تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 05 - 08, 08:18 ص]ـ

قال العسکري

(والعافية مصدر مثل العاقبة والطاغية وأصلها الترك من قوله تعالى " فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ " (1) أي ترك له، وعفت الدار تركت حتى درست ومنه " اعفوا اللحى " أي أتركوها حتى تطول

)

وهذا كلام إمام من أئمة اللغة

وإنما نقلت قوله للفائدة

وقد جاء عن غير واحد من أهل اللغة

(

فإن قال قائل

في الكامل للمبرد

(وفي الحديث: " من سعادة المرء خفّة عارضيه " وليس هذا بناقض لما جاء في إعفاء اللّحي وإحفاء الشّوارب، فقد روى أنهم قالوا: لا بأس بأخذ العارضين والتّبطين، وأما الإعفاء فهو التّكثير، وهو من الأضداد، قال الله عز وجل: " حتّى عفوا " الأعراف " 95، أي حتى كثروا، ويقال: عفا وبر الناقة إذا كثر، قال الشاعر:

ولكنّا نعضّ السّيف منها ... بأسؤق عافيات اللّحم كوم

)

فالجواب

أولا

هذا الحديث غير صحيح وقد جاء بفظ

(من سعادة المرء خفة لحيته)

وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات

ثم قال

(وقد تأول الحديث تأويل ظريف، فأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال: قرأت في كتاب أبى الحسن بن الفرات بخطه أنبأنا أبو محمد بن العباس الضبى قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الفقيه قال: قال أبو على صالح بن محمد قال بعض الناس: إنما هذا الحديث تصحيف إنما هو: من سعادة المرء خفة لحييه) ثم ذكر

عبارة

(ولا يصح لحيته ولا لحييه.

)

كذا وقع ولعل فيه سقط

وهو في تاريخ بغداد وهو مصدر ابن الجوزي

(قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي الهروي حدثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: قال أبو علي صالح بن محمد قال بعض الناس: إنما هو تصحيف إنما هو " من سعادة المرء خفة لحييه بذكر الله ".

وسكين مجهول منكر الحديث والمغيرة بن سويد أيضاً مجهول ولا يصح هذا الحديث ويوسف بن الغرق منكر الحديث ولا تصح لحيته ولا لحييه)

فتأمل كلام الخطيب البغدادي - رحمه الله

فإذا الحديث غير صحيح وموضوع كما ذكر ابن الجوزي

ثانيا:

أن هذا الكلام متعقب من غير واحد

في النهاية لابن الأثير

((س) وفيه [من سَعادةِ المرءِ خِفَّةُ عارِضَيه] العَارِض من اللحية: ما يَنْبُت على عُرْض اللحْىِ فوقَ الذَّقَن

وقيل: عَارِضَا الإنْسَانِ: صَفْحَتا خَدّيه. وخِفّتُهما كناية عَنْ كثرة الذكر للّه تعالى وحَرَكتِهما به. كذا قال الخطّابي. وقال [قال] (من ا واللسان) ابن السِّكِّيت: فلانٌ خَفيفُ الشَّفَة إذا كان قَليلَ السُّؤالِ للنَّاس

وقيل: أرادَ بخِفَّة العَارِضَين خِفَّةَ اللّحْية وما أراه مُناسِباً

)

وفي الفائق

(في الحديث - من سعادة المرء خفة عارضيه.

قيل: العارض من اللحية ما ينبت على عرض اللحى فوق الذقن. وقيل عارضا الإنسان صفحتا خديه. والمعنى خفة اللحية.

وقيل هو كناية عن كثرة الذِّكر، أي لا يحرك عارضيه إلا بذكر الله.

ويقال: فلان خفيف الشفة، أي قليل السؤال للناس.)

وحسبك أن الإمام الأزهري إمام الفن قد انتقد المبرد في هذا الحرف

فقال في المزهر

(إن قال: إنه صاحبُ آثار وراوي سننِ وأحكام قلنا له: ما معنى قول رسول اللَّه صلى الله وسلم عليه وعلى آله مِنْ سعادة المرء خِفّة عارضَيه؟ وهو صلى الله عليه وعلى آله لم يكنْ خفيفَ العارضين، لا على ما فسّره المبرَّد، فإنه لم يأت بشيء.

)

ثالثا

ينبغي أن يحمل الأخذ من العارضين

يعني الشعرات الزائدة لا حلق شعر العارضين على رقم 1 مثلا

وقد جاء في أثر ابن عباس رضي الله عنهما من حديث هشيم عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس

(في قوله: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) قال: التفث: حلق الرأس، وأخذ من الشاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والأخذ من العارضين، ورمي الجمار، والموقف بعرفة والمزدلفة.

)

فائدة:

الحديث جاء بلفظ عارضيه عند ابن عدي

انظر الكامل والميزان

فائدة:

جاء في كتب الإمامية

عن جعفر بن محمد

(من زاد من اللحية على القبضة ففي النار.)

من كتاب مكارم الأخلاق للطبرسي وهو والد صاحب التفسير

وهما من علماء الفرقة الإمامية

تنبيه

بعض النصوص منقولة من نسخ الكترونية

ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 05 - 08, 08:41 ص]ـ

" من سعادة المرء خفة لحيته ".

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 346):

موضوع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير