تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولقد عاش موسى عليه السلام في مصر القديمة وتحديداً في زمن آخر فراعنة مصر القديمة التي كانت في ذلك الوقت تتحدث اللغة المصرية القديمة وهي نفسها اللغة المنطوقة للشعب مصري منذ العهد الفرعوني القديم وحتى العهد الحديث، فاللغة المصرية تُعد من اللغات الحية التي لم تمت فيه ومن أكثر لغات الأرض حياة وحيوية نظراً لتعاقب الحضارات المختلفة في مصر .. فكلمة - بص - بالمصرية القديمة والحديثة، التي تعني انظر أو شاهد هي في الأصل كلمة عربية اشتقت من البصر.

والذي يعنينا أن الكلمات المصرية تُعد عربية الأصل وتتبع ما يعرف بالقطع باللغة العربية، وعليه يمكن التأكيد على أن موسى عليه السلام كان يتحدث في بداية حياته بلسان أهل مصر لأنه عاش معهم منذ ولادته وكان رسولاً يحمل رسالة إلهية ولا بد أن يحمل رسالة الدعوة والتبليغ لأهل مصر وفرعون باللغة المتداولة في ذلك المكان والزمان باعتبارها لغة القوم الذي عاش وتعامل وتخاطب معهم.

ثانياً: كان بمصر القديمة ولا يزال الأقباط وكانت اللغة السائدة عند الأقلية القبطية بمصر القديمة آنذاك هي الهيروغليفية وبالرجوع للموسوعات التاريخية فإن أصل كلمة (هيروغليفي) مشتقة من الكلمتين اليونانيتين Glophos ( جلوفوس) و Hieros ( هيروس) وتعنيان الكتابة المقدسة حيث إنها كانت تستخدم للكتابة على جدران الأماكن المقدسة مثل المعابد والمقابر .. كما أن الهيروغليفية كانت عبارة عن كتابة منقوشة تتم على الأحجار بأسلوبي النقش البارز أو الغائر على الجدران الثابتة وعلى الآثار المنقولة مثل التماثيل واللوحات والصلايات وتتكون الكتابة الهيروغليفية من مجموعة من النقوش المستمدة من الحياة اليومية فهي كتابة تصويرية.

ولا يضاهي الهيروغليفية في القدم سوى الخط المسماري الذي ظهر في بلاد النهرين وهو أقدم خط رمزي وليس أقدم خط حرفي ويجب التفريق بين الخط بأنواعه الرمزي والحرفي وبين اللغة والمحادثة التي سبقت التدوين والكتابة.

أسبقية الخط وبخاصة الخطوط الرمزية لا تعني أسبقية في اللغة، وبالرجوع إلى النقوش اليهودية بمصر والمخطوطات الأولى يتضح أنها كانت بالهيروغليفية لا العبرية، وتُعد تلك الآثار والمخطوطات اليهودية بمصر الأقدم لأنها الأسبق تاريخياً عندما سكن يعقوب وأبناؤه الأسباط (الذين كوَّنوا القبائل اليهودية) في مصر عندما استقروا بزمن أخوهم يوسف عليه السلام، وحتى القارىء العادي للتاريخ يمكنه الوقوف على محاولة سرقة هذه الآثار اليهودية من مصر ولعل من أخطر ذلك محاولة مجموعات إسرائيلية تزوير بعض الآثار المصرية (في مواقعها بأرض مصر) بهدف تغيير سياق ومضمون النصوص التاريخية، ولقد تم ضبط مجموعة من أدوات الحفر والألوان المعدة للتزوير بحوزتهم والتي تقارب الألوان الأصلية ومجموعة من الصور للنصوص المراد تشويهها موضحاً عليها أماكن التزوير المستهدفة.

ثالثاً: عندما خرج موسى عليه السلام من مصر إلى مدين التي عاش فيها عشر سنوات إيفاء بالعهد الذي قطعه مع شعيب عليه السلام وتزوج إحدى بناته معلوم لأن شعيب عليه السلام كان عربياً .. وهناك حديث شريف مفاده (وأربعة من العرب: هود وشعيب وصالح ونبيك يا أبا ذر) .. وعليه تحدث موسى عليه السلام العربية هناك باعتبارها لغة شعيب وقومه.

أما عن بني إسرائيل المتواجدين بمصر منذ زمن يوسف عليه السلام عندما جاء بإخوته وأبويه إلى مصر وعاشوا فيها مكونين الأسباط الاثني عشر لبني إسرائيل فينطبق عليهم ما ينطبق على المهاجر والوافد الذي لا بد أن يندمج مع النسيج اللغوي للمجتمع المصري القديم والحضارة الفرعونية فيه، ويتحدث لغة المجتمع الذي يعيش ويتعامل معه وهي اللغة المصرية القديمة.

هذا ويلاحظ تأثير اللغة المصرية على المصطلحات والأبجدية العبرية، ونرى كيف أن أبجدية اللغة العبرية (اليهودية) مستمدة في الأصل من أصوات الحروف المصرية القديمة حتى إن حرف (ج) بالعبرية ينطق كما ينطق المصريون اسم (جمال) وبينما تتكون اللغة العربية من 28 حرف هجاء وتتكون العبرية من 22 حرف هجاء كما يلي: ألف، بيت، جيمل، دالت، هه، واف، زاين، حيت، طيت، يود، كاف، خاف، لمد، ميم، نون، ثمخ، عاين، فه، صدق، قوف، ريش، شين، سين، تاف، أل .. وحتى إن حافظ بنو إسرائيل من ذرية إسحاق عليه السلام على لغتهم الأساسية فهي تاريخياً تعد كنعانية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير