تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[05 - 01 - 03, 08:01 م]ـ

شيخنا ابن معين ... بقيّة الإخوة الكرام:

للفائدة فقط أنقل بعض الأمثلة على كون مصطلح "حافظ" عند ابن حجر ليس توثيقاً مطلقاً.

مع علمي بأنّ نقاش الإخوة هو حول استعمال المتقدّمين لهذا المصطلح.

قال الحافظ ابن حجر في (تقريب التهذيب):

(*) أحمد بن أبي الطيب، سليمان البغدادي، أبو سليمان المعروف بالمروزي، صدوق حافظ له أغلاط ضعّفه بسببها أبو حاتم.

(*) إبراهيم بن بشار الرّمَادي، أبو إسحاق البصري، حافظ له أوهام.

(*) سعيد بن أبي عَروبة، مِهْران اليَشكُري مولاهم، أبو النضر البصري، ثقة حافظ له تصانيف كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة.

(*) عبدالسلام بن حرب بن سَلْم النَّهْدي ـبالنونـ المُلائي ـ بضم الميم وتخفيف اللام ـ أبو بكر الكوفي، أصله بصري، ثقة حافظ له مناكير.

(*) عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير وله أوهام.

(*) سهل بن زَنْجَلة بن أبي الصُّغْدي الرازي، أبو عمرو الخياط، الأشتر الحافظ، صدوق.

(*) محمد بن الحسين بن إبراهيم العامري، أبو جعفر بن إشكاب ـ بسكون المعجمة ـ البغدادي الحافظ، صدوق.

(*) محمد بن حُميد بن حَيّان الرازي، حافظ ضعيف وكان ابن مَعين حسنَ الرأي فيه.

(*) مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري، أبو عبدالله الكوفي، نزيل مكة ودمشق، ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ.

فدلّ على أنّ مصطلح "حافظ"عند ابن حجر ليس بتوثيق مطلق.

والله أعلم.

ـ[ابن المنذر]ــــــــ[05 - 01 - 03, 11:31 م]ـ

جزى الله الشيخين (طارق، وابن معين) خير الجزاء:

وعند التأمل؛ يظهر لي صواب ما قاله الشيخ طارق هنا - وهو رأي الحافظين ابن الصلاح والسخاوي -، لأنه لابد من ملاحظة أمرٍ مهمٍ؛ وهو أنَّ الأصل في الراوي هو الجرح حتى تثبت عدالته، ويثبت ضبطه.

وبهذا؛ فإنَّ من قيل فيه "حافظ " فقط – ولم يُذكر فيه جرح ولا تعديل - فهو على الأصل مجهول، وإن كان هو أعلى رتبةً من المجهول الذي لم يُعرف من حاله شيئاً، لأنَّ وصفه بـ "الحافظ" لم يتميَّز عن المجهول بكبير صفةٍ إلا بما قد عُرِفَ من حاله كثرة محفوظه فقط؛ وهذه لا ترفعه عن وصف الجهالة؛ والله أعلم.

فالذي قيل فيه حافظ فقط ((وهو ليس بالمشهور في الرواية، وليس للأئمة فيه كلام))، الظاهر أنه يُعطى حكم المجهول، وأقل الأحوال أنْ يُتَوقَّف في أمره حتى تتبيَّن عدالته - وهي السلامة من الكذب أو التهمة به -، ويثبت ضبطه. إلا إنْ وُجِدَ من القرائن ما يؤيد تصحيح حديثه، والله أعلم.

وقول الشيخ ابن معين: [الأول: أنَّ قولهم (حافظ) يطلق من حيث اللغة على من كان متقناً لمحفوظه.

قال الأزهري _كما في لسان العرب (7/ 441) _: (رجل حافِظ، وقوم حُفّاظٌ، وهم الذين رُزِقوا حِفْظَ ما سَمِعوا، وقلما يَنْسَوْنَ شيئاً يَعُونَه)].

أقول: إنْ المرجع في الاصطلاحات الحديثية ليست هي كتب اللغة، وإنما كتب أهل الحديث. وكم من لفظٍ يستخدمه أهل الاصطلاح على شيء، وهو في اللغة يدل على شيء آخر. بل إنَّ اصطلاحات الأئمة - أحياناً – تختلف من عالمٍ لآخر.

وكذلك يقال في اصطلاحات الفقهاء .... ونحوهم، أنَّ المرجع فيها إلى أهل الاصطلاح ليس غير.

وقوله أيضاً: [وقد يذكر بعض المحدثين لفظة (حافظ) مرادفة لكلمة (ثقة) ..... ثم ذكر أمثلة لذلك]

أقول: بل لفظة " حافظ " جاءت وصفٌ زائد لمن وُصِف بالثبت أو الثقة، فهو إذن ليس في محل النزاع هنا. لأنه ذُكر له وصف آخر - وهو الحفظ - بعد بيان ثقته.

وكذلك يقال فيمن ذكرهم الشيخ (ابن معين) في الدليل الثالث أيضاً، لأنَّ هؤلاء وصفوا بالحفظ بعد توثيقهم كـ أبي معمر، وقتادة، وعيسى بن يونس.

كلمة أخيرة: وفي رأيي أنَّ الفاصل بين الفريقين هو أن يبحث فيمن قال فيه أحد الأئمة "حافظ" فقط، وليس للأئمة كلام فيه من حيث التعديل أو التجريح، ثم هو يصحح حديثه.

* شكر وتقدير للشيخ هيثم على تلك النقولات النفيسة فجزاه الله خيراً.

ـ[ابن معين]ــــــــ[05 - 01 - 03, 11:35 م]ـ

أخي الفاضل: المتمسك بالحق .. ثبتنا الله وإياك على الحق.

أولاً: لم أقصدك وحدك بتنبيهي على أن (الحافظ) لا تطلق على من أكثر من السماع أو الكتابة .. الخ، وإنما قصدت أيضاً الشيخ طارق عوض الله، حين قال: (هذا والحافظ عندهم يطلق على المكثر من السماع والإسماع).

وقد أحسنت في تنبيهك إلى مقصدك.

ثانياً: قولك أن لقب (حافظ) عند المتأخرين يطلق على من أكثر من السماع والإسماع ولا يلزم استظهار المحفوظ .. ، فأقول قد بينوا مقصدهم من هذا اللقب كما تراه في الموضع الذي أحلت عليه.

وإليك هذه الفائدة من كلام بعضهم:

قال التاج السبكي في كتابه معيد النعم:

(من الناس فرقة ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصاغاني، فإن ترفعت فإلى مصابيح البغوي، ظنت أنها بهذا القدر تصل إلى درجة المحدثين!، وما ذلك إلا بجهلها بالحديث!

فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما لم يكن محدثاً!! ولا يصير بذلك محدثاً حتى يلج الجمل في سم الخياط! .. الخ).

وقال أبوشامة: (علوم الحديث الآن ثلاثة:

أشرفها: حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها.

والثاني: حفظ أسانيده ومعرفة رجالها وتمييز صحيحها من سقيمها .. الخ

والثالث: جمعه وكتابته وسماعه .. الخ).

قال ابن حجر معقباً على الكلام السابق: (فالحق أن كلاً منهما (أي الأول والثاني) في علم الحديث مهم، ولاشك أن من جمعهما حاز القدح المعلى مع قصور فيه إن أخل بالثالث، ومن أخل بهما (أي الأول والثاني) فلا حظ له في اسم الحفاظ .. الخ).

وأخيراً: فالمهم _ كما قلت _ هو بيان معاني ألفاظ الجرح والتعديل عند المتقدمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير