تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما رواه عبدالرحمن بن مهران: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال حين حضرهُ الموتُ: (لا تضربوا على فُسطاطاً، و لا تتبعوني بمجمر، وأسرعوا بي؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا وضع الرجلُ الصالح على سريره قال: قدموني قدموني، و إذا وضعَ الرجل السوء على سريره قال: يا ويله أين تذهبون بي؟).

أخرجه الإمام أحمد: في مسنده (2/ 292 رقم 7896).

قال الشيخ أحمد بن عبدالرحمن البنا معلقا على هذا الحديث الصحيح: (وفيه أنه لا يجوز نصبَ فسطاط كالسرادق و الخيمة ونحو ذلك لأجل اجتماع الناس فيه للتعزية، و لا اتباع الجنازة بنار فإن ذلك من عوائد الجهال و من لا دين لهم ومما نهى الشرع عنه وذم فاعله، ومع ذلك فلا تزال هذه العادة باقية عند الناس إلى الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله.)

فما فسره به البنا غير صحيح، والصحيح في معناها، أن بعض الناس كان يضرب على قبره فسطاط حتى يتم دفنه ثم ينزع، وهذا الفسطاط يقي من شدة حر الشمس، وقد فعله بعض السلف وكرهه بعضهم، ولكن لم يرد أباهريرة رضي الله عنه هذا الفسطاط، وإن كان الأقرب جوازه للحاجة لإتقاء شدة الحر.

ثالثا:

ومن الأدلة على جواز الاجتماع ما استدل به بعضهم وهو ما جاء في الصحيحين من حديث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن)

رابعا:

وايضا قولك سددك الله (الدليل الثاني:

حينما وفد جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: (هل يُناحُ على ميتكم؟ قال: لا، قال: فهل تجتمعون عند أهل الميت وتجعلون الطعام؟ قال: نعم، قال: ذلك النوح).

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: كتاب الجنائز: باب ما قالوا الإطعام عليه و النياحة (3/ 175).

أخرجه سعيد بن منصور في سننه، واللفظ له. كما في الفتح الرباني للشيخ أحمد البنا (8/ 95))

فهذا الأثر إسناده عند ابن أبي شيبة كما يلي (حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة قال قدم جرير على عمر فقال 0000فذكره)

وإسناده ثقات، ولكن طلحة بن مصرف لم يسمع من عمر ولم يذكر له سماعا من جرير.

ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[07 - 01 - 03, 11:53 م]ـ

بارك الله في الشيخين الفاضلين، وجعل ذلك في ميزان أعمالهما.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 01 - 03, 12:00 ص]ـ

للرفع.

ـ[أهل الحديث]ــــــــ[28 - 02 - 03, 11:20 م]ـ

للفائدة والمشاركة

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 05 - 03, 04:06 م]ـ

يمكن أن يقال في حديث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ... الحديث

إن النسوة قد اجتمعن من أجل إعانتها فيما يتعلق بأمر المتوفى من تجهيز الكفن وإعداد الكافور والسدر وما يحتاج إليه في غسل الميت واستدعاء من يغسله إذا كان رجلا أو القيام بالتغسيل إذا كان المتوفى امرأة ونحو ذلك، لا أنهن اجتمعن للتعزية، ولذا انصرفن عقب حصول المقصود، ولو كنّ اجتمعن للتعزية لجلسن وأكلن من الطعام، ولا مانع إذا اجتمع بعض الناس عند أهل الميت لأمر سوى التعزية أن تقع منهم التعزية تبعا، فإنه يجوز في التابع ما لا يجوز في الأصيل، وأما بقاء أهلها وخاصتها فيدل على استثناء الأهل والخاصة من الحكم، وأن النهي عن الاجتماع أريد به اجتماع الغرباء، هذا وجه للجمع بدا لي، على افتراض ثبوت حديث جرير أو ما في معناه، والله أعلم.

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 - 09 - 03, 10:02 ص]ـ

وللفائدة: فإن شيخنا العلامة ابن عثيمين لما ذكر له حديث التلبينة (حديث عائشة في الصحيحين) توقف قليلاً (وذلك في تعليقه على كتاب الإيمان من صحيح مسلم)، وقال: نحتاج أن ننظر في الجمع بينه وبين حديث جرير، مع أنه مقتنع بثبوته، لأنني راجعته في ذلك قديماً، وأكثر ما رايته يحتج به ـ رحمه الله ـ حديث جرير المشهور، مع الاعتماد على الاستقراء الذي ظهر له بأن السلف لم يكنون يجتمعون ... الخ، وعن هذا جوابان:

الأول: أن حديث عائشة (حديث التلبينة) ينقض هذا الاستقراء.

الثاني: أن يقال: اين يمكن للسلف أن يجتمعوا في بيوتهم؟! إذا علمنا صغرها الشديد، وحسبك أن تعلم مقاس غرفة النبي صلى الله عليه وسلم، متذكراً أنه كان يغمز رجل عائشة ليتمكن من السجود لتقيس عليها ـ ولو على وجه التقريب ـ باقي منازل الناس في تلك الأزمان.

ثم إن الاجتماع المعتاد عندنا اليوم، لا أرى فيه محذوراً من الناحية الشرعية ـ إذا سقط حديث جرير ـ فالأمر لا يعدو أن يكون جلوساً يسلي الأقارب فيه بعضهم بعضاً، ويتناسون فيه المصيبة.

وعلى كل حال: ما دفعني إلى هذا التعليق إلا ما رايته من حماس بعض المحبين لشيخنا ابن عثيمين، وتحريج الناس وإلزامهم برأيه، وتبديع الجلوس، والقصد القصد تبلغوا.

رحم الله شيخنا وغفر له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير