تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صَدْرًا , وَأَقْوَاهُمْ قَلْبًا وَأَسَرُّهُمْ نَفْسًا، تَلُوحُ نَضرَةُ النَّعِيمِ عَلَى وَجْهِهِ. وَكُنَّا إذَا اشْتَدَّ بِنَا الْخَوْفُ، وَسَاءَتْ مِنَّا الظُّنُونُ، وَضَاقَتْ بِنَا الأَرْضُ أَتَيْنَاهُ فَمَا هُوَ إلا أَنْ نَرَاهُ وَنَسْمَعَ كَلامَهُ فَيَذْهَبَ ذَلِكَ كُلُّهُ , وَيَنْقَلِبَ انْشِرَاحًا وَقُوَّةً وَيَقِينًا وَطُمَأْنِينَةً , فَسُبْحَانَ مَنْ أَشْهَدَ عِبَادَهُ جَنَّتَهُ قَبْلَ لِقَائِهِ، وَفَتَحَ لَهُمْ أَبْوَابَهَا فِي دَارِ الْعَمَلِ، فَأَتَاهُم مِنْ رَوْحِهَا وَنَسِيمِهَا وَطِيبِهَا مَا استفرغ قُوَاهُمْ لِطَلَبِهَا وَالْمُسَابَقَةِ إلَيْهَا. وكان بعض العارفين يقول: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف وقال آخر: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: و ما أطيب ما فيها؟، قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره، أو نحو هذا ..... فبمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون إليه والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم، وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين، وإنما تقر عيون الناس به على حسب قرة أعينهم بالله عز وجل، فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات (الوابل الصيب /69).

والمقصود أنه كان ينبغي للدكتور العريفي أن يركز على هذا الأصل الأصيل فهذا هو طريق السعادة والاستمتاع الحقيقي بالحياة.

وقال المؤلف في ص 3: " إلا أني أجد أن أحب كتبي إلي وأغلاها إلى قلبي وأكثرها فائدة عملية – فيما أظن- هو هذا الكتاب الذي كتبت كلماته بمداد خلطته بدمي، سكبت روحي بين أسطره."

أقول: أرى أن هذه مبالغة كبيرة ينبغي تركها. فإن حمل هذاالكلام على الحقيقة خالف الواقع، فمداد الكتاب ليس فيه شيء من دم الدكتور العريفي، وليست روحه مسكوبة بين أسطره، وإن حمل على المجاز فمستوى الكتاب لايرقى إلى أن يقال فيه ذلك، وإن كان فيه فوائد طيبة. وأكاد أجزم أن الدكتور العريفي بعلمه وخبرته قادر إن شاء الله على تأليف كتاب أفضل من هذا الكتاب بمراحل.

وأما قول الحافظ الطبراني عن معجمه الأوسط: "هذا الكتاب روحي" فقول مقبول من أحد أئمة الحديث وحفاظهم يقوله عن كتاب نفيس تعب في جمعه وتصنيفه، وأثنى عليه أهل العلم والاختصاص، فهذا الحافظ الذهبي يذكر في كتابه تذكرة الحفاظ (3/ 912) أن الطبراني صنف المعجم الأوسط في ست مجلدات كبار على معجم شيوخه، يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب، فهو نظير كتاب الأفراد للدارقطني، بَيَّنَ فيه فضيلته، وسعة روايته، وكان يقول: "هذا الكتاب روحي"؛ فإنه تعب عليه.

وقال الدكتور الطحان محقق الكتاب في أول تحقيقه: " وقد ظهر في هذا الكتاب سعة روايته وكثرة اطلاعه على طرق الحديث، وتمييز الطرق التي اشترك فيها عدد من الرواة عن هذا الراوي، عن الطرق التي انفرد بها بعض الرواة عن بعض. وهذا الأمر لاينقاد إلا لإمام جهبذ من جهابذة هذا الفن الدقيق الواسع. وقد تعب كثيرا في إخراج هذا الكتاب على هذه الطريقة، لذلك كان يقول:" هذا الكتاب روحي".

والمعجم الأوسط مطبوع بتحقيق الطحان في عشرة مجلدات، وعدد أحاديثه: 9485.

ومما له علاقة بموضوع الكتاب ماقاله الدكتور العريفي في ص 5 - 6 بعد أن ذكر قصة الشيخ الكبير الذي كان يفتخر في أحد المجالس أنه كان أحد زملاء الشيخ ابن باز في الدراسة عند الشيخ محمد بن إبراهيم قبل أربعين سنة [ولاأدري من أي سنة تحسب تلك الأربعون سنة لأن الشيخ محمد بن إبراهيم توفي في سنة 1389 أي قبل أربعين سنة من الآن]، فقال العريفي: جعلت أردد في نفسي: " ولماذا يامسكين ماصرت ناجحا مثل ابن باز؟ مادام أنك عرفت الطريق لماذا لم تواصل؟ لماذا يموت ابن باز فتبكي عليه المنابر والمحاريب والمكتبات وتئن أقوام لفقده وأنت ستموت يوما من الدهر ولعله لايبكي عليك أحد إلا مجاملة أو عادة. كلنا قد نقول يوما من الأيام عرفنا فلانا وزاملنا فلانا وجالسنا فلانا وليس هذا هو الفخر إنما الفخر أن تشمخ فوق القمة كما شمخ ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير