تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن معين]ــــــــ[05 - 01 - 03, 11:37 م]ـ

أخي الفاضل: هيثم حمدان ..

هناك فرق بين إطلاق (حافظ) دون تقييد، وبين إطلاقها مع التعقيب عليها!

وقد نبهت إلى الفرق بين الأمرين وثمرة الخلاف في ذلك.

فالأصل أن إطلاق المحدث على راو أنه (حافظ) أي تام الضبط _ للأدلة التي سبقت _، ومن ذلك إطلاق الحافظ ابن حجر على راو أنه (حافظ).

إلا أنهم (ومن ضمنهم ابن حجر) قد يريدون بـ (الحافظ) المكثر من المحفوظات، وحينها ينبهون على ذلك، فيعقبون على (حافظ) بقولهم (وله أوهام) أو (وله مناكير) ونحو ذلك من الألفاظ.

فالأمثلة التي ذكرتها أخي هيثم كلها من القسم الثاني.

وإلا فإني قد نظرت فيمن أطلق عليهم ابن حجر في التقريب (حافظ) فوجدت جلهم يذكر توثيقهم مع قوله (حافظ)، وقلة منهم يذكر أن لهم أوهاماً و مناكير.

وإليك هذا المثال من ابن حجر يبين لك أن الأصل في قوله (حافظ) هو التوثيق:

2308_ سعيد بن زكريا القرشي المدائني، صدوق،لم يكن بالحافظ، من التاسعة. ت ق

ـ[ابن معين]ــــــــ[06 - 01 - 03, 01:02 ص]ـ

أخي الفاضل: ابن المنذر ..

هناك مسألتان تطرقت إليهما في مقالي أعلاه.

أولاها: _ وعليها مدار الكلام _ هي دلالة قولهم (حافظ) على تمام الضبط.

والثانية: رجحان الاكتفاء بثبوت ضبط الراوي في توثيق الراوي إذا لم يعلم ما يُخل بعدالته.

وسوف أناقشك في المسألة الأولى فقط، إذ حديثنا اليوم كله عنها:

أي: هل تدل لفظة (حافظ) على تمام الضبط أو لا؟

فأقول: استدل الشيخ طارق عوض الله على عدم دلالة قولهم (حافظ) على تمام ضبط الراوي، بأنه وجد المحدثين أحياناً يصفون الراوي بالحفظ مع تضعيفهم له، وبأنه وجد المحدثين أحياناً يصفون الراوي بالحفظ مع كلامهم في عدالته.

قلت: والذي يظهر لي هو ما قررته سابقاً، وسوف أبين لك أدلتي على ذلك، ثم أجيب على ما استدل به الشيخ.

أما أدلتي على ذلك فكثيرة، ولكن اقتصرت على ثلاثة منها لوضوحها!:

1_ أن معنى (حافظ) في اللغة هو تام الضبط.

ووجه الدلالة من هذا الدليل هو أن أهل العلم جميعاً _ متقدمهم ومتأخرهم _ إذا نظرت إلى المصطلحات التي يستخدمونها في تعبيرهم عن مسائل علومهم لا بد أن تجد لهذا المصطلح علاقة بالمعنى اللغوي الأصلي للكلمة ولو من باب المجاز!

وانظر في تقرير هذه المسألة: المنهج المقترح (الباب الخامس: كيف نفهم مصطلح الحديث).

فأي علاقة بين قولهم عن راو (حافظ) وبين أن يكون المراد إكثاره من السماع والإسماع؟!! وأما العلاقة بين قولنا (حافظ) و بين تمام الضبط فأشهر من أن تُعرَّف.

ومما يدلك على أن مصطلح المحدثين في قولهم (حافظ) هو إثبات تمام الضبط للراوي وأن هذا هو معنى مصطلحهم، ما ستراه في الدليل الثاني.

2_ أن جميع المحدثين ممن ألف في المصطلح يعد لفظة (حافظ) بمعنى تام الضبط.

ثم اختلفوا بعد ذلك: هل تكفي هذه اللفظة في توثيق الراوي فقط، أم لا بد من إثبات العدالة له، لأنه قد ثبت له الضبط التام وبقي إثبات العدالة له!

فابن الصلاح والسخاوي يقولون إن (حافظ) أثبتت في الراوي تمام الضبط وبقي النظر في إثبات عدالته.

ولهذا يقول ابن الصلاح في ضمن ألفاظ المرتبة الأولى من ألفاظ التوثيق:

(وكذا إذا قيل في العدل: إنه حافظ).

يعني من ثبتت عدالته وقيل فيه فقط: حافظ = فهو ثقة!

وأين هذا من قول الشيخ طارق إن (حافظ) لا تدل على الضبط!

فعند الشيخ طارق لو قيل في راو (عدل حافظ) فإنها لا تساوي ثقه!

لأن (حافظ) ليست تدل عنده على الضبط.

فكيف تقول بعد ذلك _ حفظك الله _ (يظهر لي صواب ما قاله الشيخ طارق هنا، وهو رأي الحافظين ابن الصلاح والسخاوي!!!).

الدليل الثالث: استعمال المحدثين للفظة (حافظ) مطلقة دون تقييد وإرادتهم بها توثيق الراوي.

فهؤلاء المحدثين لم يقولوا عن الراوي (ثقة حافظ) حتى تقول إن الحفظ زائد على الثقة، وإنما اكتفوا بإطلاق لفظة (حافظ) على الراوي للدلالة منهم على تمام الضبط له، ولو كانت عندهم لفظة (حافظ) لا تدل على تمام الضبط لم يطلقوها لوحدها، بل لذكروا معها ما يدل على أن مرادهم هو قوة الضبط.

أما الجواب عن استدلال الشيخ طارق عوض الله، فأقول:

إن الأمثلة التي ذكرها هي قليلة أولاً، فلو قال له قائل إن الأمثلة الكثيرة هي إطلاقهم حافظ على ثقة، فلم لا تعكس الأمر؟!

ثم إن حافظ قد يقصد بها المحدثون كثرة المحفوظ دون إتقانه _ وهذا خلاف الأصل _ ولما كان هذا المعنى خلاف الأصل فحينئذ تجدهم يبينون وينصون أن للراوي أوهاماً أو أنه ضعيف حفظ ونحو ذلك.

هذا ما تيسر، وأعتذر عن الإطالة، فإني اختصرت في الكلام أولاً على وضوح فيه!، فحق التوضيح لمن خفي عليه بعض المعنى، والله أعلم.

ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[06 - 01 - 03, 01:19 ص]ـ

تحقيق جيد لابن معين.

وفق الله الجميع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير