تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأرجو من إخواني العلماء وطلبة العلم في المنتدى أن يسامحوني على إقحام نفسي بين من يكتب في هذا المنتدى المبارك ـ إن شاء الله ـ ومنذ فترة طويلة وأنا أكتفي بمتابعة المواضيع الهامة والشيقة في نفس الوقت التي تطرح في الملتقى (وهذا هو ماينبغي لي ولأمثالي) ولكن بين وقت وآخر أجد أشياء في نفسي يجب أن تطرح لتكمل الفائدة لي على الأقل فأحاول أن أتشجع بمخاطبة مشايخنا في الملتقى ومما حاك في صدري وأحببت أن أعرضه على مشايخنا في الملتقى بعض الاستفسارات حول ما كتبه فضيلة الأخ المبارك (العلم الشامخ) ـ نسأل الله أن يزيده شموخا ورفعة في الحق ـ وكان ذلك تحت عنوان (تقصير اللحية أولى من إطلاقها) ولا أطيل عليكم ونشرع في المقصود:

1) قوله {أن (أعفوا) من المشترك اللفظي، تعني الإطلاق وتعني التخفيف! (من عفت الديار من سكانها إذا خلت)!}

جوابه: أولا: أين من لغة العرب أن عفا بمعنى خف

جاء في لسان العرب ج: 15 ص: 72

( .. عفا: في أَسماء الله تعالى: العَفُوُّ، وهو فَعُولٌ من العَفْوِ، وهو التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقاب عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس، وهو من أَبْنِية المُبالَغةِ. يقال: عَفا يَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ و عَفُوٌّ (15/ 72) .. عَفا يَعْفُو إِذا أَعْطى، و عَفَا يَعْفُو إِذا تَرَكَ حَقّاً، و أَعْفَى إِذا أَنْفَقَ العَفْوَ من ماله، وهو الفاضِلُ عن نَفَقَتِه. و عَفا القومُ: كَثُرُوا. وفي التنزيل: حتى عَفَوْا؛ أَي كَثُرُوا. و عَفا النَّبتُ والشَّعَرُ وغيرُه يَعْفُو فهو عافٍ: كثُرَ وطالَ. وفي الحديث: أَنه، أَمَرَ بإِعْفاءِ اللِّحَى؛ هو أَن يُوفَّر شَعَرُها ويُكَثَّر ولا يُقَص (15/ 75) َّ كالشَّوارِبِ، من عَفا الشيءُ إِذا كَثُرَ وزاد. يقال: أَعْفَيْتُه و عَفَّيْتُه لُغتان إِذا فعَلَت به كذلك. وفي الصحاح: و عَفَّيْتُه أَنا و أَعْفَيْتُه لغتان إِذا فعَلْتَ به ذلك؛ ومنه حديث القصاص: لا .. (15/ 76)

وقال في مختار الصحاح عَفَا المنزل درس و عَفَتْهُ الريح يتعدى ويلزم وبابهما عدا وعَفَّته الريح أيضا شُدد للمُبالغة و تَعَفَّى المنزل مثل عفا و عَفَا عن ذنبه أي تركه ولم يُعاقبه وبابه عدا و العَفُوُّ على فعُول الكثير العفو و عَفَا الشعر والنبت وغيرهما كثُر ....... و أعْفَاهُ إذا كثَّره وفي الحديث أمر أن تُحفى الشوارب وتُعفى اللحى .. (1/ 186)

وفي الغريب لابن قتيبة

وقولُه يعفُو لها الأَثر أي يدُرُس والعَفَاءُ موتُ الأَثَر. (1/ 569) .. والعافي: الطويل الشَعر يقال: عَفا وَبَر البعير , إذا طال َ , وعَفَتِ الأَرض إذا غَطَّاها النبات , ومنه الحديث , إنَّ رسول الله صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وسلَّم , أَمر " أَنْ تُعْفَى اللَّحَى وتحْفَى الشَّوارِب " (2/ 48) ... عفاَ الوَبر , أي طرَّ وكثُر (2/ 194).

والغريب لابن سلام

قال الكسائي: قوله: تعفى يعنى تُوفّر وتكثّر. قال أبو عبيد: يقال منه: قد عفا الشعر وغيره إذا كثر يعفو فهو عافٍ, وقد عفوته وأعفيته لغتان إذا فعلت ذلك به, قال الله تبارك و تعالى حَتَّى عَفَوْا يعني كثروا, ويقال في غير هذا; قد عفا الشيء إذا درس وانمحا (1/ 148)

وأنت ترى أن المعنى يدور بين الإطالة والتكثير أو الدرس والمحو (وليس هذا والله أعلم من الاشتراك وأن اللفظ من الأضداد ولكن كله أصله الترك ـ وليس هذا بحثنا) وإذا كان ذلك كذلك فأين من لغة العرب أن عفا بمعنى خف أو خفف حتى ما جئت به من مثال (عفت الديار من سكانها إذا خلت) إنما يدل على ما ذكرناه وعليه فيلزمك ـ إن قلت أن (أعفوا) من باب الدرس والمحو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا باستئصال جميع اللحية وليس التقصير والتخفيف المزعوم (هذا بغض النظر عن سياق الأحاديث أو الألفاظ الأخرى والتي تقطع الطريق على أي محاول لتمييع النص وجعله من المتشابه).

(2أن القرينة في ذلك أن اليهود والنصارى (الحاخامات) يطيلون اللحية طولاً فاحشاً فجاء الإسلام وحث على النظافة والتخفيف.

أقول: (ثبت العرش ثم انقش.)! أنت لم تستطع إثبات هل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يتركون لحاهم دون تقصير أو أنهم كانوا يقصرونها في جميع أحوالهم ثم ترتقي مرتقا صعبا بأن تنسب لليهود والنصارى أنهم كانوا يطيلون لحاهم طولا فاحشا فأين هذا؟!!!!

فإن لم تثبته، فعما تتحدث!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير