفظ عن ظاهره,

كلا أبدا,

اللفظ لا يحتمل إلا هذا,

[هل قول السلف في معنى الآية (بمرأى منا) يعتبر تأويلا, ومعنى الباء في الآية]

ولكن كما قلت إن فيها هذا المعنى وفيها إثبات العين, وإذا قال مفسروا أهل السنة (تجري بأعيننا) يعني بكلأتنا وبمرأى منا فليس هذا تفسير للعين, هذا تفسير للجملة وبيان لمضمون الكلام, ففيها إثبات العينين لله وإثبات الرؤية,

والباء في قوله (تجري بأعيننا) للمصاحبة أي بمرأى منا, ما هي تجري بالرؤية, الباء ما هي سببية, فالباء للمصاحبة يعني تجري والله يراها,

ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[01 - 08 - 07, 03:46 ص]ـ

قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:

المثال الحادي عشر:

قوله تعالى في الحديث القدسي: "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".

والجواب:

أن هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاق.

وقد أخذ السلف أهل السنة والجماعة بظاهر الحديث وأقروه على حقيقته.

ولكن ما ظاهر هذا الحديث؟

هل يقال:

إن ظاهره أن الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورجله؟

أو يقال:

إن ظاهره أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله؟

ولا ريب أن القول الأول ليس ظاهر الكلام، بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث، فإن في الحديث ما يمنعه من وجهين:

الوجه الأول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير